أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد جابر الجنابي - حُبُّ عليٍ عقلٌ وحكمةٌ وإنسانيةٌ.














المزيد.....

حُبُّ عليٍ عقلٌ وحكمةٌ وإنسانيةٌ.


محمد جابر الجنابي

الحوار المتمدن-العدد: 5894 - 2018 / 6 / 5 - 00:46
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الحُبُّ عاطفةٌ أودعها اللهُ المُبدعُ الحكيمُ جلَّ جلالُه، في النفس البشرية، وجعلها مِنْ أنْبَلِ العواطِفِ الإنسانيّةِ، وأعْمَقَها وأشدَّها أثَراً لِتَكونَ مُنْطَلَقاً لِكُلِّ خَيرِ فيما لَوْ تَمَّ توجيهها بصورةٍ صحيحةٍ لأنَّها بكل -صورها وتجلِّياتها وإمتداداتها- الطأقةُ المُلْهِمَةُ والمُحَرِّكَةُ للإنسانِ، فعاطفة الحُبِّ هي التي تمنحُ الإنسانَ معنى الإنسانيَّةِ، لأنّ الإنسانَ من دون حب صَخرةٌ صَمّاءٌ، والحُبُّ سِرُّ الإبداعِ والتطورِ والرِّقيِّ وهو الذي يصنعُ الحياةَ ويُعطيها جمالها،
وكما يقال في الحكمة: لولا حبُّ الفِكرِ لما أنتج الفكر المبدع، ولولا حُب الشاعر لجمال وسحر القصيدة لما أنشدّ شعراً وأدباً، ولولا حُبُّ الأم لوليدها لَما صبرت على عناءِ حَمْلِهِ ووضْعِه ومَشقَّة تربيته، إنّه الحب هو الذي يجعلها تستعذب كل هذه المشقات والآلام، ولولا حُبُّ الإنسان لوطنه لَما دافع عنه وبذل دمه في سبيله، وغيرها الكثير من اثأر الحُبِّ في حياة الإنسان،
وبهذا وما لم نذكره دَفْعا للإطالة، تتضحُ فلسفةُ الحكمة الإلهية من هذه العاطفة التي هي مِن صفات الله فهو الحبيب، ويتضح أيضا المَعْنى المُراد مِنَ الحُبِّ الذي وَرَدَ ذِكْرُه في القرآن الكريم والسُنَّةِ الَنَبويَّة المُطّهَّرَةِ، فحبُّ عليٍ عليه السلام الذي جَعلهُ الشارعُ المقدس ُعلامةَ الإيمان، لمْ يكنْ عن هوى أو عاطفة أو لَهو أو عَبَث أو محاباة لعلي أو لقرابةٍ بينهُ وبينَ الله، وإنّما هو عقلٌ وحِكمةٌ وملاكٌ واستحقاقٌ كما يقول الأستاذُ المُعَلِمُ الصرخيُّ تحت عنوان: «حبُّ عليٍ عقلٌ وحكمةٌ: جعل الشارع المقدس حبَّ عليٍّ حبًّا من الله وحبًّا لله ، وأنّه علامة الإيمان وأنّ الإيمان ينتفي بانتفاء هذا الحبّ وفي المقابل جعل البغض المقابل له علامة النفاق واستحقاق العقاب والنار، فهل فَعَلَ اللهُ تعالى ذلك عن عاطفة وهوى وترجيحٍ من غيرِ مرجّحٍ ؟ أو هو عقل وحكمة ومصلحة وملاك وعلّة واستحقاق ؟»، انتهى المقتبس.
ذلك لأن عليّاً شهيدُ العُشقِ الإلهي، عاش لله وفي الله ومَعَ الله والى الله وفي سبيل الله، فسلك كلَّ السُّبُل المُوصِلةِ إلى مَعشوقه الأوحد، وسار في أقربِ الطُّرقِ للوفودِ عليه فأعلنها فُزْتُ وربِّ الكعبةِ، بعدَ أنْ حَمَلَ كلَّ صفات الكمال التي أمرت بها الرسالات السماوية والفطرة الإنسانية وجسَّدها في حياته بكل جوانبها، ولهذا يقول إبن أبي الحديد بحق عليٍ : « وما أقول في رجل تُعزى اليه كلّ فضيلة، وتنتمي اليه كلّ فرقة، وتتجاذبه كلّ طائفة، فهو رئيس الفضائل وينبوعها، وأبو عُذْرِها، وسابق مضمارها، ومجلّي حَلْبتها، كلّ من بزغ فيها بعده فمنه أخذ، وله اقتفى، وعلى مثاله احتذى»، ويقول شبلي شميل -مفكر مادي- : «الإمام علي بن أبي طالب عظيم العلماء نسخة مفردة لم ير لها الشرق والغرب صورة طبق الأصل لا قديما ولا حديثا ».
ومما لاشك فيه والثابت شرعاً وعقلاً ومنطقاً وأخلاقاً وإنسانيةً وحضارةً أنَّ حُبِّ عليٍّ -الذي هو علامةُ الإيمان- هو ذلك الحُبُّ الباعثُ والمُحَرِّكُ نحو الخيرِ، فالحُبُّ الحقيقيُّ مَشروطٌ ويتجسد بالإتباعِ والطاعةِ للحبيب، قال الحبيب الأوحد: ﴿ قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ ﴾، ويقولُ الإمامُ الصادقُ عليه السلام:
تَعْصِي الإِله وَأنْتَ تُظْهِرُ حُبَّهُ هذا محالٌ في القياس بديعُ
لَوْ كانَ حُبُّكَ صَادِقاً لأَطَعْتَهُ إنَّ الْمُحِبَّ لِمَنْ يُحِبُّ مُطِيعُ
فحُبُّ عليٍّ يعني حُبَّ وإحياءَ وتطبيقَ القيَّمِ والمُثُلِ الإسلاميَّةِ والإنسانيَّةِ التي جسَّدها عليٌّ في حياته، واستشهد مِنْ أجلها، وفي طليعتها: حُبُّ الفِكِر والعدلِ والسلامِ والتعايشِ السلميِ والحريةِ والعَطاءِ والبِناءِ والإيثارِ والتضحيةِ ونُصرة المظلومِ والوطن...



#محمد_جابر_الجنابي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حافِظوا على أرواحِ الناسِ والمسلمِين قَبْلَ الحِفاظِ على الم ...
- رَمَتْنِي بِدَائِهَا وانْسَلَّتْ، منهجُ المارِقةِ والمُتلبِّ ...
- يا عقول مارقة...هذا ليس محمد ،هذا رسولكم الشيطان.
- التقديس المسيَّس سلاح المتلبسين بالدين.
- المُنتظَر ينتظِر!!!.
- إن هِيَ إِلَّا أَسْمَاءٌ سَمَّيْتُمُوهَا...
- الحسين خارجي...والمصلح خارجي!!!.
- استعمارٌ بلباس الدين!!!.
- حراك... نفس الطاسة وذاك الحمام.
- تخريب تخريب، سبي سبي، أسر أسر، نهب نهب...
- الأخ يقاتل الأخ، والأب يقاتل الأبناء، والأخ يقاتل العم...
- الحل ليس بالضجيج، وانما بالنضيج وإصرار الحجيج.
- زوال داعش إن تم لا يعني زوال الإرهاب.
- بين -غاب- و -كلوكة- العراق انضرب بلوكة.
- أزمة الكهرباء وسياسة الهروب للأمام.
- التكفير مطلقا..والتكفير الديني خصوصا.
- المعاير الشرعية العلمية...لا معايير التكفير والرجعية.


المزيد.....




- خارجية أمريكا ترد على -لقاء كوشنر وأبو شباب قائد الميليشيا ا ...
- الاتحاد الأوروبي يسعى لتأجيل قانون إزالة الغابات
- مجموعة السبع تبحث بكندا أزمات غزة والسودان والكاريبي وأوكران ...
- العلاج الحراري المنزلي ربما يكون الحل الأمثل لخفض ضغط الدم
- روسيا تتصدى لمسيّرات وأوكرانيا تؤكد تدهور الأوضاع في زاباروج ...
- نشأة وتطور التصوير الفوتوغرافي في القدس
- علاج جديد يحمي الخلايا العصبية المتضررة من مرض العصبون الحرك ...
- فيديو.. تركيا تعلن مقتل 20 عسكريا في -كارثة الطائرة-
- وثائق سرية تكشف -مخاوف مكبوتة- من إمكانية انهيار اتفاق غزة
- بعدما خدعت 128 ألف شخص.. القضاء يقرر عقوبة -ملكة الكريبتو-


المزيد.....

- ثوبها الأسود ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- شيوعيون على مر الزمان ...الجزء الأول شيوعيون على مر الزمان ... / غيفارا معو
- حكمة الشاعر عندما يصير حوذي الريح دراسات في شعر محمود درويش / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- جسد الطوائف / رانية مرجية
- الحجز الإلكتروني المسبق لموسم الحنطة المحلية للعام 2025 / كمال الموسوي
- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد جابر الجنابي - حُبُّ عليٍ عقلٌ وحكمةٌ وإنسانيةٌ.