مالفرق بين الحجر والشجر والبشر

عدنان جواد

الحوار المتمدن-العدد: 5941 - 2018 / 7 / 22 - 15:43
المحور: الادب والفن
    

قصة قصيرة
ما الفرق بين الحجر والشجر والبشر
ربما يتساءل البعض لأول وهلة، هل يعقل ان يقارن بين الحجر والشجر والبشر، صحيح ان البشر هو من يصنع وينقل الحجر، ويجعله جميلا نظرا، وهو من يزرع الشجر ويتابع نموه ويسقيه ويداريه إلى أن يثمر، نعم مع الأسف هناك تفضيل للشجر والحجر على بعض البشر، لا نذكر الحيوان وكيف يفضل على بني البشر في بعض المجتمعات، لأنه أكثر وفاءا من البشر كما يقولون، لا عجب ونحن نرى يوميا يموت المئات من أفراد الشعوب الفقيرة ليس بمواردها بل بتشتت قادتها وخضوعهم للدول القوية وظلمهم شعوبهم وبيعهم موارد تلك الشعوب لكي يستمرون بالسلطة وجمع الأموال، وهؤلاء المساكين الذين فقدوا مقومات الحياة يعبرون البحر على أمل الحياة في الجانب الثاني.
الجانب الثاني الذي جعل منهجه التخطيط للمستقبل وكيفية استغلال الموارد بما فيها الموارد البشرية ، والعقول المنتجة وترك المحاباة والنفاق على حساب راحة البشر من مواطنيهم حصرا، وخدمة اوطانهم واعتزازهم به، بينما نحن في بلدان متخلفة ننفذ مخططات تلك الدول ومصالحها ونخون اوطاننا.
والقصة ليس من الخيال وإنما من الواقع، وأنا أسير في احد قصور الحكام الجدد في العراق وعند المدخل في السياج الخارجي وبعد الاتصال بصديق يعمل حارسا هناك، وجدت الحرس في كشك مهلل تتخلله الشمس وقد وضع الحراس والذين يبدو من سمار بشرتهم إنهم من أهل الجنوب، قطع من الخشب والورق المقوي كارتون، قلت في نفسي إن هذا الحاكم بسيط ولا يهتم بالشكليات، ولكن عند دخولي بالقرب من القصر الفخم وجدت أشجار أجنبية تم تظليلها بشمسية فسالت الحارس لماذا تظلل تلك الأشجار، قال: لأنها لاتتحمل الشمس الحارقة في العراق، وتابعت السير فشاهدت أحجار جميلة يتم الاهتمام فيها وصقلها بعناية من قبل عمال مهرة، وإلصاقها بجدار ذلك القصر، وقلت لماذا يتم الاهتمام بهذا الحجر، قال: هذا مستورد من اسبانيا وهو باهض الثمن، وقد جلبه اغلب من سكن في القصور وحواشيهم، عندها قلت لو ظلل ذلك الجندي في الخارج والاهتمام به بمثل ما يهتم بهذه الأشجار وتلك الأحجار، لما احتلت البلاد وترك المدافع دفاعه، والمواطن وطنه، والعامل عمله والمبدع إبداعه، وسرقنا السارقون ، فهل عرفتم الفرق بين الشجر والحجر والبشر.

#عدنان_جواد (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل