* خردة بيع العراق *

سعد محمد مهدي غلام

الحوار المتمدن-العدد: 5906 - 2018 / 6 / 17 - 08:38
المحور: الادب والفن
    

يا ذوي القباب التركواز
مهلا أمكثوا
سواسنا خواردة* جاسوا الزوراء
كرعوا دجلتها
يا ذوي القباب التركواز
مهلا أمكثوا
وطني سوائم سادته
خنق صدى (أبو غريب)
استوقف هزيم شهقتنا
ومختصبات سنجار
حملن على ثيران نمرود
أوقفت حصان طروادة
لكن حدود مملكتي كسيقان المومسات
نصبت خيمة العزاء متخمة بشجن دمع يكفي لغسل جلودونا المسلوخة
راية سفينة ثقبها الصالح سوداء
فرعون فرهدها
لفائف البردي هشمتها رقم الطين
في الغروب
يا ذوي القباب التركواز
مهلا أمكثوا
ضجت سماء بغداد برائحةطمث نينوى
ولد هلال الفجور مربوطا بحبال حناجر
عصافير ترسم غيمة المدى
خلب سنوات عجاف
أفقدتني
نهارات طواها صدري منجم ياقوت
لففتها بلهفتي
نسيج حسرة
تضعه وشاح للعطش
بساتيني
كأس حن لنادله: قلبي
ضميني بشعرك نجوم سوداء
لا تضيء إلا لو سمعت أشجار الحزن مكسورة الظهر
يا ذوي القباب التركواز
مهلا أمكثوا
عمياءهمسة شراعي يشق به القارب المثقوب عباب وطن السبايا
تقوده أنفاس بارود بارد الضمير
مزكوم نافد الغيرة شرب صورنا القديمة أجمعها صنع من ظلالنا ضلالا
تباع به نفوس الناس روبابيكيا
على قارعة الضياع
شغلتني قصص القراصنة وغلاينهم
قلدت جدي باربروسا
الذي لاأعرف عنه غير أن البحر ابتلع صندوق كنوزه
تقمرت في الظلماء بكف ذابلة العتمة عرجاء متنقرسة
ربتت على كتف الجرف وقال صاحبها:- هنا يقام إسطبل التاريخ النافق
جهشت وحشة جهد القسمات
ما عدت أعلم أين تكون حانة النسيان؟
كتمت بالإسفلت شعائر وكستي
وختمت بمطر الرماد قحط الخواطر
طرم من قرع النواقيس في حرم صومعتي
رائحة العفن في قلوب السكارى دون خمرة
يا ذوي القباب التركواز
مهلا أمكثوا
منحدر أرخبيل أملي تعهر
مسافات كريهة لأعشاب منها نقشوا وجوه عرش الترتان الأخضر
جحر القوادة ووكر الشراميط
أطالع المرايا المهشمة
الملم بقايا مواعيد الصدى حجبته أرغفة الجوع عن بساتين بارت
هش عودالحلم كسرته قوادم نزعت من جناح ذاكرتي قبل تمومسها
شاخت شرايني من يوم قطع النبض عنها شتل الملح مراع فيها
جف صدى الغباش
وورد النجوى ذوى لبسته العناكب السود شرانق
عذاراها جراد حرمان الغد
نخل عمري من بيالساناته
وديف عصير الخروب سنينا فيه
حمير الله* حملت شمندفراتنا *
يا ذوي القباب التركواز
مهلا أمكثوا
أفتى المعممون بحرمتها
وتولت البراذين دون عباءة
قيادتنا
نخاسة
قواد يديرون باحات السفاد
في ربايانا
يا ذوي القباب التركواز
مهلا أمكثوا

#سعد_محمد_مهدي_غلام (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل