أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مؤيد عبد الستار - وليمة أسماك هاتف الجنابي في انتظاركم














المزيد.....

وليمة أسماك هاتف الجنابي في انتظاركم


مؤيد عبد الستار

الحوار المتمدن-العدد: 5878 - 2018 / 5 / 20 - 16:13
المحور: الادب والفن
    


تحدثت بهذا القدر الى نفسي
الى نبتة بالغة بين الصخور
كانت براءة الاطفال
تحجب هذا القابع في منتجع العقل
طالما كان يبلع افكاره مخافة الهتك:
الآتي ( - ) الماضي ....
من قصيدة بورتريه
اعادة قراءة قصيدة هاتف الجنابي امر مألوف لانها لا تقدم نفسها بسهولة لمن يريد الاحاطة بكنهها ، عليك تناولها باناة ورفق فوراء الكلمات التي أمامك وهي مرصوفة على الورق بكثافة ظاهرة، أبعاد بحاجة الى استشراف آفاقها التي تتطلب البحث عن منابع الفكرة ، المغامرة ، التي يـبغـي الشاعر اللعب على اسرارها بهدوء غريب يغمر مناخ القصيدة ليقدمها الى القارئ كي يفتح امامه مرافئ غير مأهولة تسمح باكتشاف اللامكان الذي ينطلق منه الشاعر وغالبا ما يكون الوطن المقصي في اعماق الذاكرة والحاضر في كل مكان .
( سـُئلتُ وما زلت أُسأل :
من أين أنت
skad pan jest ?
وكنت وما زلتُ أُجيب
من اللامكان )
الديوان ص 24
اللامكان عند هاتف الجنابي ، مكان محفور في كهوف الذاكرة ، كان يعيش في اركانه يوما ولكنه ضاع الى الابد ، غادره الشاعر قسرا او اختيارا لانه اصبح لا يطاق ، فلا طرقاته سالكة ولا حدائقه غناء ولا أرضه اهلا للخصب .
فيه لا تستطيع النوم ، و لاتستطيع السير بقامة شامخة ، ولا تتحدث بلسان طليق .
( نومي يتقطع حتى اني لم ابرح ما اعطت لي اليقظة
من سمع يخدشني ، نظر يحبسني داخل منظور واحد
طرقات هوجاء وضوء يخدعني ، عشاق صرعى باسم الحب
واخبار عن قتلى بالمجان ، وآثام تزداد ، واحياء
يصطفون طوابير على ابواب موصدة
بحثا عمن يفتحها ، ثمة من يتراجع منسحبا : لا أدري أين ؟)
الديوان ص 19 بورتريه 2
هذه هي الطرقات التي غادرها الشاعر ، هي وجميع ما حولها تتجلى في ثنايا قصائده ،
ترسم خارطة اللامكان الذي اصبح نائيا يمتد على مساحة المنفى او المهجر او المكان الثاني الذي وجد فيه الشاعر نفسه سائحا دون قصد .
( غريبا تجئ وهكذا ستعود ،
بحثنا طويلا في المنافي
عن لحن مقدس ،
عن بعض الحقول والبيادر ،
عن خيوط تقطعت وانفاس
يغطيها الغبار،
عن الجوري الذي زرعناه
عن قبلات تركناها في سرر الليالي ...
(من قصيدة كركوك)
تعد قصيدة الطريق الملكي إحدى أطول قصائد ديوان وليمة الاسماك ، شيد الشاعر عمارتها من عدة فصول ، او اقسام إن شئت ، فهي تتالف من خمسة عشر فصلا ، اعطاها ارقاما دون اي عنوان فرعي اخر ، لذلك تاتي الفصول مفتوحة على مساحة داخلية تعبر عن السياق العام للقصيدة وعن نظام يشمل الديوان كاملا :
من اللامكان ، اقول ، يقهقهون
ثم يدعونني لكأس كأنها مستلة من دنان الالهة
ثمة انبياء تائهون ، منتفضون يشبهوننا،
وملوك ينتظرون في محطات مهجورة .
ما اكثر الانبياء في هذي البلاد ... ص 108
البعد الصوفي عند هاتف الجنابي
لنشأة الشاعر في مدينة النجف ، حاضرة الادب والشعر والفقه ، أُثر كبير في تكوين الابعاد الفلسفية والصوفية في شعر هاتف الجنابي لما لانتشار المجالس الادبية في المدينة وشيوع الثقافة الدينية المتمحورة حول المثل العليا للامام علي بن ابي طالب وزهده واستشهاده .
ولا ننسى ان مدينة النجف بؤرة تلتقي فيها ثقافات شرقية وآسيوية مختلفة ، من الهند والصين والباكستان الى ايران والمغرب والخليج . فالحياة الثقافية متعددة المشارب غنية بفلسفات الشرق وقيم التضحية والفداء والشهادة والزهد والتقوى .
لا نعدم العثور على صدى هذه الثقافات والفلسفات والمؤثرات بين ثنايا قصائد الجنابي مع مسحة او غلالة من الثقافة الاوربية المعاصرة التي نهل من مصادرها حيث درس وعمل لاكثر من عقدين في جامعة وارشو في بولندا .
( تذكري أن الرؤية عادة سيئة
أضعف نقطة هي
أن يكون الشئ مرئيا ) ص 70
ولكي نكون اكثر انصافا للشاعر وطقوسه في الحياة والفلسفة نختار مقطعا جاء على غلاف المجموعة ونتركه دون تعليق :
هذي الليلة
قررت بأن ادعو البحر
أدعو أسماك البحر جميعا
أدعوها بعد الحفلة أن تأخذني
حتى جوف الحوت
كي اكتب قصة نفسي
كي اعزف لحني الموعود
* * *
وليمة الاسماك ، ديوان شعر ، هاتف الجنابي ، دار ميزوبوتاميا ، بغداد 2017



#مؤيد_عبد_الستار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حوار تلفزيوني مع رئيس الوزراء السويدي أجرته الطفلة لوسي
- مرحى لنجاح تحالف الكادحين
- الانتخابات ... البحث عن سياسي مختلف
- شارك في الحدث السياسي اليوم لا بعد الانتخابات
- الاساءة للمرأة المرشحة للانتخابات .. الغاية والاهداف
- مهام المفوضية لانتخابات الخارج
- لصوص النفط ..القضاء يتلقى الطعن بقانون شركة النفط الوطنية ال ...
- عباس البياتي .. راد يكحلها عماها
- مؤتمر الكويت والمسألة الزنبورية
- العراق في سوق المناخ
- مقتطفات من كتاب : مذكرات وزير عراقي / القسم الثاني
- مقتطفات من كتاب مذكرات وزير عراقي
- العبادي يعلن البدء بمحاربة الفساد ... ابشر يا شعب !
- دونالد ترامب بعد النار والغضب TO BE´-or-NOT TO BE
- تظاهرات ايران جرس انذار لاقرب جار
- عام جديد ... سلاما
- ضرورة ازالة العقبات بين المركز والاقليم
- في الصراع بين المركز والاقليم : اشعال الحرب اسهل من ارساء ال ...
- لا لاشعال فتيل الحرب بين العرب والكورد
- استفتاء كردستان واجراءات الحكومة العراقية


المزيد.....




- فنانة مصرية شهيرة: سعاد حسني لم تنتحر (فيديو)
- وفاة المخرج ميشائيل فيرهوفن وساسة ألمانيا يشيدون بأعماله الف ...
- -الماتريكس 5-.. حكاية المصفوفة التي قلبت موازين سينما الخيال ...
- -باهبل مكة-.. سيرة مكة روائيا في حكايات عائلة السردار
- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مؤيد عبد الستار - وليمة أسماك هاتف الجنابي في انتظاركم