أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - محمد امباركي - نساء المقاطعة في المغرب..














المزيد.....

نساء المقاطعة في المغرب..


محمد امباركي

الحوار المتمدن-العدد: 5885 - 2018 / 5 / 27 - 04:38
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


نساء المقاطعةفي المغرب...
نشرت مؤسسة “ليكونوميست – سينيرجيا” في يومية " ليكونوميست " l Economiste " في عددها الصادر يوم الخميس 24 ماي 2018 تحقيقا مهما حول مقاطعة المنتوجات الثلاث : سونترال دانون، سيدي علي و إفريقيا غاز، و ذلك من خلال استجواب عينة من 3750 مبحوث (ة) لم يتفاعل بالجواب غير 650 مستجوب (ة)...و اعتمد الاستجواب على المقابلة الفردية عن طريق الهاتف، لكن بغض النظر عن استجابة التحقيق من عدمها لشروط التحقيق الميداني كتقنية أساسية من تقنيات البحث العلمي في مجال العلوم الاجتماعاية كعلم الاجتماع و الانتروبولوجيا و الديمغرافيا ...ألخ، يبقى الأهم هو بعض الخلاصات الأولية التي انتهى إليها التحقيق، و أهمها:
- المغرب على مستوى تركيبته السوسيولوجية تحول الى مجتمع الأسرة المتوسطة، اسرة ليست غنية ولا فقيرة لكنها منشغلة جدا بميزانية التدبير المنزلي
- المقاطعة تقودها الطبقة المتوسطة بسنبة 67%
- الشباب هم الاكثر معرفة بالمقاطعة و انخراطا فيها
- النساء هن الأكثر نشاطا و فاعلية في حملة المقاطعة بالمقارنة مع الرجال(61% مقابل 43%).
على أية حال، المسألة التي استوقفتني في هذا التحقيق الوصفي هو الحضور النسائي الملحوظ في هذه اللحظة الاحتجاجية التي انطلقت بشبكات التواصل الاجتماعي منذ 20 أبريل 2018 لتتحول الى فعل اجتماعي أرخى بظلاله على الأجندات الرسمية و غير الرسمية و كان محط ردود أفعال متنوعة...فكيف يمكن النظر الى هذا الحضور النسائي في المقاطعة ؟
قد تتعدد الأجوبة و زوايا النظر، لكن يمكن القول أنه إذا كانت المقاطعة كدينامية احتجاجية مدنية و سلمية هي امتداد لمسارات الحراك الاجتماعي في المغرب ( الريف ، زاكورة، جرادة...) كتعبير عن الغضب الاجتماعي إزاء أوضاع التفقير و الإقصاء الاجتماعي و المجالي، فهي أيضا لحظة مهمة لا يمكن فصلها زمنيا و ثقافيا عن التواجد القوي للنساء في حراكات عدة خاصة الريف و جرادة، و هذا مؤشر على تحولات قد تكون مهمة في صيرورة تشكل حركة اجتماعية متعددة الروافد و المطالب و الاستراتيجيات النضالية، و من جملة تلك المؤشرات التحول الديمغرافي الذي شهده المغرب حيث لأول مرة- حسب الإحصاء الأخير - عدد النساء يفوق عدد الرجال بالمغرب و سكان المدن أكثر من سكان البوادي، لكن هذا التحول رغم إيجابياته الكثيرة، فقد انعكس في معظمه سلبا على وضعية النساء على الأقل من خلال مستويين، المستوى الأول هو أنهن من أكثر ضحايا القهر الاقتصادي و السوسيوثقافي ( تأنيث الفقر )، و المستوى الثاني هو أن ذلك التحول لم يؤدي الى قفزة ثورية على صعيد القيم و التمثلات في اتجاه الاعتراف القانوني و المؤسساتي يالمساواة بين الجنسين و بالتالي تحرير الفضاء العمومي من الهيمنةالذكورية ( و قد تكون هذه الهيمنة حافزا للنساء للتواجد القوي بالفضاء الرقمي : فرضية تحتاج الى التحقق )، كما أن التغيرات الاقتصادية و الاجتماعية و إكراهات الحياة فرضت ما تسميه الأدبيات السوسيولوجية بالأسرة النووية، لكن ظلت هذه الأسرة النووية في غالبتها بنية محافظة تشهد تحمل المرأة لأشغال التدبير المنزلي ( تربية، مصاريف البيت ) و غير المنزلي من خلال الخروج الى العمل...و في أحيان كثيرة الجمع بينهما..
من هنا، يمكن القول أن الخلاصة التي توصل إليها التحقيق أي هيمنة النساء في المقاطعة على مستوى الانخراط و التنشيط خاصة أن المقاطعة لم تأخذ بعدا أديولوجيا للدفاع عن قيم ما أو بلغة أخرى لم توجهها جهات سياسية و اديولوجية - أعلنت عن نفسها صراحة - قد تنتصر في مشروعها لقيم المساواة و الحداثة و الحريات العامة و الفردية، فأكيد أن مثل هذه الدعوة ستخلق نفورا قويا للنساء بالنظر الى البنية السوسيوثقافية البطريريكية التي يعاود إنتاجها النظام السياسي قانونيا و مؤسساتيا و إعلاميا و تربويا و كذلك هشاشة الوعي المساواتي داخل الأوساط النسائية ثم هيمنة حركات الإسلام السياسي على تاطير النساء و المجتمع واقعيا و افتراضيا. .، ذلك الانخراط و التنشيط بقدرما ما يعكسان فشل استراتيجيات و برامج النهوض بأوضاع المرأة المغربية تشريعا و اجتماعيا و عجز اللحظة الانتخابية و المؤسساتية ( مجالس، برلمان، حكومة ) عن ترجمة التمثيلية الحقيقية لنساء المغرب، بقدر ما جسدا أيضا مرآة لعدم الرضى النسائي على وضعية التعنيف المادي و الرمزي لهن، و بالتالي قدرتهن على التعبير عن عدم رضاهن و رأيهم بطرق أخرى قد تكون أكثر تبليغا للرسالة و أقوى تأثيرا و فاعلية في القرار السياسي و الاجتماعي الرسمي...
في الواقع، الانخراط النسائي في الحركات الاحتجاجية ( المسيرات، الوقفات، المقاطعة...) هو أمر مزعج جدا للنظام السياسي و الاقتصادي و الثقافي، لأنه من جهة أولى إصرار للنساء على تقاسم الفضاء العمومي و الرقمي و ممارسة قيم التضامن في معركة المصير المشترك رجالا و نساء، و من جهة ثانية لأن ذلك الانخراط قد يكون مدخلا لإنضاج و تأهيل الشروط الضرورية للرفع من سقف المطالب نحو تحرر أكثر و أشمل للنساء في مواجهة ثقافة الميز وتشريعات الإقصاء و اللامساواة مما قد يشكل طفرة نوعية مهمة نحو تقويض أسس السلطة البطريريكية للبنى السياسية والسويوثقافية السائدة... فتحرر المجتمع من تحرر نسائه...
تحية تقدير لنساء الريف و زاكورة و جرادة....تحية تقدير لنساء المقاطعة القابعات في الظل بعيدا عن الواجهات...لكن لغتهن في صمتها المزعج و هدوئها الهائج أقوى و أبلغ...
محمد امباركي
وجدة 26 ماي 2018



#محمد_امباركي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أعشق طفولتي حتى الثمالة...
- النظارة السوداء لن تصمد أمام حراك الريف.
- الداعشية و - البلوكاج - الثقافي
- النساء في خدمة الرجال انتخابيا !! ... قراءة أولية في الحضور ...
- المرأة ليست قضية فقهية...
- ثلاث ملاحظات بصدد الوضعية السياسية في المغرب على ضوء الانتخا ...
- العلمانية.... حاجة متجددة و حوار مستمر...
- الانتقائية، عطب بنيوي في تنظيمات -الإسلام السياسي..-
- العلمانية و المرجعية الكونية لحقوق الإنسان
- حركة 20 فبراير : وجهة نظر عشريني...
- من حقكم الدفاع عن -مرسي-.. لكن ارحموا العلمانية من سوء الفهم ...
- الربيع المصري المفتوح...
- دفاعا عن العلمانية :
- تثاؤب البشر في زمن التيه..
- العلمانية ليست بالضرورة موقفا مضادا للدين..نحو تقويض بعض أسس ...
- حركة 20 فبراير : أسئلة من أجل الفهم و قضايا لنقاش
- في الحاجة إلى دليل المناضل
- المغرب: الديمقراطية قطرة - قطرة أو المأزق التاريخي للدولة ال ...
- محمد بوكرين: معتقل الملوك الثلاثة ...(مقال مترجم عن أسبوعية ...
- مساهمة في قراءة بعض رسائل السابع من شتنبر 2007 .


المزيد.....




- صدور أسبوعية المناضل-ة عدد 18 أبريل 2024
- الحوار الاجتماعي آلية برجوازية لتدبير المسألة العمالية
- الهجمة الإسرائيلية القادمة على إيران
- بلاغ صحفي حول اجتماع المكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية ...
- من اشتوكة آيت باها: التنظيم النقابي يقابله الطرد والشغل يقاب ...
- الرئيس الجزائري يستقبل زعيم جبهة البوليساريو (فيديو)
- طريق الشعب.. الفلاح العراقي وعيده الاغر
- تراجع 2000 جنيه.. سعر الارز اليوم الثلاثاء 16 أبريل 2024 في ...
- عيدنا بانتصار المقاومة.. ومازال الحراك الشعبي الأردني مستمرً ...
- قول في الثقافة والمثقف


المزيد.....

- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين
- الأنماط الخمسة من الثوريين - دراسة سيكولوجية ا. شتينبرج / سعيد العليمى
- جريدة طريق الثورة، العدد 46، أفريل-ماي 2018 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - محمد امباركي - نساء المقاطعة في المغرب..