أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - تيار مواطنة - افتتاحية مواطنة :في وداع 2016 .. هل هُزمَت الثورة السورية؟!














المزيد.....

افتتاحية مواطنة :في وداع 2016 .. هل هُزمَت الثورة السورية؟!


تيار مواطنة

الحوار المتمدن-العدد: 5390 - 2017 / 1 / 2 - 15:39
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لم يكن العام 2016 هيّناً على الثورة السورية، فقد انتهى العام بخسارة أقل ما يمكن أن توصف بـ “الفادحة”، فقد فرد النظام سيطرته على كامل مدينة حلب، وأخرج منها عناصر المعارضة في حافلاته الخضراء على مرأى ومسمع العالم كله، كما لم يتأخر النظام في إعلان استعداده لاجتياح مدينة إدلب كي يعيدها لسيطرته مجدداً أسوة بحلب، هذا فضلاً عن عودة تنظيم داعش إلى مدينة تدمر بذات السهولة التي خرج منها في وقت سابق من العام الماضي!.
وسط هذه التحولات الدراماتيكية المتسارعة، وفي الوقت الذي نتحضر فيه قريباً لطي العام السادس من انطلاق ثورتنا المجيدة، يحق لنا أن نسأل عن مصير هذه الثورة التي ضحى لأجلها السوريون بالغالي والنفيس. كثيرة هي الإشارات التي نتحاشاها خشية معرفة الجواب الصادم على مثل هذا السؤال، لا سيما في ظل تقهقر المعارضة وانقساماتها وتعدد ولاءاتها الإقليمية والدولية، في نفس الوقت الذي تدعم فيه روسيا وإيران حليفهما الأسد بمنتهى الحزم والجدية لا بل وتحت عين الرضا التركية أخيراً!، بما سيمكنه من الجلوس قوياً في مفاوضات الأستانة المنتظرة أو أية مفاوضات أخرى محتملة لاحقاً.
ما تعلمناه من قراءتنا لتاريخ ثورات الشعوب، فإنها تمر بمراحل عدة من التحولات والمخاضات قبل تحقيق هدفها، والثورة السورية ليست استثناءً عن غيرها في ذلك. فالثورة السورية لم تنطلق عام 2011 إلا بعد تراكم عقود طويلة من الظلم الذي طال معظم شرائح المجتمع على يد نظام الأسدين، ورأينا كيف عبّرت في عامها الأول عن مطالب جميع السوريين بلا استثناء في إقامة وطن حر كريم وعادل، وبقيت رغم كل أساليب النظام القمعية والطائفية محافظة على بريقها، إلا أن هذا الحال لم يدم طويلاً، حيث حمل العام التالي تحولاً كارثياً أصاب ثورتنا في مقتل، عندما سهّل النظام اجتياح الثورة من قبل الظاهرة العرعورية، لتتلاحق في الأعوام التالية القوافل المتطرفة العابرة للحدود والأخلاق الثورية، الأمر الذي أراح النظام من جهة، ونفّر العالم منها ومن دلالاتها القيمية العليا التي كانت عليها من جهة أخرى.
ففي ظل سيطرة الإسلام السياسي على المشهدين السياسي والعسكري للثورة السورية، توالت الخضّات الكارثية التي طالت ثورتنا وتحولت في نظر الكثيرين من مؤيديها وحتى من أبنائها أنفسهم إلى ما يشبه الحرب الأهلية غير المعلنة، ولتصبح الثورة السورية “مجرد أزمة سورية”، أو “أزمة إقليمية ودولية” في الكثير من وسائل الإعلام العالمية المؤثرة على الرأي العام لشعوبها.
وبعيداً عن الأدوار التي لعبها النظام من جهة، والمعارضة التي تقاتله من جهة أخرى، يمكننا القول أيضاً إن غياب الأرضية السياسية الوطنية الجامعة عن قوى المعارضة السورية، ساهم بما لا يقبل الشك في تغييب المسار الفكري للثورة مما ساهم في تحويلها من ثورة شعبية إلى حرب مذهبية، ليتحوّل إثر ذلك النظام الأسدي من نظام ديكتاتوري مجرم بحق الشعب السوري ككل، إلى نظام “علوي” يجب محاربته لهذا السبب فقط!! وليس لأنه نظام طال ظلمه جميع شرائح المجتمع وأوصل البلاد إلى ما هي عليه الآن من بؤس وخراب!.
هذا التحول الأخير في النظر لآلية الصراع وتصديره على أساس طائفي للقاصي والداني، أساء كثيراً لمفهوم الثورة، وساهم ولا يزال في تجفيف منابع التأييد معها سواء في الداخل السوري، أو على مستوى تدني تعاطف المجتمع الدولي وشعوب العالم معها قياساً بما كانت عليه في بداياتها.
ولا يخفى على الجميع مدى تأثير انقسام المعارضة العسكرية بين الجهات الداعمة لها، على إطالة معاناة الشعب السوري فالفصائل التي تمولها تركيا لا تجرؤ على الخروج عن دائرة قرارها وكذلك التي تملولها قطر أو السعودية أو الولايات المتحدة الأميركية، وغيرها من البلدان اللاعبة على الأرض السورية.
فجميع تلك الفصائل ارتضت أن تكون أدوات في أيادي مموليها، في الوقت الذي كان من المفترض عليهم أن تكون حامية للشعب السوري الثائر، فأصبحت بذلك مثل النظام الذي وضع كل بيضه في سلة الروس والإيرانيين، ليتحول الشعب السوري بدوره إلى لعبة دموية بيد مجموعة من أمراء الحروب يتقاتلون فيما بينهم بعيداً عن تطلعات السوريين وأمانيهم في وطن حر ديمقراطي كريم تسوده المواطنة العادلة لجميع مكوناته، وكان هذا من أخطر التحولات التي تتعرض لها الثورة السورية حتى الآن.
من هذه النقطة تحديداً، بات لزاماً علينا نحن السوريين وعلى كل من يعتقد بفكر المواطنة، أن نعمل وبشكل جاد على إيجاد رؤية جديدة تعيد مسار الحراك الثوري إلى خطه الوطني الجامع، وأن نعمل على خلق تحول جديد يساهم في إعادة إحياء التوجه الإنساني والأخلاقي للثورة السورية وأن تكون لدينا مبادرات وطنية جامعة تعيد بوصلة العمل السياسي السوري برؤية وطنية بعيدة عن الولاءات الإقليمية أو الدولية.
لقد حان الوقت بعد هذه السنين الخمس العجاف، أن نبدأ فعلياً في إفساح المجال واسعاً أمام الفكر الوطني السوري، الغائب الأبرز عن هذه المقتلة، حان الوقت لبروز مؤسسات وطنية ناقدة في المجتمع السوري، قادرة على تفكيك الأحداث بعيداً عن أية ولاءات أو مصالح إقليمية ودولية، مؤسسات كفيلة برسم طريق الخروج من المأزق الراهن وإيجاد طريق للخلاص الوطني والديمقراطي، بما يعيد لحمة الوطن والشعب والثورة والأرض إلى مسارها الحقيقي ويطلق لمن تبقى منّا بصيص أمل في مستقبل مشرق، فهل نتّعظ كي لا نتهجّر جميعاً في حافلات النقل العار؟.

تيار مواطنة:02/01/2017



#تيار_مواطنة (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- افتتاحية مواطنة :ارادة الحل الروسي وخياراتنا الصعبة
- افتتاحية مواطنة :هل نتعلم الدرس؟ حتى لا تصبح إدلب حلب ثانية. ...
- التغريبة السورية -الاعتراف بالخطأ ليس انهزاماً
- بلاغ حول انعقاد المؤتمر الرابع لتيار مواطنة
- التقرير السياسي لتيار مواطنة- دمشق 12/1/2012


المزيد.....




- هل دخل الشرق الأوسط في عصر جديد فعلًا؟.. ولي نصر وناداف إيال ...
- السفارة الأمريكية في قطر تنصح مواطنيها بالبقاء في أماكنهم.. ...
- مركز يٌحتجز فيه نشطاء وصحفيون.. فيديو متداول يظهر لحظة قصف إ ...
- لماذا حظرت بريطانيا حركة -فلسطين أكشن-؟
- إيران: من يحكمها فعليا؟
- أهداف إسرائيل تغيرت في إيران.. ماذا عن موقف المعارضة الإيران ...
- غزة.. مكان -دائم- للموت والدمار والانتظار
- ضربات إسرائيلية -مكثفة- على إيران.. ماذا استهدفت؟
- في سوريا -المجزأة- بعد سقوط الأسد.. مبادرات لتعزيز التماسك ا ...
- مسؤول إيراني: الحرب قد تستمر عامين ومستعدون لذلك


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - تيار مواطنة - افتتاحية مواطنة :في وداع 2016 .. هل هُزمَت الثورة السورية؟!