أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حمزة بلحاج صالح - فرنسا و الجزائر و الوعي الميثولوجي المزيف














المزيد.....

فرنسا و الجزائر و الوعي الميثولوجي المزيف


حمزة بلحاج صالح

الحوار المتمدن-العدد: 5933 - 2018 / 7 / 14 - 02:41
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


كل الناس من المتعلم الى غير المتعلم يعلمون أن فرنسا لها يد متينة و سطوة على الجزائر في كل المفاصل الحيوية للحوكمة ...

كل الشعب الجزائري يعلم ذلك...و كل عملية فضح لا تتحرك بمواصفات اللوبي و بمنطق "النخبة-اللوبي".. لا يمكنها أن تخلخل حالة الإرتهان هذه..

و كل استمرار في نشر الهلع بدل الوعي بصفة مسرفة تتحول الى "ميثولوجيا" و "خرافة" في سرديات دقائق و تفاصيل ما يحصل من مؤامرات يومية وراءها فرنسا كبيرة أو صغيرة في مختلف المفاصل أو تتجاوز حد الفضح الى التخريف..

سوف تلصق أصحابها في حالة من الوهم الأسطوري لا تجدي بل تتحول إلى عطالة شديدة في طريق التقدم بالبدائل و تقيد حراك المجتمع للإنتقال من حالة التوصيف إلى حالة الفعل الحضاري...

إن إزاحة اليد الفرنسية ليس حلما هواميا يتم عبر حركة إفتراضية و لا عبر حراك إفتراضي يدخل الناس في حالة نشوة كاذبة و تخدير و أوهام ..

و لا بتنوير إعلامي ..و لا بتصنيف خرافي يعمم الأحكام التصنيفية على الأبرياء و الموجودين بحكم وظائف محدودة النفوذ داخل السلطة أو تشيطن كل خير بقي فيها ..

و لو قل وجودهم و بات نادرا أن يكون الواحد منهم صاحب هامش و لو بسيط في المبادرة و الفعل..

حديث الراهن هو ما هي البدائل التي تحررنا أو تخفف من حدة هذه السيطرة الفرنسية على تسيير شأننا...

فلتكن فرنسا تريد بقبضتها و توظيف الثقافي و التربوي و الفكري رهن اقتصادياتنا و ثرواتنا و التحكم في قرارنا..

و هو أمر معلوم لا يحتاج الى تحوير التاريخ و تفسيره بالميثولوجيا " الزواف " و حركة " الزواف " أو " الماسونية " و " الصهيونية العالمية " ...الخ إلى حد هيستيري معيق...

إن تشخيص علاقة فرنسا بالجزائر قضية معلومة لا ننتظر من فلان و لا علان أن يكررها علينا صباح مساء....
.بل وجب التفكير في " ما العمل وكيف و بأي الوسائل "..

إن خرافة الجيش الجزائري " يقوم بإصلاحات للتخلص من هذه السيطرة " هي واحدة من "الميثولوجيات" و " التخريفات " و" الأوهام "..مثل ترديد متن "جنرالات فرنسا " إلى حد سيصبح مملا و تكون إنعكاساته خطيرة و عكسية ...

جنرالات فرنسا تعدتهم الأمور و تخطتهم و تحولوا الى أمر واقع نتلمسه في كينونات متنوعة في الواقع و دوائر القرار تتعدى مساحة الجيش..إلى غير الجنرالات و غير العسكريين ..

إنه تشرذم وعي عند نخب جزائرية مدنية و شباب و شيوخ و كهول و نساء و سياسيين يتبنون أطروحة وجوب تعاطي فرنسا كدواء لمرض الجزائر المزمن قناعة صرفة من غير خيانة ..

كيف يمكن التعاطي مع هذا الوعي المزيف ..هل يكفي تخوينه و تصنيفه ..
إن أسطورة " الزواف " مثلا شكل من الهذيان لما تعبر و تنتقل من حيزها الطبيعي الى " الفانتازم " أو " الهوامة " و " الهذيان الفصامي " و " التخريف "..

و " االتفسيرالمؤامراتي" الذي يحول مثلا قادة بن عمار الصحفي الوطني عند بعضهم كما سمعت منهم إلى زواف لأنه رفض أن يسوق إعلاميا تيارا ما و حمزة بلحاج زواف و الشروق زواف و حمس زواف و الاخوان المسلمون في الجزائر "زواف" و الذين رفضوا في يوم ما أن يتبعوا الحزب المحل و يدخلون تحت وصايته " زواف " و السيد العربي زيطوط زواف..

و كل من لا يقع تحت طائلة وصاية تيار وهمي بات يهلوس يعتبر " زواف"...

إلا هم أصحاب النبوغ وطنيين و مخلصين...هم فقط و من يدخل في جبهتم و تحت بركاتهم ..

هذا خبل و جنون و إنفلات من عقال التفسير المنهجي العالم للتاريخ وسيرورات التاريخ و التنظيمات و الفكر الأحادي و هيمنته و هشاشته عند كل التنظيمات الاسلامية و حتى العروبية ...

قال لي أحدهم شوفيني لاصق في هذه الهلوسة قال لي " إن التاريخ ليس ترفا فكريا " ..فتعجبت من كلامه المطاط التبريري و فهمه التاريخ عبر ما يسمى " الميث أو الأسطورة المؤسسة للتاريخ" ..

بل محاولة مجنونة لنشر حالة من الهلع و التخويف و التشتت و التمزيق لقوى المجتمع الجزائري متعمدة أو طائشة أو جهولة عبر أحادية ترفض التعدد و نابعة من الإنغلاق الجماعاتي النزاع للفتنة و البلببلة و التلاعن و الزعاماتية..

كل هذا لا يجدي نفعا ..إن فكرة النيو- إستعمار لا ينبغي أن تتحول إلى سجل تجاري أحيانا غير معلن عليه بوعي أو لاوعي بارز أو مغلف بمساحيق تكون اثار ترديد متنه بجهالة وخيمة و مثبطة و صانعة للإنهزامية و اليأس و الإنقسام..

و هو ما أشخصه في خطاب الكثير الذي يأسر و يقيد و يغتال المبادرة و لا يحفز بل ينشر اليأس و الإستسلام و يصنف و يقصي ..

إذا لم ينتقل الخطاب من الميثولوجيا الى الفعل المعقلن و التاريخ ك " علم " و قراءة منسبنة خاضعة لكل التأويلات و التلاعبات..

قلت إن لم ينتقل التاريخ إلى العقلانية التي تقرأ التاريخ و تدخله عبر مداخل نقدية لن نلج باب التاريخ الجديد و لا و لن يتحقق عبره التغيير...

إذا لم يحول الخطاب النخب الى مواقع الفعل التغييري كلوبي فاعل في المجتمع منظم لن يجدي نفعا...

أرى جعجعة بلا طحين..أرى ضجيجا لا أدريا و لا عالما يهدر إمكانات شباب فارغ التكوين يوظف للضجيج و التعصب و الاندفاع..

أرى الضجيج يصنع الضجيج..

أرى الوهم على بساط صفحات الإفتراضي و الأنترنيت يشتت القوى و العقل و النظر و يخلق حالة من التخدير..

يا ناس لا أنا و لا أنتم سنصنع تغييرا من الإفتراضي وحده ..إنها حالة من التخدير ...و هي مجرد وسائل فلا تدنسوها و تتلاعنوا عبرها و تسمحوا للضرير بأن يستوي مع المتبصر...

هل من يقظة تتحرر من كابوس الوهم ..و تنزع برنوس الزعامة عن المتزعمين و تفضح أوهامهم ...

التاريخ لا التخريف ...

حمزة بلحاج صالح



#حمزة_بلحاج_صالح (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العقل العربي و سهولة الحلول
- على هامش مشروعي البحثي - ميتافيزيقا القول الفلسفي الغربي و م ...
- الجيلية هل هي الخلاص...
- لا داعي للتقعر في الخطاب لتصبح فيلسوفا و عظيم عصرك ..
- أنقزو و الجابري ..المسكيني و حنفي : جيل السطوح و جيل الأعماق
- اليوم رحيل الشاعر الجزائري الكبيرعثمان لوصيف ...
- صرح و قلعة صناعة العقل الإحتجاجي على الفساد و الإستبداد ... ...
- في الإصلاحات التربوية في الجزائر .... (1)
- يلعن كسيلة لكي يحب عقبة ..
- العفو المجاني من عند الله ...
- الفكر يحاور بالفكر و سعة الإطلاع و الأفق..
- ليس من التفلسف في شيء : في مريدي طه عبد الرحمن
- بلعقروز على خطى طه عبد الرحمن ناقدا لأركون و الجابري : ملاحظ ...
- تهنئة عيد الفطر المبارك 2018
- ليس من التفلسف في شيء : المريدون وبال على الفلسفة
- أسئلة تأسيس نظرية القراءة و بناء المنهج عند حاج حمد ..
- الله ليس من الغيب
- القرانيون و الحديثيون
- الأصنام حولنا..كذب نيتشه إنها لم تأفل..
- جيمناستيك عقلي - الكتاب - و - القران - ...- النبي - و - الرس ...


المزيد.....




- مقتل العشرات من منتظري المساعدات جنوب قطاع غزة، وإغلاق المسج ...
- العراق.. السوداني يدعو الدول العربية والإسلامية للتعاون في ...
- هل تعتقد أن اغتيال المرشد الأعلى لإيران علي خامنئي فكرة جيدة ...
- 1400 عام من الصمود.. ما الذي يجعل أمة الإسلام خالدة؟
- وزراء خارجية 20 دولة عربية وإسلامية يدينون الهجمات الإسرائيل ...
- هكذا يتدرج الاحتلال في السيطرة على المسجد الإبراهيمي بالخليل ...
- خطوات تثبيت تردد قناة طيور الجنة نايل سات وعرب سات 2025 .. ث ...
- نتنياهو: لا أستبعد اغتيال المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي ...
- الخليل.. إسرائيل تخنق البلدة القديمة وتغلق المسجد الإبراهيمي ...
- الاحتلال يهدم غرفة زراعية ويواصل إغلاق مداخل سلفيت ومستعمروه ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حمزة بلحاج صالح - فرنسا و الجزائر و الوعي الميثولوجي المزيف