الاسواق هي السبب

جمشيد ابراهيم

الحوار المتمدن-العدد: 5850 - 2018 / 4 / 19 - 16:38
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    

الاسواق هي السبب
الاسواق هي المفتاح او بالاحرى الاسواق هي السبب - اذا تريد ان تتعرف على ثقافة شعوب كرتنا الارضية ليس عليك الا ان تزور اسواقها المحلية الشعبية القديمة و تقارنها باسواقها الحديثة فكلما زاد الاهتمام بمدينة من المدن تستطيع ان تحكم عليها بالموت المحقق لان الاهتمام الزائد يشجع اصحاب الاموال للاستثمار فيها و هذا يؤدي بدوره الى هجرة الايدي العاملة و الطماعين اليها بالجملة لدرجة تتغير ملامح و ثقافة المدينة في فترة قصيرة نسبيا كليا- تسمى هذه الظاهرة الخطيرة بـ gentrification التي هي نتيجة من نتائج العولمة.

و لكن المدن كخطوط الكهرباء القديمة لم تسحب لاستيعاب العدد الهائل من الالات و الادوات التي تعمل بالكهرباء في البيوت و النتيجة هي تدميرها و تدمير ثقافاتها القديمة و سيطرة الاموال على الاسواق و زيادة التلوث و الفضلات دون امكانية التعامل معها. تتحول البنايات القديمة الى فنادق اربعة نجوم - خمسة نجوم - تبيع الناس محلاتها القديمة او تتوقف الصناعات القديمة لتفسح المجال لمحلات التسويق الكبيرة - تزدحم المدن بالناس من كل حدب و صوب - و تسقط القيم و الاخلاق او تتحول الى النقود. تبدأ الناس مباشرة بالتركيز على شيء واحد فقط مهما بلغ الثمن الا و هو (عليك ان تربح و تكسب المال باية وسيلة كانت حتى اذا كانت عن طريق فتح مباغ او بيع شرفك و عرضك) و تتحول الاديان الى اديان المنافقين و وسيلة لتحقيق ارباح على باب الله.

الذي يراقب مواطني شعوب دول الشرق الاوسط على المواقع الاجتماعية يرى كيف تريد الناس بشتى الوسائل ان تترك انطباعا كبيرا بنشر صورهم في او امام سيارات غالية او امام حدائق بيوتهم الجديدة او يتناولون وجبات دسمة في البيوت و المطاعم و تختلط مختلف الاكلات الشرقية مع المشروبات الغربية و في وسط فقدان الهوية الشرقية الاصلية هناك ناس تحن الى الماضي و العيش في بيوت بسيطة من الطين و الاكل في محلات قديمة في اسواق شعبية. فعندما تزور مدينتك القديمة و تلتقي بالاهل و الاصدقاء تكتشفت بانه من الاحسن ان تبقى بعيدا لكي لا تتدمر احلامك القديمة و تصيب بخيبة امل.
www.jamshid-ibrahim.net

#جمشيد_ابراهيم (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل