حمزة بلحاج صالح
الحوار المتمدن-العدد: 5937 - 2018 / 7 / 18 - 08:50
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
يستخدم اللفظ " هرمنطيقا " ليعني تحديدا " نظرية التأويل " و هو كما يرى بول ريكور الهرمنطيقي الكبير مبحث يهتم بعمليات الفهم و خاصة منها ما يتعلق بتأويل النصوص
قال أحدهم التأويل يعني سقوط العقل القديم سقوطا صحيا و طبيعيا و شبهه بسقوط أسنان الطفل " اللبنية " و بروز عقل جديد لانتفاء وظيفة الأول
ثم أردف القائل لا زلنا نتوجس من العقل الجديد لجهلنا بوظيفته و المرء عدو ما جهل..
ثم يموقع التأويل في مرحلة التوجس هذه التي وصفها بالرمادية نبحث فيها عن هويتنا الحقيقية و إعادة قراءة هذه الهوية و هي مرحلة بينية تكاد تكون فيها " الهرمنطيقا " ضرورة ملحة..
دعني أذكر صديقنا المتحدث بأن ميلاد التأويل كعملية فهم و " فهم الفهم " مسألة قديمة قدم الإنسان و قديمة عربيا قدم العرب و قديمة إسلاميا قدم الإسلام و قديمة دينيا قدم الدين و وجوده ..
و قديمة وجوديا بل ملازمة و مرافقة للوجود قدم نشأة الوجود و الإنسان و الكائنات..
فهي مرافقة للإنسان في إقامة علاقة بالطبيعة و الكينونة و هي ترافق علاقة الإنسان بالرموز و العلامات و الأشياء و الألوان و الظلام و النور و لا تتأسس علاقة الإنسان بالإنسان إلا عبر العالم..
و من ثمة هنالك مشتركات رمزية و معنوية و دلالية بين الإنسان و الإنسان و بين الإنسان و الموجودات و العالم و أهم وساطة رمزية و أرقاها صياغة و تشكلا و نظاما هي " النص" و لا معنى للنص texte بلا سياق contexte بل بلا سياقات بالجمع
عندما نخاطب نتلقى نصا و نحاول فهمه كما يقول " غادامير " حتى يصبح النص لنا و قد يتحول ذلك النص ضمن مكتسبات المتلقي و من بين رموزه متى أمكن ذلك زمنا...
عالمنا هو عالم الموجودات أو عالم الوجود و الرموز و منها نصوصنا و قولنا و خطابنا خاصة عالمنا اللغوي..
فيكاد يكون " النحن " لغة أي لسنا سوى مجرد لغة و كينونتنا لغوية بامتياز تميزنا عن غيرنا و ما من لغة إلا و تحيلنا إلى موضوع الوعي..
أي أننا كائنات لغوية واعية...
" اللغة تقول الإنسان " كما يقول هايدغر...
و هكذا تكون الهرمنطيقا مرتبطة بالنص و بالوعي و بالانسان و بالرموز و بالمعنى...
#حمزة_بلحاج_صالح (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟