أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - فاطمة ناعوت - لماذا تُدهشنا دولةُ الإمارات؟














المزيد.....

لماذا تُدهشنا دولةُ الإمارات؟


فاطمة ناعوت

الحوار المتمدن-العدد: 5886 - 2018 / 5 / 28 - 15:12
المحور: المجتمع المدني
    



تدهشنا دولةُ الإمارات بما تصنع كل يوم لإعلاء قيمة الإنسان. تُدهشنا باحترامها للمرأة، برعاية الشيخة فاطمة بنت مبارك، التي تسير على نهج قرينها الشيخ زايد حين قال: "إن ما حققته المرأة في دولة الإمارات العربية المتحدة في فترة وجيزة، يجعلني سعيدًا ومطمئنًا بأن ما غرسناه بالأمس بدأ اليوم يؤتي ثمارَه. ونحمد اللهَ على أن دور المرأة في المجتمع بدأ يبرز ويتحقق لما فيه خير أجيالنا الحالية والقادمة”. صدق الشيخ زايد، لأن المرأة اليوم في الإمارات صارت رئيسة البرلمان، ووزيرة في وزارات سيادية، وسفيرة دولية وديبلوماسية في مناصب قيادية رفيعة، وضابط شرطة ذات رتب عالية، وكابتن طيار تقود الطائرات، وراقصة باليه تجول بين الزهور كما الفرشات.
الإنسانُ في دولة الإمارات العربية المتحدة، مثلما في دول العالم المتحضر؛ يستمدُ حقوقَه من مجرد كونه "إنسانًا". لا تنظر الدولةُ، إلى عِرقه أو عقيدته أو لونه أو جنسيته، أو نوعه أو طبقته. له حقّ الحياة الكريمة بحكم الدستور وحكم القوانين الصارمة التي تُطبّق بكل حسم، وكل تهذّب. كل إنسان له حقّ الحياة الكريمة، وحق الاعتقاد وممارسة شعائره بكامل الأمن. المسجد جوار الكنيسة جوار المعبد البوذي جوار المعبد الهندوسي في الإمارات، ليس على أبوابها حراسة، لأن أيًّا من دور العبادة تلك، ليس مهدّدًا. المسيحيون والبوذيون والهندوس آمنون في دولة الإمارات العربية المسلمة، لأن صُنّاع القرار في كوكب الإمارات ينظرون إلى “الإنسان”، ومدى ما يحمل من خير للبشرية، وليس إلى لونه أو عِرقه أو عقيدته. لهذا شاهدنا حكّام الإمارات، يجلسون على الأرصفة جوار بسطاء الناس والأطفال، يمازحونهم ويسمعون همومَهم ويساعدون ذوي الاحتياجات الخاصة بأنفسهم، في رسالة ناصعة يقول لسانُ حالها: “إن الملوكَ جنودٌ جنّدهم اللهُ لحماية الرعيّة والحفاظ عليها.” وهذا مبدأ إسلامي يُعدّ حجر الزاوية في عقيدتنا. “من تواضعَ لله رفعه". لهذا يرفعهم اللهُ ويُعلي شأن بلادهم، يومًا بعد يوم لأنهم يستحقون.
ولكن، كيف حدث كلُّ هذا؟ لأن رجلا نبيلاً، اسمه الشيخ زايد، طيّبَ اُللهُ ثراه، قرر أن يُشيّد دولة اتحادية ناضجة مثقفة تحترم قيمة "الإنسان"، دون النظر إلى عِرقه أو معتقده. فكتب دستورًا وسَنّ قوانينَ، تتفق مع هذا المبدأ السماويّ الكريم: ”احترام الإنسان”. وحين رحل ذلك النبيلُ، سار أبناؤه وآلُه المثقفون على نهجه، وحملوا مِشعلَ التحضّر الذي لا يخبو نورُه، مادام على شعلته حراسٌ.
صُنّاع القرار في الإمارات ينظرون إلى “الإنسان”، كقيمة عليا. لهذا شاهدناهم، يجالسون بسطاء الناس والأطفال، يمازحونهم ويسمعون همومَهم، في رسالة ناصعة تقول: “إن الملوكَ جنودٌ جنّدهم اللهُ لحماية الرعيّة.” وهذا مبدأ إسلامي ركين: “مَن تواضعَ لله رفعه". لهذا يرفعهم اللهُ ويُعلي شأن بلادهم، يومًا بعد يوم، وعامًا في إثر عام، لأنهم بالحقِّ يستحقون. لهذا نرى حكّام الإمارات من الشيوخ رفيعي المقام، يتجولون بين الناس، ويتريّضون مع المواطنين والوافدين ويمازحونهم آمنين مطمئنين، دون حراساتٍ مشدّدة ولا مواكبَ حاشدة من تلك التي نراها في مواكب الرؤساء والملوك العرب. يفعلون ذلك في مناقضة لما أسميه: "الكود العربي" في التفكير الذي يضعُ الحاكمَ في درجة شديدة البُعد، شاسعة البوْن عن الشعب، فتحدث الفجوةُ والتصدّع بين الحاكم والمحكوم ويفقد المحكومُ، مع الوقت، شعورَه بالآدمية واستحقاق الحياة، كما لا يشعر الحاكم نفسه بالأمان وسط شعبه.
وعلّ مَن قرر تدشين وزارة للسعادة في دولة الإمارات، قد التقط كلمة: "السعادة" من لسان الشيخ زايد، حين ارتجل كلمة ماسّةً عام 1976، في حديقة قصر البطين، أمام حشود المواطنين والوافدين الذين تبعوه من المطار حتى القصر يهتفون باسمه، ويناشدونه بعدم التخلّي عن الحكم. يومها قال والدمعُ يُشرق في صوته: أتعهد أمام الله ألا نُرخِّصكم يا أبنائي وإخوتي. وأن أشيعَ السعادة على أرض الإمارات." واللهُ يشهد أن الرجلَ قد برّ بوعده وعهده البرَّ كلَّه.

(قطوف من كتاب "إنهم يصنعون الحياة" تأليف فاطمة ناعوت، تصدير سمو الشيخ عبد الله بن زايد. 2018 دار “روافد”)



#فاطمة_ناعوت (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الرقص داخل الأغلال … محاولة للطيران
- السؤالُ أم الإجابة؟
- العالم يُحذّر من كتاب فاطمة ناعوت الجديد
- الرئيسُ والبيسكليت...والعجبُ العجاب
- أنا لِصّة طباشير
- لماذا أكتبُ بالطباشير؟
- 3 دروس صعبة ... في حكاية محمد صلاح
- لماذا يُقبّل البابا أقدامَ الفقراء؟
- صائغُ اللآلئ … عظيمٌ من بلادي
- الأرخميديون
- هاتفي... الذي أحبَّ تونس
- مات نزار العنكبوت ... منذ خمس دقائق
- عاصفة الغبار ... شهادة جماهيرية ل (علي الحجار)
- فيلم هاني رمزي الجديد .. الضحك بطعم المرّ
- هل جدلت السعف بالأمس؟
- أوهامُ الحبّ ... وفنّ الهوى
- مشعل النور من الأقصر للمغرب على صفحة النيل
- نشاركُ في الانتخابات … حتى نستحقُّ مصرَ
- ماما سهير … ماما آنجيل
- وشوشات مارس 18


المزيد.....




- بعد حملة اعتقالات.. مظاهرات جامعة تكساس المؤيدة لفلسطين تستم ...
- طلاب يتظاهرون أمام جامعة السوربون بباريس ضد الحرب على غزة
- تعرف على أبرز مصادر تمويل الأونروا ومجالات إنفاقها في 2023
- مدون فرنسي: الغرب يسعى للحصول على رخصة لـ-تصدير المهاجرين-
- نادي الأسير الفلسطيني: الإفراج المحدود عن مجموعة من المعتقلي ...
- أمريكا.. اعتقال أستاذتين جامعيتين في احتجاجات مؤيدة للفلسطين ...
- التعاون الإسلامي ترحب بتقرير لجنة المراجعة المستقلة بشأن الأ ...
- العفو الدولية تطالب بتحقيقات دولية مستقلة حول المقابر الجما ...
- قصف موقع في غزة أثناء زيارة فريق من الأمم المتحدة
- زاهر جبارين عضو المكتب السياسى لحماس ومسئول الضفة وملف الأسر ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - فاطمة ناعوت - لماذا تُدهشنا دولةُ الإمارات؟