أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - يسرية سلامة - قصيدة وأماه














المزيد.....

قصيدة وأماه


يسرية سلامة

الحوار المتمدن-العدد: 5893 - 2018 / 6 / 4 - 14:32
المحور: الادب والفن
    


وأماه
وأماه لبت ربًا دعاها
قلبي أبدًا لن ينساها
أمي
اشتقت لوجهك الصبوح
لو سُألت عن أحلى العيون
والله لا ريب عيونك
أمي
كانت في بيتنا شمساً لا تغيب
غربت الشمس
واليوم لاجمال في الغروب
أمي:
لن أسمع فقهاء الظلام
أقف الآن
بين الصبار والنخيل
فلا مكان للجلوس
تجولت بناظري كلهم راقدون
يتكلمون
كلامهم السكوت
هل بإمكاني البقاء؟
غاصت عيني في لوحة مكتوبة
وكأني أول مرة أقرأ اسمك
وتاريخ الفراق
لا تسأليني عن السنين
فقد توقف بي الزمان
وبخطى متثاقلة مشيت
فأنا انتمي لعالم آخر
رحلتي
حيث النور لايحجبه نور
وآخر ما تبقى هو الاشتياق
ما اكنت أرغب في الرحيل
لكن ليس لي فيه اختيار
يا عزرائيل:
أترفقت بروح أمي؟
أم أفزعتها؟
أيا عزرائيل:
أنت من الملائكة المُقربين
أكنت بها رحيم؟
أعلم أنه أمر ربي
لكنه أمر عظيم
خفتت الأصوات
وحان وقت اللقاء
فراق يقتل الكلمات
نقلت روحها من
دنيا الجوع والعطش
الظلم والتعب
يتظاهر الكل بالزهد فيها
إلى رحمة البر الصمد
لقاء فاصل:
بين الحق والباطل
وهو الظاهر الباطن
في نهاية الحياة
صمت رهيب
إنه الموت:
وكأن هذه المعلومة لا تكفيني
أريد أن اعرف المزيد
انشغل بشئ آخر
ثم أعاود الانتظار
أمي :
خارج سيرة الموت
ماذا تفعلين؟
كيف يكون صباحك؟ مساءك؟
أم هما سواء في القبور؟
كيف يمضي الوقت معك
أتستيقظين؟ أم لا تنامين؟
اأنتهت آلام المرض؟
أم لازلت تتألمين؟
أتتزاورين؟
أأطمع في زيارة منك أو لك
المهم أن
أكون لوجهك من الناظرين
لكن القلب عليل
أشخص للسماء إنه رب رحيم
موتك عرّى الحياة
وكشف عورات السنين
توشحت بالسواد
وبكيت عمرًا طويل
حلت المسوخ ترتدي ثوب المحبين
أرواح الزور الزائفيين
ورحت أشكو الظالمين
وجدتهم
في الصفوف الأولى لله ساجدين
أمي:
دارت رحى الأيام
وانقضى العمر
بآذان بين اليسار واليمين
يمضى القطار وكلنا راحلين
أمي
كنت في بطنها جنين
الحبل يربطنا إلى يوم الدين
يارب:
ثبتها عند سؤال منكر ونكير
إقبل عُذرها فأنت أرحم الراحمين
ربي: من يواري أمه فهو اليتيم

انكسرت على شفتاي ذكرى السنين
يوم تطوفنا بالبيت العتيق
وآخر ضحكنا في سمر الحديث
ويومًا بكينا فراق لقلبينا حبيب
ودعوة قلب لها في قلبي رنيم

بعد أن رتبت في الدنيا الإقامة
تذكرت:
أنني على قائمة الانتظار
أرسل الماضي إلي بجيوشه
صور كل الأحباب
أبي بجلبابه الأبيض
يقرأ في مصحفه
صورالجار العم والخال
نعم
عشنا زمنًا طويلا فظننا
أنه لا فراق على الإطلاق
تفاجأنا برسائل عزرائيل
استقبلنا الموت
تدريجيًا مستسلمين
وابتلعت الأرض
أعز الأحباب مجبرين

على أية حال بعد تلقى العزاء
سيكون لي كلام آخر معى
في الليل الأسود الطويل
ربي ارحمهما
كما ربياني صغيرا
يارب هم في رحابك الآن
وانت أرحم الراحمين
إنك على ما تشاء قدير
وبالإجابة جدير
أنت
نعم المولى ونعم النصير


يسرية سلامة



#يسرية_سلامة (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وأماه
- ديسمبر
- يا ذا النون عُذرًا..
- الارهابي
- الارهاب
- أحلام سرمدية
- السيسي
- وحدة الشعب المصري فرض عين الآن
- حكاية تفاحة الاسكندرية الذهبية
- شركات المحمول رفقا بلغة الضاد
- إمرأة من بلاد الشرق
- الماكر القصير
- الإسكندرية: وصوت كوزموبوليتاني معاصر
- عرض لكتاب
- ترمواي الاسكندرية يأخذ زرقتها
- الاسكندرية وصوت كوزموبوليتاني معاصر
- الاسكندرية مدينة الله العظمى
- أنت
- المرأة البدوية تصرخ آملة في التغيير بعد ثورة25 يناير
- الشعب يُريد أن يُحب الرئيس..وصيتي لِيك يا ريس!


المزيد.....




- -الأشرار 2- مغامرات من الأرض إلى الفضاء تمنح عائلتك لحظات ما ...
- محمد حلمي الريشة وتشكيل الجغرافيا الشعرية في عمل جديد متناغم ...
- شاهد رد فعل هيلاري كلينتون على إقالة الكوميدي جيمي كيميل
- موسم أصيلة الثقافي 46 . برنامج حافل بالسياسة والأدب والفنون ...
- إندبندنت: غزة تلاحق إسرائيل في ساحات الرياضة والثقافة العالم ...
- إندبندنت: غزة تلاحق إسرائيل في ساحات الرياضة والثقافة العالم ...
- مسرح الحرية.. حين يتجسد النزوح في أعمال فنية
- مسرح الحرية.. حين يتجسد النزوح في أعمال فنية
- أبحث عن الشعر: مروان ياسين الدليمي وصوت الشعر في ذروته
- ما قصة السوار الفرعوني الذي اختفى إلى الأبد من المتحف المصري ...


المزيد.....

- الرملة 4000 / رانية مرجية
- هبنّقة / كمال التاغوتي
- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - يسرية سلامة - قصيدة وأماه