أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فرات المحسن - كارل ماركس في العراق / الجزء الخامس والثلاثون















المزيد.....

كارل ماركس في العراق / الجزء الخامس والثلاثون


فرات المحسن

الحوار المتمدن-العدد: 5412 - 2017 / 1 / 25 - 10:58
المحور: الادب والفن
    





ــ يابه والله وداعتك والخوه والروح الرفاقية، القصة الحجاهه ألي لو بس تسمعه، رأساً تصدكَ بي.
ــ يمعود أنته متأكد من عنده هو مو غيره؟
ــ أستاذ جبار نعم حيل متأكد، ومن انته راح تشوفه ويسولفلك قصته راح تتأكد مثلي.
ــ متنطينياه مرة لخ أحجي وياه.
قدم سامر جهاز الهاتف إلى ماركس طالبا منه التحدث مع جبار .
ــ أستاذ جبار يريد يحجي وياك .. يعجبك تحجي وياه لو ميعجبك؟
لم ينتظر ماركس أن يجيب على سؤال سامر وتلقف الهاتف بسرعة قائلا.
ــ نعم رفيق جبار؟
ــ عزيزي أرجوك لا تناديني برفيق، فقط كَول أستاذ جبار فالمسالة حساسة أرجوك؟
ــ حسنا أستاذ جبار مثلما ترغب .
ــ تكَدر تحجيلي وتوصفلي شلون جنت بمكان الاختطاف وشلون حالنه هناك؟
راح كارل ماركس يصف لجبار كيف تم اختطافهم وحال الغرفة والبستان وغرفة أبو بشير ومرتزقته وساقية الماء والتنور وليلة قرصات البعوض وحلم جبار بمحاولة رميه في النهر وعندما وصل ماركس لكلمة قزولقورت. صاح جبار بأعلى صوته وبفرح.
ــ أنطيني سامر بسرعة رفيق، أنطيني سامر.
ناول ماركس الهاتف لسامر وكانت ابتسامة عريضة ترتسم على وجهه الذي تحول إلى ما يشبه عرف ديك بلونه الأحمر القاني .
ــ نعم أستاذ جبار العزيز أخويه الورد.
ــ أخذ تكسي هسه بسرعة، وأخذ وياك العزيز ماركس للفندق، أو وصي أخويه رضا إذا شفته، لو العمال هناك حته يعتنون بيه. كَللهم وصية جبار، يوفرون أله غرفة زينه وكلشي يحتاجه، أخوي أخوي سامر ما وصيك أدير بالك عليه، وأني بعد ساعتين أنهي الاجتماع بالوزارة وأجي عليكم لهناك... خوش أخويه ما وصيك مره لخ بماركس تره هذا صاحبي بوكت الشده والضيكَ.. ما أوصيك سامر الورد ما أوصيك.
ــ أنته تأمر أمر أغاتي أستاذ جبار.. ميصير خاطرك أله طيب. الله وياك محروس عيوني.
أغلق الهاتف والتفت نحو ماركس قائلاً.
ــ عيوني أنته هسه خشيت بالعصر الذهبي.. وآني همين بلكت يصيرلي فد شي ويه صاحبنا سيد جبار وتنزل رحمة الله تهلهل علينا، شفته شلون من سمع بيك يمي، تخبل طار من الفرح.. هو جبار تره هم بشكلك تحريفي .. أكَلك أستاذ ماركس أريد أحجي حجاية بس لاتزعل وهمين مو تروح و تنقله للرفيق جبار.
ــ تفضل تكلم.
ــ يعني لو هسه أخطفك وأطالب جبار بفدية عنك.. تتصور راح ينطيني لو يغلس الحباب..
كان ماركس يتجنب النظر إلى سامر ويشغل نفسه بالتطلع نحو المتظاهرين ولكنه في نفس الوقت كان منتبها لما يقوله أو الأحرى ما يهذر به سامر من كلام.
ــ شفت شلون صاير جبار سيد أبن رسول الله من بيت الساده آل مطورد، راح ناخذ تكسي على حساب السيد. شتكَول رفيقي العزيز لو أفرك أبغداد فد ساعة ساعتين تشوفه للولاية مالتنه زين وتشبع منه كَبل ما ترجع الأهلك.
أطلق ضحكة مدوية بوجه ماركس الذي لم يجاريه بفرحه، ولم يكن على استعداد لقبول مثل هذه المزحة السمجة، وجهه كان مقطبًا شاحبًا، يفكر بأنه لن يجد راحته قبل أن يلتقي بالرفيق جبار، رغم سماعه لكلماته الترحيبية الفرحة وضحكاته التي كان ينقلها الهاتف بشكل واضح حين كان سامر يبعد السماعة عن أذنه متعمدًا ليقربها من ماركس.
كان ماركس يتسقط بنظراته حشود الجماهير وهو يبتعد مع سامر خارج ساحة التحرير.جموع غفيرة تصرخ وتهتف بملء حناجرها وتلوح بالأعلام، ويبدو الإصرار رغم التوتر هو السمة والطابع الظاهر على هذه الجموع. شيء حسن يبعث على التأمل والأمل، أنهم يشنون حربا لتحطيم قيم وقواعد وقيود خلقها وفرضها أصحاب السلطة، ولكن يا ترى هل تستطيع هذه الجموع كسر تلك القواعد والاستحكامات للنخب الحاكمة. لم تكن حشود الجماهير بأعداد كبيرة ولكن يبدو عليهم الإصرار والعزيمة وهذا هو المهم، وليكن هذا سلاحها في المواجهة.
كثير من الغرابة والتناقضات في هذا البلد، وكأن هناك مخاض لصناعة وطن غير الذي هو عليه الآن .ولكن الغريب أن أكثر الأشياء والأفعال دائما ما تأخذ منحى العنف والعدوانية وتطغي عليها الأنانية عوضا عن المحبة والتسامح والألفة. المظاهر الطاغية على الفرد وحتى المجموع متوجهة بشكل غريب نحو تمجيد الماضي، وكقواعد وسلوك عام فذلك من يتسيد المشهد اليومي، وتكون محاكاة الماضي قاعدة وسلوك يومي ومعيار لقياس العلاقات وسير الأحداث.ولكون الماضي والتقليد يشكل الغالب في حياة الناس فحالات التوتر تكون شائعة في البنية الاجتماعية، ومن خلال ذلك يستمر المجتمع في خلق وسائل عديدة لتعزيز التقليد وكبت حركات التغيير والمطالبات الجماهيرية بالإصلاح. ربما كانت تلك قناعتي أو هناك متغيرات ووقائع لم استطع اكتشافها أو الوصول أليها، فبات فهمي لهذا المجتمع قاصرا، ولكن مثل تلك التظاهرات الجماهيرية في المدن العراقية حتما سوف تخلق أجواء جديدة وتكون نواة لتغيير قادم، فمن غير المعقول أن يستمر الوضع على هذا الحال الذي تفرضه النخب الحاكمة ومافيات السوق.
ــ ها رفيق ماركس، أشوفك رحت بدالغة جبيره وانته تباوع لجماعتنه؟
ــ نعم دائما ما تبدأ الثورة ببؤرة صغيرة ثم تتسع.
ــ رفيق من حلكَك الباب السمة.
ــ شنو حلكَك وأي باب لهذه السماء؟
ــ رفيق أنته لو مسجل ما سمعته من سوالف وكلمات وأمثال، وما شفته من أحداث بالعراق وبعدين كل هذا أطبعه بكتاب وبعنوان صارخ، كارل ماركس في العراق، يابه بعرضي راح الكتاب هذا يثير ضجة بالعالم وخاصة هو بأسمك، وينوضع يم كتبك، العمل المأجور وراس المال لو حول المسألة اليهودية وغيرها، يابه وروح خالي، ميه بالميه انته من وراه راح أتألف وتصير برجوازي . وبالعراق أسألني أني، ناسي وأعرفهم زين، يكيفون لو واحد يسولفلهم عن الأمثال والعبر والدكَايكَ والفاينات العراقية، أحسن من سوالف الاقتصاد وجنجلوتيات البحوث والدراسات ؟
ــ أرجوك سامر فلنبتعد ونذهب إلى حيث قال الرفيق جبار.
ــ يمعود هاي شبيك كَالب وجهك، موزين راح تلتقي بأحد أقطاب الحركات الثورية العالمية رفيق جبار آل مطورد.
ــ أرجوك سامر لقد تجاوزت كثيرا، دعنا نذهب حيث طلب جبار ذلك.
ــ شنو أجاوزت، وعليمن، تره لوما مصلحتي يم السربوت جبار كان هسه عفتك تفتر أباب الشرجي وترجع تبات بالكَهاوي ويبقى أسمك أستاذ عبد القادر إلى يوم يبعثون.
ــ شكرا لك على كل حال، أعتقد أنك تستطيع أن تفعل ذلك.
ــ هم ميخالف مقبوله منك، رفيق ميكون خاطرك أله طيب، نص ساعة ونكون بالفندق.



#فرات_المحسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كارل ماركس في العراق / الجزء الرابع والثلاثون
- كارل ماركس في العراق / الجزء الثالث والثلاثون
- كارل ماركس في العراق / الجزء الثاني والثلاثون
- كارل ماركس في العراق / الجزء الواحد والثلاثون
- كارل ماركس في العراق / الجزء الثلاثون
- تنويه
- الدراسة في الاتحاد السوفيتي والدول الاشتراكية
- كارل ماركس في العراق / الجزء التاسع والعشرون
- كارل ماركس في العراق / الجزء الثامن والعشرون
- كارل ماركس في العراق / الجزء السابع والعشرون
- كارل ماركس في العراق / الجزء السادس والعشرون
- السياسة السوفيتية والأحزاب الشيوعية العربية/ ج2- لقاء صحفي م ...
- السياسة السوفيتية والأحزاب الشيوعية العربية/ ج1- لقاء صحفي م ...
- كارل ماركس في العراق/ الجزء الخامس والعشرون
- كارل ماركس في العراق / الجزء الرابع والعشرون
- التحالف الوطني الشيعي العراقي وصراع المرجعيات الدينية
- كارل ماركس في العراق/ الجزء الثالث والعشرون
- كارل ماركس في العراق / الجزء الثاني والعشرون
- كارل ماركس في العراق / الجزء الواحد والعشرون
- التكييف القانوني لسرقة المال العام


المزيد.....




- خلال أول مهرجان جنسي.. نجوم الأفلام الإباحية اليابانية يثيرو ...
- في عيون النهر
- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...
- إيران: حكم بالإعدام على مغني الراب الشهير توماج صالحي على خل ...
- “قبل أي حد الحق اعرفها” .. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وفيلم ...
- روسيا تطلق مبادرة تعاون مع المغرب في مجال المسرح والموسيقا


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فرات المحسن - كارل ماركس في العراق / الجزء الخامس والثلاثون