أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عدنان جواد - مؤتمر المانحين وانعدام الثقة














المزيد.....

مؤتمر المانحين وانعدام الثقة


عدنان جواد

الحوار المتمدن-العدد: 5786 - 2018 / 2 / 13 - 15:15
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تتزامن ثلاثة أمور في بداية عام 2018 ، وهي كل من الموازنة ، ومؤتمر المانحين لأعمار العراق في الكويت في منتصف الشهر الثاني، والانتخابات في الشهر الخامس، وكلها أمور مهمة للبلد، فالموازنة هي المحرك للاقتصاد العراقي وتحريك المشاريع المعطلة ، وهي تعطلت بسبب المزايدات السياسية، و لقرب الانتخابات كل منهم يدعي انه عنترة بن شداد وانه حامي الحمى والحارس الأمين على مصالح الشعب، فنواب الأكراد لايقبلون بغير ال % 17 التي تم التوافق عليها سابقا بدون تعداد سكاني بين الساسة، ونواب المحافظات التي تصدر النفط يطالبون بحصتهم من البتر ودولار، ولسان حالهم يقول نحن مثل البعير يحمل ذهب ويأكل عاكول، ونواب المناطق الغربية يطلبون أن تتضمن الموازنة أموال لأعمار المدن المدمرة، وجميعهم اغلب ما يحركهم كسب تعاطف ناخبيهم ، لقرب الانتخابات فلماذا تم التصويت على الموازنة السابقة بدون أي اعتراض؟.
أما الأمر الثاني وهو مهم وخاصة للمحافظات التي احتلها داعش، فمؤتمر المانحين الذي سيعقد في 12/2/2018 في دولة الكويت وبمشاركة الصندوق الكويتي وصندوق الأعمار العراقي والبنك الدولي، بغية الحصول على 100 مليار دولار كلفة أعمار المناطق المحررة، وتبذل الحكومة جهود كبيرة في إقناع المستثمر الأجنبي ، في الدخول إلى العراق والمشاركة في أعماره، والمانحين بان أموالهم لا تذهب لصراعات داخلية ، وصندوق النقد الدولي يتطلب إقناعه تقديم ضمانات، وتفعيل موارد الزراعة والصناعة وغيرها ، وتنشيط دور القطاع الخاص، وفي ظل انعدام الثقة بين الإطراف السياسية وبين الحاكم والمحكوم، وان الدول أصبحت تنظر للعراق دولة يسرقها حكامها للاتهامات المتبادلة بالفساد وضياع الأموال، وان واحد من أسبابها دخول القاعدة سابقا وداعش لاحقا ، فيتطلب في هذا السياق إبعاد الأطراف السياسية بشان الاتفاق بين الدول المانحة والجهات المنفذة ، كالشركات وسواء كانت عراقية أم أجنبية، فالساسة مثل قول بلقيس ملكة سبا (ان الملوك إذا دخلوا قرية افسدوا فيها وجعلوا أعزة أهلها أذلة)فهم عندما يضعون يدهم في مشروع يسرق، وان لا تصرف المبالغ دفعة واحدة كما حدث في مشاريعنا المعطلة التي سرقت أموالها وبقت مجرد أساسات وهياكل، وإنما تكون حسب مراحل الإنتاج، ورقابة دولية.
والأمر الثالث وهو الانتخابات ، وهو طموح جميع من تنعم بالعملية السياسية، وأصبح يعيش في بحبوحة ، والوجاهة والسلطة وامتلاك العقارات ، والسفر لجميع دول العالم والمميزات الكثيرة التي أصبحت هدف جميع من يشترك في العمل السياسي، وهم اليوم ينزعون الوجوه القديمة ويلبسون أخرى جميلة ، وربما يقدمون وجوه جديدة ولكنهم يحركونها من الخلف، والشعب اليوم بين من يدعوا للمقاطعة، وبين من يدعوا لاختيار النزيه والكفء والجديد، غير المجرب، وهذا يحتاج الى تمحيص وحسن الاختيار فانعدام الثقة جعل الفار يلعب في عب كل مواطن عراقي من المرشح الذي سوف ينتخبه فهل سيختلف عن سابقه.
وأمر الانتخابات مرتبط بسؤال لماذا نشوه سمعة بلدنا وبالتالي تنعدم ثقة الدول فينا؟ البعض يرى إن اغلب مثقفي الدول والإعلاميين، في الدول المحيطة بالعراق والبعيدة عنه، يجملون منظر دولهم ولا يظهرون المساوئ في بلدانهم، بينما في العراق واغلب الفضائيات التابعة لأحزاب وشخصيات حاكمة كان البعض منهم السبب في تدهور الأوضاع في العراق، من حروب ودمار وفقر وتأخر التنمية، تتكلم عن الفساد والفاسدين وان سبب الفساد هو الأحزاب التي جعلت الدولة فاشلة، وتجد بعض برامجها تلتقي بالناس في الشارع وهم يتكلمون عن الحرمان والبطالة والإهمال للجرحى والمرضى والاهتمام بعوائل الشهداء ومحاربيها القدماء الذين تمنحهم الدول المتقدمة أعظم المراتب في الدولة، فأصبح الإعلام معول تخريب وليس معول إصلاح ، فالهدف منه التسقيط السياسي الذي تحول في الماضي الى حروب أهلية، فهو كمن يحرق السفينة بجميع ركابها.
والبعض الآخر يقول لك إن الإعلام يجب أن يشخص الخلل ويعالج الأسباب وبصورة واقعية بعيدا عن التحيز والمحاباة، فهو في الدول المتقدمة يسقط حكومات ويكتشف جرائم، فلا يمكن القبول بوجود 4 ملايين شخص يعيش تحت خط الفقر، وأصبح بعض ساسة العراق في المراتب الأولى في لائحة الأغنياء في العالم، وإنهم لم يكسبوا هذه الأموال بعقولهم الجبارة ، او اختراعاتهم او تعبهم وجهدهم الشخصي ، او إنهم كانوا أصحاب أموال واستثمروها فتضاعفت، فكان من المفترض أن يكون العراق بلدا متطورا خلال 15 سنة خاليا من الصراعات والحروب التي تعب منها الشعب في زمن الحكم الدكتاتوري، وان كل مواطن يملك منزلا، ولديه مرتب شهري، وان ينعدم الفقر في المجتمع العراقي، وتنتهي ظاهرة التسول في المجتمع، ويتم تفعيل قانون الضمان الاجتماعي فتنعدم البطالة، ويتوفر الماء والكهرباء، والعلاج المجاني، ويتطور التعليم بحيث أن الذي يتخرج يتعلم اختصاص ويكون منتجا ويجد مكانا يشغله ، وان يتم القضاء على المرتشين وسارقي المال العام التي كانت من أسوء الظواهر في زمن الحكم السابق، وتخفيف الزحام ، والقضاء على ظاهرة التعيين بالواسطة أو بدفع الدفاتر، والأمن والأمان ، وضمان مستقبل الأجيال ، فينبغي نقل الحقيقة بعيدا عن التهويل واحترام الوطن وقانونه فمن لا يحترم بلده لا يحترمه الآخرون ، فمن منا يرضى ان يعيره الآخرون بالعراق بلد الفساد والحرامية، ولا احد يذكر صفة الكرم والتضحية بالنفس والإيثار والتاريخ العظيم، ومؤتمر المانحين أول اختبار للحكومة وباقي المؤسسات العراقية، وللشعب والإعلام ومدعي الوطنية بتعزيز الثقة بين أبناء الوطن الواحد لكي يثق به وتحترمه الدول.



#عدنان_جواد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التناسب الطردي بين الانتخابات والتسقيط السياسي
- الانتخابات وجدوى الاشتراك والمقاطعة
- الانتخابات بين الاجراء والتاجيل
- الانتخابات وفقدان الثقة بالمنتخب
- الانتخابات غاية ام وسيلة
- تظاهرات السليمانية جرس انذار لبغداد
- داعش انتهت عسكريا ولكن فكريا تتمدد وتتجدد
- الحرب على الفساد بعد داعش
- من يحاكم الارهاب ومموليه؟!
- مشاهد من مسيرة الاربعين
- المشروع الجديد في المنطقة
- لماذا لايسير العبادي على خطى شي جينبينغ
- مسعود الاستقالة قبل الهزيمة
- صفقة القرن وتفتيت المنطقة
- ماذا بعد الاستفتاء استقلال ام عناء
- الانفتاح على الخارج بروح وطنية
- سيناريوات الاستفتاء وما بعده
- الانتخابات شعارها وطني وقانونها دولي
- الكل يريد حماية والحامي عاجز!
- هل ستعود داعش بعد تحرير الموصل؟


المزيد.....




- لعلها -المرة الأولى بالتاريخ-.. فيديو رفع أذان المغرب بمنزل ...
- مصدر سوري: غارات إسرائيلية على حلب تسفر عن سقوط ضحايا عسكريي ...
- المرصد: ارتفاع حصيلة -الضربات الإسرائيلية- على سوريا إلى 42 ...
- سقوط قتلى وجرحى جرّاء الغارات الجوية الإسرائيلية بالقرب من م ...
- خبراء ألمان: نشر أحادي لقوات في أوكرانيا لن يجعل الناتو طرفا ...
- خبراء روس ينشرون مشاهد لمكونات صاروخ -ستورم شادو- بريطاني فر ...
- كم تستغرق وتكلف إعادة بناء الجسر المنهار في بالتيمور؟
- -بكرة هموت-.. 30 ثانية تشعل السوشيال ميديا وتنتهي بجثة -رحاب ...
- الهنود الحمر ووحش بحيرة شامبلين الغامض!
- مسلمو روسيا يقيمون الصلاة أمام مجمع -كروكوس- على أرواح ضحايا ...


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عدنان جواد - مؤتمر المانحين وانعدام الثقة