ترامب والعدمية البروتستنتية

صالح الشقباوي

الحوار المتمدن-العدد: 5937 - 2018 / 7 / 18 - 17:11
المحور: القضية الفلسطينية
    

ترامب والعدمية البروتستنتية!!
د.صالح الشقباوي

بالعودة الى الوراء التاريخي..لنستحضر الماضي ونجلسه على كرسي الاعتراف ليماثل حقائق الحاضر ، سنتأكد ان حركة الاصلاح الديني التي قادها المتمرد البأس مارتن لوثر (1483_ 1546)وهو رجل من الشمال الالماني قاد حركة رفض وتمرد على امراء الكنيسه الكاثوليكية ...ووساطة الابوات التقليدية ..كما قاد حركة تمسيح اليهود الذين ضحكوا عليه وخدعوه لاكثر من عشرين عاما ..وهم يهيئوا له انهم سيلتحقوا بركب المسيحية التي جاءت لتتم الناموس ولتقيم مملكة الله على الارض ..مملكة ينتهي من اعماقها الاختلافات بين البشر ويصل التناقض الى نهاياته .وتقام مملكة الرب لا فقير ولا جائع ولا محروم فيها الكل سواسية كاسنان المشط الحديدي ...لكن مارتن لوثر يأس من ناجاحه في اقناع اليهود ليتمسحوا ويجعلوا من بطرس سيدا على بولس ..لذا نعتهم لوثر بالكلاب الضاله ولعنهم باشد واوسخ الصفات .
ترامب يمارس اليوم ما مارسه لوثر بالامس البعيد مع اليهود ولكن بصفة عكسية حيث يحاول ترامب جر المسيحية المجرورة هي اصلا وخاصة البروتستانتية الى احضان اليهودية الارثوذكسية المتطرفة ..التي تؤمن ان الخلاص يكون بالعمل لا بالايمان ويذف بها لكي تجدد يهوديتها وتتحالف من جديد معها لقيادة العالم الى اورشليم قبلة اليهود والماشيح ، خاصة وان ترامب يخضع كل شئ في حياته الى شهواته المالية والغريزية ..جاعلا من اليهودية مركزا ومرتكزا للعالم .
وجاعلا منها سيدا مهيمنا على المسيحية ...!!فترامب يؤمن ان تاريخ العالم المقدس يهودي يسير باقدام الجسد اللاهوتي اليوناني والعقل الالماني ...!!
ان ترامب رجل عدمي ..مستغرق في احلامغير قابلة للتحقق..خاصة وان واقعه الامريكي المثقل بالديون
يتعارض كليا مع الرغبة الترامبية الهادفه الى السيطرة على ثروات الخليج وسداد ديون امريكا منها وذلك لتتمكن امريكا من البقاء سيدة للعالم الرأسمالي طيلة القرن الواحد والعشرين .وهنا تكمن الحقيقة .

#صالح_الشقباوي (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل