|
الله ليس من الغيب
حمزة بلحاج صالح
الحوار المتمدن-العدد: 5891 - 2018 / 6 / 2 - 10:18
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
: الله و الغيب ليس الله من عالم الغيب بل هو عالم الغيب و الشهادة فهو خارج عالم الغيب و خارج عالم الشهادة و إن كان حضوره من الشهادة بمكان بمعنى قوة الظهور التي تنفي عنه الحجب
"عالم الغيب والشهادة الكبير المتعال"-قران - إنه الكبير المتعال و من ثمة فإن كل الجدل حول الحيز و الإستواء و العرش و التشبيه و التجسيم و التمرير و المحايثة و التعالي ...الخ
أشعريا أو ماتيريديا او سلفيا أو ظاهريا كان
هو جدل و خلاف كلامي لفظي صرف تضخم و اعتبر حجاجا بل صرف الناس عن جوهر مسألة الإيمان و إتيانها من أبواب أيسر
لكنه كان جدلا يبرر بعضه السياق و إشكالات ذلك الزمن
الله علام الغيوب فكيف يكون غيبا بدل علام الغيوب بصيغة الجمع لا المفرد إذا كان عالم الغيب يتسع لغيوب عديدة
" ألم يعلموا أن الله يعلم سرهم ونجواهم وأن الله علام الغيوب"- قران - التوبة "
كم نكون في حاجة إلى قراءة عميقة عالمة و عارفة و إنتاج أعمق و أدق لمفاهيم وردت في القران تشظت معانيها عند كثير من المفسرين لتناولها خارج الوحدة العضوية و الموضوعاتية القرانية
و منها عالم الغيب و عالم الشهادة و الغيوب و الله خارج و داخل الوجود و معنى علام للغيوب.
و خاصة المعنى العميق الذي يحفر معرفيا القضية الانطولوجية و منها ما ورد في قوله تعالى في القران الكريم ﴿ وَقُلِ اعْمَلُواْ فَسَيَرَى اللّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ ﴾ قران
هذه الاية القرانية ينبغي أن تكون ناظما لفهم و مقاربة هذا الموضوع المركزي لمحاججة أهل الإلحاد و اللادينيين و تأسيس فلسفة لا أقول إيمانية و لا إسلامية
بل فلسفة تشتغل بالوجود و تؤسس لمرتكزات نظرية رئيسة لقضايا الإيمان و الغيب و الألوهة التي يطرحها الفكر المعاصر و الفلسفة الحديثة
لا تكفي بعض الإجتهادات هنا و هناك و التي تتأول النص القراني في إطار النسق توفيقا بين الإيمان و العلم أو تلك التي توظف الحجاج في ثوبه الجديد خاصة عند بعض المغاربة المعاصرين و العراقيين.
و لا اجتهادات عدنان إبراهيم في مطرقة الإلحاد و لا النابلسي و لا غيرهما
لا بد من تناول أطاريح و إشكاليات الفكر الغربي الحديثة المتعلقة بموضوع الإيمان و الله و الدين إما بقوة حجاجية و علم يبنى و يتأسس من جديد أو تركها
: في المنهج و البديل الشامل
يطلب مني بعض الناس لو زودتهم ببدائل..و هذا النزوع عربي صرف ..يشعر بالنقص أو لا يشعر فهو يبحث عن الوصفات الجاهزة.
يقول المثل الشطحات في الرأس كثيرة و العين بصيرة و اليد قصيرة بمعنى
لا يمكنني بناء نظرية للمعرفة و إعادة تأسيس علوم تستهلم من التراث القديم و تستوعبه و تتجاوزه و تستفيد من المنجز الإنساني و تقلص من مسافات التباعد و التعارض و تناقش ما بقي فعلا مميزا لهذا و ذلك
لن أستطيع بمفردي حتى إن وددت و رغبت في ذلك وإذا قلت إنني أستطيع سأكون مدعيا
و إلا لماذا تقدمت بملامح و معالم مشروع أدعو النخب لتلتف حوله و تشارك فيه كل حسب إمكانياته المعرفية و العلمية و البشرية و المادية بدل إنتظار الجاهز و الوصفات الكاملة
إن جهد إصلاح تاريخ لا يكون بواسطة فرد و لا في زمن قصير و قد غلب على المنجز العربي الإسلامي الحديث التعجل و السطحية.
البعض ينتظر مني و هو مسترخ على أريكة الراحة و الكسل بديلا
فوالله لوكنت حقا أمتلكه ما منحته للناس فالكسول الذي يغط في سباته وجب عليه القومة و المشاركة أو الصمت .
من تعودوا على البحث عن الجاهز و توهموه في بعض الخطابات مولعون بالجديد من أجل الجديد
نفحاويون" و " ملولون "و متمترسون حول ذواتهم و هواهم و أوهامهم و إنتظاراتهم
لن يجدوا هذا الجديد بالمقاييس التي تجعل منه مشروعا.
أستفز العقل..
ألفت انتباهه و أوجهه نحو أقرب المعاني إليه .
أنير دربه .
أضعه في إطار قلق للسؤال و البحث .
أدعوه إلى التفكير معي
اثير عنده عناوين إشكاليات لم تعالج
احرره من الصنمية و الفكرة-الصنم و الإرتهان للنسق
و عدم القدرة من الانفلات من النسق و التحرر منه .
إن الذين يزعمون بأن البدائل أهم من المداخل القلقة و المتسائلة التي تؤسس لها مخطئون .
كذلك الذين لا يميزون بين تشخيص و نقد و تحليل يرافقه سؤال عميق و متميز باعث على التحرر من سلطة المزيف و المعطل و المعيق من جهة
و تشخيص يمارسه من ينتظمون داخل النسق هم من الذين تشابه عليهم البقر و اعتبروا كل أخضر حشيش و استوت عندهم الأنظار لفقدانهم بصيرة التمييز العميق
و لا زالت تحركهم دواعي التقليد و الكسل المعرفي و العقلي و فانتازيا الرفض من أجل الرفض.
فليسكت بل ليكف عن إدعاء إمتلاك البدائل و لا البحث عنها في نصوص كتلك التي أنتجها المفكر مالك بن نبي مثلا لا حصرا من انطفأت جذوة التألق و الإبداع فيه يجركغيره الماضي أو " الاخر" ببعض المساحيق علينا أن ندرك بأن خلاصنا في عقولنا و مدى إستقلاليتنا و حريتنا الفكرية و في قدرتنا على فهم الأمور في عمقها لا على سطوحها .
صراحتي و حدة كلامي و خلخلة السبات العقلي لن تتوقف و لا يهمني انطباع " الغاشي " أو القطيع في نزوعي ...
و سلام على النبي الأكرم
#حمزة_بلحاج_صالح (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
القرانيون و الحديثيون
-
الأصنام حولنا..كذب نيتشه إنها لم تأفل..
-
جيمناستيك عقلي - الكتاب - و - القران - ...- النبي - و - الرس
...
-
في عبث القرانيين ....
-
محمد شحرور يقرأ المقروء / عرض رأي في المنهج - الحلقة الرابعة
...
-
ألعوبة اللغة و النحو و الأخطاء / الركاكة تمارس نقد شحرور
-
- فهم القران ..بداية البداية - (3)
-
مالك بن نبي ..الجماعات الإسلامية و درس الأزمات غير المستخلص.
...
-
مالك بن نبي ضحية الأدلجة و تزييف بعض الجماعات لفكره...
-
في الفكرة - الصنم ...
-
المرأة في الإسلام / في القوامة
-
خصائص التمرد الإيجابي و الإنفلات من النسقية و التنميط و النم
...
-
رأي عابر في أصل النص النيتشوي / ما الجدوى من نيتشه و من الفل
...
-
حجة الله البالغة ..ولي الله الدهلوي و الأنبياء عليهم السلام
...
-
مالك بن نبي بين التضخيم و الإنتقاص / ملاحظات
-
كلمة في جذر و أصل فلسفة المفهوم هل هو دولوزي أم أرسطي ...
-
السعودية دولة علمانية و الدين الشائع من صناعة البشر ..
-
التربية والهوية و العلمانية ...
-
ديباجة من أجل ميثاق نحو أمة مسلمة موحدة في إطار التنوع...
-
أوهام البحث عند أساتذة الشريعة الإسلامية في الجامعات و غيرها
...
المزيد.....
-
نزلها الآن بنقرة واحدة من الريموت “تردد قناة طيور الجنة 2024
...
-
قصة السوري إسماعيل الزعيم -أبو السباع-.. مطعم زوار المسجد ال
...
-
كاتب يهودي: المجتمع اليهودي بأمريكا منقسم بسبب حرب الإبادة ا
...
-
بايدن: ايران تريد تدمير إسرائيل ولن نسمح بمحو الدولة اليهودي
...
-
أستراليا: الشرطة تعتبر عملية طعن أسقف الكنيسة الأشورية -عملا
...
-
لمتابعة أغاني البيبي لطفلك..استقبل حالاً تردد قناة طيور الجن
...
-
المتطرف -بن غفير- يعد خطة لتغيير الوضع القائم بالمسجد الأقصى
...
-
فيديو/المقاومة الإسلامية تستهدف قاعدة ميرون -الاسرئيلية- با
...
-
-شبيبة التلال- مجموعات شبابية يهودية تهاجم الفلسطينيين وتسلب
...
-
المقاومة الإسلامية تستهدف مقر قيادة الفرقة 91 الصهيونية في ث
...
المزيد.....
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
-
الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5
/ جدو جبريل
-
جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب
/ جدو جبريل
-
سورة الكهف كلب أم ملاك
/ جدو دبريل
-
تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل
...
/ عبد المجيد حمدان
-
جيوسياسة الانقسامات الدينية
/ مرزوق الحلالي
-
خطة الله
/ ضو ابو السعود
المزيد.....
|