المدير عندهم متخفي وعندنا متعافي

عدنان جواد

الحوار المتمدن-العدد: 5938 - 2018 / 7 / 19 - 14:17
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

المدير عندهم متخفي وعندنا متعافي
وأنا أشاهد برنامج المدير المتخفي، الذي يعرض على قناة الحرة عراق، وكيف يخفي المدير شخصيته الحقيقية بتغيير ملامح وجهة وملابسه، ويتظاهر بأنه يبحث عن عمل فيذهب إلى إحدى الدوائر التابعة الى المؤسسة التي يديرها، فيطلع عن كثب عن أحوال العاملين ومشاكلهم الخاصة وماهي طموحاتهم في الحياة من إكمال دراسة وتوفير سكن أو علاج مريض ، وأفكارهم في تطوير العمل، او انه يحتاج الى سيارة يتنقل فيها من العمل الى المنزل، وانه يقول في يوما ماء احصل على مكافأة على عملي الجاد وحرصي الكبير في العمل، فيمنح المدير في نهاية البرنامج بعد ان يفصح عن شخصيته الحقيقية، عمال مؤسسته مبالغ من المال تلبي طموحاتهم، وسفرات على حساب الشركة، وربما تدريب في معاهد تطوير القابليات، جعلت الحلم حقيقة، فيتطور العلم والعامل يتقدم ويعمل بحرص وإخلاص وحب لعمله، ومن خلال ذلك يتطور البلد بصورة عامة بعد أن أصبح الجميع منتجا.
بينما عندنا المدير عبارة عن دكتاتور متسلط يستخدم السلطة والمال في إذلال الآخرين، فالتكبر والشعور بالعظمة تجاه الآخرين، فهو لا يسلم عليك بل أنت تسلم عليه وتتخضع له، يميل الى التسويات والصفقات لأنه من رحمها نشا، يحاول تطبيع الفساد ويجعله امرأ واقع وشطارة، مهووسا بالاتكيت والمظاهر الخداعة، يلعن الاحتجاج الشعبي ويصف من يقوم به بالبطران، لا يقبل النقد البناء، ينقلب في ليلة وضحاها الى طبقة اخرى من أصحاب الأموال ، يطرد أفراد مؤسسته بين الحين والآخر ويستبدلهم بآخرين اكثر انتاجا وشبابا، من دون ا ي مكافأة أو نهاية خدمة، دائما ما يقرب المتملق الكذاب الذي يكثر الكلام المداح وقليل العمل، ويبعد من يقوم بالإعمال الجدية ومن يبدع في عمله، لا يقدر الخدمة الطويلة والخبرة المكتسبة وتعلق العامل بعمله، لذلك لا تجد إنتاج وتطور في العمل عندنا، بينما عندهم كل شيء متطور ولذلك فنحن نستورد ما ينتجون ونحن فقط نستهلك لان المدير عندنا متعافي وما سبب ضعف الوطنية وتمسك العامل بعمله إلا اهتمام المدير عندنا بنفسه فقط والمتملقين المحيطين به ، ولا عجب ان المدير عندهم اتى من بيئة اسست الضمان الاجتماعي منذ فرا نكلن روزفلت لمساعدة العاطل عن العمل ، والعاجز عن شراء العلاج، والذي لايستطيع ان يدخل الى المدرسة لكي يتعلم.

#عدنان_جواد (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل