جمشيد ابراهيم
الحوار المتمدن-العدد: 5651 - 2017 / 9 / 26 - 20:20
المحور:
القضية الكردية
مسرح الالعاب السياسية
بعيدا عن مسرح الالعاب السياسية و زينة قرع الطبول و رفع التراب و الدخان بمجرد اجراء استفتاء في كوردستان الجنوبية هناك اشياء كثيرة يتجاهلها الكتاب و الصحفيون العرب. لقد كثر عدد المحللين على صفحات الحوار لحد الملل و تنوعت اجتهاداتهم في القضية الكوردية و لكن كوردستان لم تكن دائما تحت رحمة الاتراك و الفرس و العرب لان هذه الدول لا تستطيع الاستغناء عن العلاقات الاقتصادية و السياسية معها. لتركيا على سبيل المثال مصالح اقتصادية و مشاريع استثمارية ضخمة في الكوردستان الجنوبية فلو هاجمت كوردستان فانها تقص / تجرح لحمها بنفسها كما تقول الالمانية و هي ليست دائما صديقة حميمة للفرس و العرب و بنفس الطريقة ليست هناك علاقة حب بين الفرس و العرب بل علاقات مصلحية وقتية و لكن بالمقابل هناك علاقة عرقية بين الكورد و الفرس قد تبرز في المستقبل بعد التخلص من حكومة الملالي.
لقد تحولت كوردستان الجنوبية اليوم على الاقل اقتصاديا الى الحليف الوحيد لتركيا في المنطقة و اذا ارادت تركيا الانضمام للاتحاد الاوربي و منافسة ايران و العرب في بسط سيطرتها على الشرق الاوسط فانها لا تستطيع ان تتجاهل القضية الكوردية في كوردستان الشمالية. لكوردستان مساحة كافية للمناورة في مسرح تضارب العلاقات بين الترك و الفرس و العرب و لو افترضنا بان الهوية الكوردية تم محوها للابد فعندها تبدأ تراجيديا عملية كسر الرؤوس بين الترك و الفرس و العرب فهذه الشعوب لا تتفق الا لمصلحة عابرة.
هذا و للشعب الكوردي خبرة طويلة في حروب التمرد و الكوردي معروف بعناده لا يتخلى بسهولة عن حقه و مستعد ان يدفع الثمن بدمه و سوف لن ترتاح دول الترك و الفرس و العرب الا بتشكيل دولة كوردية مستقلة فالكورد يكونون الحلقة الرابطة المهمة الرابعة بين ثلاثية الترك و الفرس و العرب. لايفيد العرب اليوم الاستنجاد بتركيا و ايران لطمس الهوية الكوردية فالكورد من النفس الاصل المجوسي كالفرس وفق الاعتقاد العربي الاسلامي.
www.jamshid-ibrahim.net
#جمشيد_ابراهيم (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟