أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فرات المحسن - في كردستان الارتشاء لأجل التظاهر














المزيد.....

في كردستان الارتشاء لأجل التظاهر


فرات المحسن

الحوار المتمدن-العدد: 5733 - 2017 / 12 / 20 - 22:54
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



هل من الممكن أن تكون الجماهير الكردستانية خرجت للتظاهر بعد أن قبضت من الخارج ثمنا لتظاهراتها؟؟!!
سؤال كبير، ولكن السيد البرزاني ومجموعته أعلنوا أن مثل هذا ليس بغريب وحقيقة حدثت، فقد قام البعض من المتظاهرين باستلام مبالغ لغرض الإعداد للتظاهرات، وأيضا حرق مقرات الأحزاب ومؤسسات الدولة.
جائز بل هو حقيقة بأن أي مظاهرة تنطلق تحوي بين حشودها من غير الأسوياء ومن المندسين لأغراض معينة، منها أحقاد شخصية أو سياسية أو حتى اجتماعية أو لأسباب غير تلك، وجميعها يدخل تحت يافطة الهوس الجماهيري.
فعل إحراق المؤسسات والمقار الحزبية وأي بناية عامة فعل مدان وغبي، ويعود مردوده في النهاية على المتظاهر نفسه أو بعموم المواطنين والبلد. فلماذا يمارس هؤلاء هذه الفعلة الغبية والخبيثة.
مثل هذا الآمر يحتاج لتحليل نفسية الإنسان المقهور وكذلك خلفية الحدث وبعموم المشهد دون تجزئة، وبالذات السبب في نزوع المرء للعنف، عندها نتعرف على مسببات ردود فعل الإنسان المحبط المقهور الواقع تحت سطوة وتعذيب السلطة، ونشاهد كيف يتجاوب ويتساوق مع قسوة وقهر السلطة وعدم مبالاتها وإهمالها لهمومه ومشاكله واحتياجاته، فيقابلها بردة فعل عدوانية يعتقد أنها سوف تؤلم الحاكم وتوجعه.
خرج علينا بعض الأصدقاء الأحبة بفلم عن مظاهرات كردستان يرافقه تعليق يتهم إيران بتدبير تلك التظاهرات. بشكل ناجز يمكن القول أن الفلم معد من قبل مجموعة السيد البرزاني وليس من قبل الطرف الأخر الطلباني بسبب علاقة الأخير بإيران، مما لا يسمح له اتهامها مثلما فعل صانعو هذا الفلم. إيران باتت شماعة قوية لتعليق الشبهات والاتهامات والمكائد والأخطاء، فتعليق المصائب برقبة إيران صار أسهل من شربة ماء، ويقف بجانب هذا التأويل المخادع أمريكا وإسرائيل والسعودية ومصر والخليج جميعا، وجبهة ليست بالضعيفة من العراقيين. وفي قولي هذا لا أدافع عن الأفعال الإيرانية التي لا تمثل في الكثير منها غير إيذاء متعمد واستهانة بقدرات الشعب العراقي وحتى بقادته وتاريخه، وليس هنا مجال لاستعراض ذلك.
على مدى سنوات طوال وضعت تحت يد سلطة السيد مسعود البرزاني موارد ضخمة أختصرها هنا بالمنافذ الحدودية وموارد تصدير النفط دون رقابة، مع 17 % من موارد الدولة العراقية. ومع كل تلك الموارد فقد تسببت السياسات الخاطئة والسرقات انهيار الواقع الاقتصادي وتجويع قطاعات واسعة من الشعب الكردستاني، وكان التبرير لتلك الأزمات وخاصة أكبرها وهي الأزمة الاقتصادية، يرمى بإجحاف وتضليل على عاتق الدولة الاتحادية.وأيضا لا يعني ذكري لهذا، إنكاري لبعض السياسات الخاطئة للسلطة في بغداد تجاه إقليم كردستان. كذلك فالمحافظات الخاضعة لسلطة بغداد شاهد حي على العديد من الأخطاء الفادحة والقباحات المقترفة والإهمال المتعمد للبناء التحتي والدمار الذي أصاب جميع مناحي الحياة، وترافق ذلك مثلما في كردستان مع سرقة المال العام واختفاء المليارات لصالح رجال السلطة ومرتزقتهم، لذا لا يمكنني الدفاع عن حكومة بغداد عند توجيه الاتهام لسلطة السيد مسعود البرزاني وحلفاءه.
في كردستان وطيلة العشر سنوات الماضية تم سرقة أغلب العائدات المالية لصالح أحزاب السلطة وقسمت بينهم أغلب الواردات، واختفت لعدة أعوام موازنة الإقليم لصالح السيد مسعود البرزاني وعائلته وحلفاءه، وترافق ذلك مع خنق الحريات المدنية، وعتم على العيوب، وشكلت مليشيات لقمع أي رأي مخالف وخنق الإعلام، وروج للدكتاتورية، وأصبح الوضع في كردستان لا يطاق، بسبب تلك السياسات العجفاء والقاسية. ففي إربيل لا يمكن مع وجود نظام بوليسي قمعي، القيام بأية تظاهرة أو مخالفة للرأي، ومخالفة الرأي سوف تواجه بالتكميم والتعتيم وحتى القتل. وجراء كل تلك التعديات شهدت وتشهد مدن إقليم كردستان تظاهرات عارمة تندد بالأوضاع السيئة التي يعيشها الإنسان الكردستاني بسبب سياسات السلطة وأساليبها القمعية وتجويع المواطن بسبب عدم دفع الرواتب أو سرقة جزء من الراتب بمسمى الادخار الإجباري، ودون الإعلان عن مداخيل الحكومة وعائداتها المالية.
في لمحة حكيمة من قبل الأمير صباح السالم الصباح أمير الكويت قدم ما يقارب 60 مليون دولار لمحاربة صدام وإخراجه من الكويت، وبعد أن تحررت الكويت من احتلال الطاغية صدام وقذاراته ، منح الأمير الكويتي مبالغ للكويتيين لمساعدتهم على إعادة ترتيب حياتهم الجديدة بعد العودة، لم يخرج الكويتيون للتظاهر ضد ألأمير واحتفظوا له بلمحته الكريمة وعدوها فعلا يستحق التمجيد والمحبة.
ما يملكه السيد مسعود البرزاني لوحده من أموال حصل عليها طيلة فترة حكمه ولحد الآن تكفي ليس لدفع الرواتب والأجور لجميع العاملين وإنما إخراج أقليم كردستان من محنته وبناءه وجعله قبلة للناظر، وإعطاءه وضعا خاصا يتحدى به علاقته بالعراق ومحيطه الإقليمي، ويقدمه مثال لوطن مزدهر بعمرانه وحرياته وحضارته، عندها سوف يكون إقليم كردستان العراق مثالا يحتذى به ورسالة حية للنضال والتحضر والعناد والمكابرة لجميع أقاليم الكرد الأخرى، ليصبح عند الجميع هدف وطن الكرد الكبير على أبعاد قريبة وتحت النظر .
ولكن أين السيد مسعود البرزاني ورهطه من هذا، وهم يقرضون كل ما يقع أمامهم دون حياء ويجلسون في قصورهم العامرة يتلذذون بطيب الطعام وفاخر الملابس على حساب جوع الشعب الكردي الفقير الفاقد لأبسط وسائل العيش الكريم .
أين السيد مسعود البرزاني وحاشيته وحلفائه من الذي يحدث داخل المدن والقصبات من أوجاع وآلام وخيبات وجوع، فهل تراه يفرط بالمليارات التي سرقها من قوت هؤلاء الجياع ليقدمها أو الأحرى يعيدها لصالح هذا الشعب الذي دائما ما أراد له السير خلفه لصناعة مجد شخصي وعائلي. فما الذي يجعله يحجم عن فعل هذا إن أراد إنقاذ الإقليم والوقوف بوجه أعداءه مثلما يدعي. فجوع المواطن وقسوة أوضاعه وتكميم الأفواه، هو من أجبر هذه الجموع للخروج بالتظاهر وليس رشوة إيران أو غيرها فهذا الشعب المقهور المكبوت، أن تمعنتم جيدا وبأنصاف وضمير، لا يحتاج للرشوة ليخرج للتظاهر.



#فرات_المحسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أسباب انهيار الاتحاد السوفيتي
- حول كتاب طالب عبد الأمير نوبل و -مثالية- الأدب
- محطات وشخوص في حياة الدكتور خليل عبد العزيز ج 2
- محطات وشخوص في حياة الدكتور خليل عبد العزيز1
- الوهابية والاخوان المسلمين، صراع الأخوة الأعداء هل يتحول لقت ...
- بوسترات
- كارل ماركس في العراق / الجزء الأخير
- كارل ماركس في العراق / الجزء الخامس والثلاثون
- كارل ماركس في العراق / الجزء الرابع والثلاثون
- كارل ماركس في العراق / الجزء الثالث والثلاثون
- كارل ماركس في العراق / الجزء الثاني والثلاثون
- كارل ماركس في العراق / الجزء الواحد والثلاثون
- كارل ماركس في العراق / الجزء الثلاثون
- تنويه
- الدراسة في الاتحاد السوفيتي والدول الاشتراكية
- كارل ماركس في العراق / الجزء التاسع والعشرون
- كارل ماركس في العراق / الجزء الثامن والعشرون
- كارل ماركس في العراق / الجزء السابع والعشرون
- كارل ماركس في العراق / الجزء السادس والعشرون
- السياسة السوفيتية والأحزاب الشيوعية العربية/ ج2- لقاء صحفي م ...


المزيد.....




- رمى المقص من يده وركض خارجًا.. حلاق ينقذ طفلة صغيرة من الدهس ...
- مسيّرة للأمن الإيراني تقتل إرهابيين في ضواحي زاهدان
- الجيش الأمريكي يبدأ بناء رصيف بحري قبالة غزة لتوفير المساعدا ...
- إصابة شائعة.. كل ما تحتاج معرفته عن تمزق الرباط الصليبي
- إنفوغراف.. خارطة الجامعات الأميركية المناصرة لفلسطين
- مصر.. ساويرس يرد على مهاجمة سعد الدين الشاذلي وخلافه مع السا ...
- تصريحات لواء بالجيش المصري تثير اهتمام الإسرائيليين
- سيدني.. اتهامات للشرطة بازدواجية المعايير في تعاملها مع حادث ...
- ليبيا وإثيوبيا تبحثان استئناف تعاونهما بعد انقطاع استمر 20 ع ...
- بحضور كيم جونغ أون.. احتفالات بيوم الجيش في كوريا الشمالية ع ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فرات المحسن - في كردستان الارتشاء لأجل التظاهر