أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - شفيق التلولي - -راكب الريح- رواية الفنتازيا الفاسطينية














المزيد.....

-راكب الريح- رواية الفنتازيا الفاسطينية


شفيق التلولي

الحوار المتمدن-العدد: 5881 - 2018 / 5 / 23 - 22:22
المحور: الادب والفن
    


"راكب الريح" رواية الفنتازيا الفلسطينية
كتب شفيق التلولي

عندما أهداني الروائي الفلسطيني الكبير المعلم والصديق العزيز يحيى يخلف روايته "راكب الريح" قبيل أن نعود وزملائي الكُتّاب غريب عسقلاني وعاطف أبو سيف وسليم النفار إذ كنا نشد الرحال إلى غزة بُعيّد مشاركتنا في دورة المجلس الوطني الثالثة والعشرين ومعرض فلسطين الدولي الحادي عشر للكتاب، كنت أتوقع أنها رواية فريدة من نوعها سيما وأن كاتبها من رواد الجيل الثاني في الرواية الفلسطينية، كان يحيى يخلف قد تفضل بزيارتنا إلى نُزلنا في فندق الزهراء برام الله، فرغم أنه كان في طريقه للسفر إلى العاصمة الأردنية عمان للمشاركة في اجتماع مؤسسة الشهيد ياسر عرفات، غير أنه أصر أن يأتي لتوديعنا وإهدائي هذه الرواية بعدما أهداني رواية "اليد الدافئة" في وقت سابق خلال زيارة سابقة لذات النُزل ودعوته الكريمة واستضافتنا في إحدى مقاهي رام الله الجميلة، ورواية "اليد الدافئة" كانت قد صدرت عقب رواية "راكب الريح" إلا أنني باشرت في قراءة "راكب الريح" حيث كنت أنتظرها بشغف وأتوق لقراءتها.
سافرت بين دفتيها أقرأ سطورها ووصفحاتها وفصولها بنهم، ورغم أنني توقعت تفردها وتميزها إلا أنني لم أكن أعرف أنها ستأسرني بسحرها إلى هذا الحد الذي جعلني أعيش أحداثها بكل تفاصيلها في سرد جميل ومحكم استطاع من خلاله أن يوظف سورة يوسف التي تناص معها بما يحقق أبعاد شخصية يوسف التي اختارها بعناية وجسدها بما يخدم فكرة النص الروائي، كذلك استخدم الأسطورة وحكايات ألف ليلة وليلة ليقول إن ثمة واقعية سحرية فلسطينية بالإمكان الخوض في غمارها وصوغ تجربة كتابية تليق بالحكاية الفلسطينية ليس على الطريقة الواقعية التقليدية إنما بما يمازج بين الواقع والخيال في تركيبة دسمة تصل ذروتها إلى فنتازيا الخيال الروائي الذي برع يحيى يخلف في التحليق في فضائه بجناحي الواقع والخيال كدال الغزالة في روايته التي نفخ فيها الحكيم الهندي الروح فتوثبت وانطلقت للحياة من جديد وكدال جناحي أبطال الأساطير الذين اقتحموا الرواية بإتقان محسوب من قبل الكاتب، ربما اتكأ يخلف على التاريخ وتنقل بنا في جغرافيا المكان.
تنقل بنا في رحلة يوسف من بقعة لأخرى تملؤه الطاقة التي جعلت منه راكب الريح الذي يطير عالياً ولوجاً لما يبتغي ومقاتلاً شرساً كلما نازله الأعداء، يوسف المغامر الذي خاض غمار تجارب مع نساء لكل منهن حكاية فمن العيطموس عالية المقام إلى ذات السن الذهبية الشيطانية إلى الهندية ذات النقطة الحمراء على جبينها، ليعود به الحال إلى العيطموس ووصيفتها أسرار التي رافقت حكايته معها واحتفظت باللوحة التي رسمها لسيدتها قبيل سفره من يافا، يافا التي أحبها وعشق بحرها، حافظت أسرار على اللوحة فلم ينل منها الطغاة الفرنسيين خلال حملة نابليون بونابرت على المدينة وتحطم أحلامه أمام أسوار عكا بعدما أعمل في يافا ما أعمل من قتل وترويع ومجازر طالت والدي يوسف فقد حصدتهما الحملة النابليونية المحمومة كما حصدت الكثير من أرواح اليافويين بل نقلت مرض الطاعون للعديد من النساء اللواتي اغتصبهن جنود حملته المسعورة حتى أن العيطموس وجدها مصابة بذلك المرض اللعين لتشفى على يد الحكيمين الهنديين ورفيقتهما صاحبة النقطة الحمراء على جبينها. ويعود يحيى يخلف بيوسف بعدما أخرج منه الطاقة القوية التي تسكنه لينتصر به للعدل والمساواة والسلام الذي يريد ان ينشره من الشرق إلى الغرب فرسالته رؤيته التي يريد أن يصل بها من خلال هذا العمل الروائي هي انتصار الحكمة على الطغاة وأن يافا باقية ما بقي بحرها وأن فلسطين ليست مجرد محطة للغزاة العواة إنما فيها ما فيها من تجليات الروح وحكايات العشق والغواية وثراث لتاريخ عريق لا ينال منه المارقين.
اتمنى من الكاتب يحيى يخلف أن تكون رواية "راكب الريح" الجزء الأول من ثلاثية فيكمل عليها بحقبتين تاريخيتين حقبة الانتداب البريطاني التي تلي حقبة العثمانيين الأتراك وما تبعها من الحملات الغربية الفرنسية وحقبة الاحتلال الصهيوني واغتصاب أرض فلسطين، فما زال يوسف الذي لم يبتلعه الحوت في رواية "راكب الريح" حي بروحه المتوثبة وما زال أثر يقطينة يونس على شاطئ فلسطين شاهدة على قذف الحوت له من بطنه الحوت الذي أراد أن يحط بيونس على شاطئ يافا لم يمت بل ربما هو ذلك الحوت الذي وظفه يخلف في روايته يوم أن قفز يوسف اليافاوي إلى بحر يافا في فاتحة مغامراته وركوب الريح.
شكراً الروائي المبدع والخلاق يحيى يخلف لأنك غمرتنا طوال رحلتنا الأخيرة في رام الله وشكراً لأنك أمتعتنا وأخذتنا بعيداً مع "راكب الريح" التي استحقت جائزة "كتارا" للرواية العربية وتستحق المزيد من الجوائز.



#شفيق_التلولي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- -الكاوتشوك- القديم الجديد
- الكاوتشوك القديم الجديد
- -نادتنا الأرض فلبينا النداء-
- الحركة الطلابية والجامعات الغزية
- عند الرئيس الخبر اليقين
- وداعاً صاحب الإبتسامة الجميلة
- كيف نعزز المشاركة السياسية للطالبات؟
- سليم النفار شاعر يحلق في عالم الرواية
- تل أبيب بين المجس والمقص
- شمس العروبة في فلسطين
- كيف نصون وحدتنا الوطنية؟
- ما لا نخشاه على حماس
- إصحو يا شباب
- مات فادي يا مجدي
- لا تقطعوا شعرة معاوية
- غزة 2014 تأملات ويوميات شاعر في المدينة الرهينة
- بين اسبرطة وأثينا
- غَواية
- حكومة المحبة
- -سئمنا المارين على جراحنا-


المزيد.....




- “فرح عيالك ونزلها خليهم يزقططوا” .. تردد قناة طيور الجنة بيب ...
- إنتفاضة طلاب جامعات-أمريكا والعالم-تهدم الرواية الإسرائيلية ...
- في مهرجان بردية السينمائي.. تقدير من الفنانين للدعم الروسي ل ...
- أوبرا زرقاء اليمامة.. -الأولى- سعوديا و-الأكبر- باللغة العرب ...
- ابنة رئيس جمهورية الشيشان توجه رسالة -بالليزر- إلى المجتمع ا ...
- موسيقى الراب في إيران: -قد تتحول إلى هدف في اللحظة التي تتجا ...
- فتاة بيلاروسية تتعرض للضرب في وارسو لتحدثها باللغة الروسية ( ...
- الموسم الخامس من المؤسس عثمان الحلقة 158 قصة عشق  وقناة الفج ...
- يونيفرسال ميوزيك تعيد محتواها الموسيقي إلى منصة تيك توك
- مسلسل قيامة عثمان 158 فيديو لاروزا باللغة العربية ومترجمة عل ...


المزيد.....

- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - شفيق التلولي - -راكب الريح- رواية الفنتازيا الفاسطينية