أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - تيار مواطنة - افتتاحية مواطنة :تحديات العلمانيين في المشهد السوري














المزيد.....

افتتاحية مواطنة :تحديات العلمانيين في المشهد السوري


تيار مواطنة

الحوار المتمدن-العدد: 5933 - 2018 / 7 / 14 - 13:51
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في حادثة موثقة، في إحدى المدن السورية مع انطلاقة الانتفاضة السورية أو الثورة السورية رفعت بعض اللافتات التي تطالب “بالدولة العلمانية “، لكن بعض الشباب منعوها بشدة، وفي السؤال عن السبب قال أحد من تزعم هذه الحركة:” هم يريدون أن ترجع نساءنا في وسط الليالي إلى بيوتهن دون أن نستطيع الاعتراض عليهن، نحن نرفض ذلك.” ثورتنا من أجل الحرية والكرامة!

لقد ارتبط مفهوم العلمانية شعبيا بالسفور، والانحلال والمجون وهتك حرمة الأديان، وعملت ماكينات إعلامية عربية وإسلامية على ترسيخ هذا الفهم عن العلمانية، وأيدت كلامها بالتجربة الغربية، بأسلوب انتقائي وكاذب، ودعمتها بسيل من الفتاوى والنصوص الدينية واستثارة المشاعر الدينية لدى الشارع..

وحين لحق الإسلام السياسي بركب الانتفاضة السورية، ازداد التشوية والشيطنة لها، فكان أن أصبحت العلمانيّة مرادفاً للإلحاد، وخروجاً على حكم الله! وهذا يعني بكل تأكيد شرعنه القتل، وهذا ما تم في مناطق متعددة ولم تسلم منها حتى التماثيل في حلب والمعرة وتدمر، وعُمّم الأمر ليتجاوز الإسلام السياسي ليشمل جمهورا واسعا ممن أدعو انتمائهم للانتفاضة أو الثورة، ليس لأنّهم يؤمنون بالدولة الدينية أو لأنهم ضد الحريات الفردية، بل لأنّ الانتفاضة أخذت طابعا إسلاميا دون أن تعترض القوى السياسيّة العلمانية أو غير الدينية ،على ذلك بل قبلت بصحّة معايير الإسلاميّين ،في أكثر من محفل ووثيقة، الذين استفادوا من الدعم الإقليمي واستغلوا الغرائز العقيدية لدى العامة المتدينة..

فأصبح تدوير الزوايا سهلا بالنسبة لهم أمام التراجع الواضح للقوى الرافضة لهيمنة الخطاب الديني وتراجع القوى اليسارية والديمقراطية والعلمانية عن مطلبها في فصل الدين عن الدولة، وتاهت في حجج الواقعية السياسية وضرورة التخلص من النظام ومراعاة أغلبية الشارع السني المتدين والذي يملك الطاقة الكامنة، اللازمة لإسقاط النظام، فكان المفهوم الضبابي “كالدولة المدنية “طاغيا دون أن يكون له محددات يمكن الاستدلال بها.

في الواقع لم تكن المشكلة في الاستعاضة عن مفاهيم العلمانية والديمقراطية، إنما في غياب المحددات والمبادئ الواضحة في تحييد الدين عن السياسة والسلطة بشكل خاص، والدعوة المبطنة إلى هيمنة رجال الدين على الدولة، وتقييد الحريات الفردية والخاصة، وتحجيم دور النساء في الحياة العامة والمحافظة على قوانين الأحوال الشخصية التي تعتبر أكبر معيق للمساوة بين الجنسين.

انعكس ذلك بشكل عملي ومباشر في مسار الحراك الاجتماعي والسياسي في سوريا، فتجاهل مسائل الديمقراطية والحريات أصبح مألوفا في كل المناطق التي سيطرت عليها الفصائل الإسلامية، وأصبح الخطاب الطائفي والخطاب الأحادي السلفي طاغيا ومقبولا إلى درجة أن شعار “قائدنا إلى الأبد سيدنا محمد ” أصبح شعارا مقبولا يحتذى به من قبل الأكثرية، نقصد أكثرية جسد الانتفاضة، وأصبحت جبهة النصرة فصيلا يراهن عليه في تحقيق الحرية والكرامة، وأصبح المعيار الأساسي لإسقاط النظام أي كانت الأدوات.

نحن هنا لن نكرر السؤال الخبيث “ماذا قدم العلمانيون للانتفاضة السورية “! ولسنا بصدد بحث نظري عن العلمانية “بفتح العين” ودورها في حياة البشرية وارتباطها العضوي بالحرية والديمقراطية، ولا نحن بصدد جلد الذات الذي يسعى البعض اليه لتبرئة النفس، ولكن بعد الذي وصل إليه الحال من انكسار مفجع لقضية الحرية والكرامة بات لزاما علينا أن نضع التجربة على المحك ونقول بشفافية أين كان الخطأ وأين كان الصح، لاعتقادنا أن النضال ضد الاستبداد لم ينته وأن المرحلة القادمة ستكون أكثر صعوبة في ظل عودة النظام إلى أغلب المناطق وتذرّر المجتمع السوري نتيجة القتل اليومي والتهجير.

نحن أمام تحديات كثيرة أولها رحيل النظام سواء تفككا أو رحيلا عبر مسارسياسي، ومواجهة منظومة الإسلام السياسي بدون مواربة أو مداورة وتجميل لخطابها وسلوكها السياسي. من هنا المعركة لا تتكامل إلا برؤية الجانبين معا، فالهدف يجب أن يكون واضحا ومعلنا إنهاء الطغمة الحاكمة وإيجاد البديل الديمقراطي العلماني الذي يحقق المساواة التامة بين البشر.

14.07.2018



#تيار_مواطنة (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بيان تيار مواطنة :حول القصف الذي تقوم به القوات التركية على ...
- افتتاحية تيار مواطنة :ماوراء فشل جنيف 8
- الرقة من الصمت الى عين العاصفة
- بيان من” تيار مواطنة” في الذكرى السنوية السادسة لانطلاقة الث ...
- افتتاحية مواطنة : الى جنيف 5 بدون تأخير
- افتتاحية مواطنة :جنيف والاعتقال السياسي
- افتتاحية مواطنة :جنيف4 والخيارات المتاحة
- افتتاحية مواطنة :في انتظار جنيف الأدوار الإقليمية والدولية
- تصريح من تيار مواطنة يعلن مغادرته لائتلاف قوى الثورة والمعار ...
- افتتاحية مواطنة :لامعنى للدستور بدون مرحلة انتقالية
- افتتاحية مواطنة :النساء وغياب الديمقراطية
- افتتاحية موقع مواطنة :هل تبدأ مسيرة السلام في سورية
- مخرجات المؤتمر الرابع لتيار مواطنة
- موقفنا من الهدنة ومؤتمر استانة
- افتتاحية مواطنة :في وداع 2016 .. هل هُزمَت الثورة السورية؟!
- افتتاحية مواطنة :ارادة الحل الروسي وخياراتنا الصعبة
- افتتاحية مواطنة :هل نتعلم الدرس؟ حتى لا تصبح إدلب حلب ثانية. ...
- التغريبة السورية -الاعتراف بالخطأ ليس انهزاماً
- بلاغ حول انعقاد المؤتمر الرابع لتيار مواطنة
- التقرير السياسي لتيار مواطنة- دمشق 12/1/2012


المزيد.....




- انفجار مستودع ألعاب نارية يشعل حرائق ويؤدي إلى إجلاءات في كا ...
- روسيا: السجن 13 عامًا لنائب وزير الدفاع السابق في واحدة من أ ...
- موديز تخفض تصنيف البنك الأفريقي للتصدير بسبب ضعف الأصول
- إسرائيل وبندقية الدعم السريع المستأجرة
- -أخطر التهم-.. خلاصة الحكم في اتهام شون -ديدي- كومز بالاتجار ...
- مصدر سوري رسمي: التصريحات حول توقيع اتفاقية سلام مع إسرائيل ...
- تنديد دولي بقرار إيران تعليق تعاونها مع الوكالة الدولية للطا ...
- موقع روسي: أذربيجان تهاجم روسيا في لعبة تتجاوز حجمها
- كاتب إسرائيلي: عدنا إلى نقطة الصفر في غزة
- وزراء إسرائيليون يدعون لضم الضفة الغربية والسلطة والعرب يدين ...


المزيد.....

- الوعي والإرادة والثورة الثقافية عند غرامشي وماو / زهير الخويلدي
- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - تيار مواطنة - افتتاحية مواطنة :تحديات العلمانيين في المشهد السوري