جمشيد ابراهيم
الحوار المتمدن-العدد: 5886 - 2018 / 5 / 28 - 21:54
المحور:
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
ثقافة اللاء قبل النعم
اللاءات العربية الكثيرة - تجد في العربية الرسمية عدد من ادوات النفي او السلبيات من (لاء عكس نعم) و اللاءات من (لم) مع المضارع و المجزوم (لم اذهبْ) و (لا) مع المضارع المرفوع (لا اذهبُ) او (لا) الامربالنفي مع المجزوم (لا تذهبْ) و (لن) مع المضارع المنصوب (لن اذهبَ) و (ليس) لنفي الجمل الاسمية (ليس طالباً) و (ما) و انواعها الدارجة من (مش و مو) فحتى القرآن يبدأ بالنفي قبل القسم (لا اقسم بهذا البلد) و لكنك لا تجد بالمقابل في الايجاب كلمات تذكر فمثلا هناك كلمة و هي (نعم) بذببة اعلى من كلمة اخرى و هي (اجل) و السؤال هنا هو لماذا؟ هل كانت السلبيات في الثقافة العربية القديمة تطغي على الايجابيات؟
علاوة على ذلك و من الجدير بالذكر ان كلمة (نعم) لم تكن في الاصل اداة للايجاب بل كانت عكس البؤس او للاشارة الى المال (اي مرعى الحيوانات خاصة الابل) و الثراء لذا يذكر القرآن جنات النعيم و النعمة هي عكس النقمة تحولت الى اداة الايجاب بسبب قساوة الحياة الصحراوية و كان (الاجل) يشير الى فترة مؤخرة عكس العجل او في معناه الاصلي تعيين فترة محددة في المستقبل و للاعتراف بصحة شيء لذا يقال (وافاه الاجل و من اجلها عملت كذا و كذا) و يقال ايضا ان (نعم) افضل من (الاجل) في الاستفسار: أتذهب؟ نعم و لكن سوف تذهب: اجل.
نظرا لصعوبة لفظ كلمة (نعم) و الفترة الطويلة التي تحتاجها بالمقارنة مع سرعة نطق لاءات النافية فان اللغات الدارجة ابتدعت كلمات كثيرة لسد هذا النقص من (ايوة و آ و بلي و إي الخ).
www.jamshid-ibrahim.de
#جمشيد_ابراهيم (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟