أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أشرف عبد القادر - أكذوبة الامبريالية الثقافية














المزيد.....

أكذوبة الامبريالية الثقافية


أشرف عبد القادر

الحوار المتمدن-العدد: 1493 - 2006 / 3 / 18 - 11:34
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


نشرت "آمنة الذهبي" و أشك أن يكون هو اسمها الحقيقي، مقالاً بعنوان "الامبريالية الثقافية" في جريدة الأحداث المغربية العدد 2539 ولقد نشر المقال نفسه بالقدس العربي تحت عنوان آخر. يدعي المقال أن أوربا وأمريكا "يخترقان العالم العربي والإسلامي بالغزو الثقافي" ، وأكذوبة الغزو الثقافي هي إحدي بضائع المهربين الدينيين التي يلوكونها في "التجديد" لسان الإسلامويين المغاربة وغير التجديد من النشرات الإسلاموية مثل "المجتمع الكويتية".التي اعتبرت أن حق المرأة الكويتية في الانتخابات هو من صادرات "الغزو الثقافي الغربي" ، وما يسميه المتأسلمون غزو ثقافي أمريكي وأوربي يقصدون به الديمقراطية التي قال عنها راشد الغنوشي:" إن الكثير من المظالم والفواحش ،مثل عدوان الشعوب على بعضها بالاحتلال أو الاستغلال ، وانتشار الفسوق والفساد والرشى والغش والضلال، تستمد شرعيتها من جهاز الديمقراطية. ألم تزل أعرق الديمقراطيات، في بريطانيا وفرنسا تحتفظ بوزارات للمستعمرات أو لما وراء البحار؟ وتشرّع للقمار واللواط والوأد المعاصر أي الإجهاض وتحديد النسل" من كتاب "أزمة الديمقراطية في البلدان العربية" ص 42 إعداد علي الكواري دار الساقي 2004،أولاً الغنوشي هنا يكذب ، فلا توجد وزارة للمستعمرات لا في فرنسا ولا في بريطانيا منذ نهاية الاستعمار في الستينات. وثانياً تحديد النسل ليس وأداً معاصراً كما يزعم الغنوشي، بل هو حاجة ملحة لشعوبنا العربية والإسلامية لكي تنزع فتيل قنبلة الانفجار السكاني التي تجعل كل تنمية مستحيلة. فالصين كانت عندما كان ماو يعتبر تحديد النسل كفراً بالماركسية لا تتجاوز معدلات نموها الاقتصادي 4%، أما اليوم وبعد تحديد النسل بشكل صارم بحيث لا يحق لكل عائلة صينية إلا إنجاب طفل واحد، فقد قفزت معدلاتها الاقتصادية إلى 10% سنوياً فحققت من التقدم الاقتصادي في عقدين ما حققته بريطانيا في قرنين بفضل تحديد النسل، لأن علم الاقتصاد يعلمنا أن أي أمة تتجاوز فيها معدلات النمو السكاني معدلات النمو الاقتصادي هي أمة لا مستقبل لها. علماً بأن النمو الاقتصادي، كما يقول علم الاقتصاد، يجب أن يكون ضعف النمو السكاني + واحد. اليمن مثلاً معدلات نموها الديمغرافي 7% أي يجب أن يكون معدل نموها الاقتصادي 15% لكن معدل نموها الاقتصادي 2% بمعني أن الأفواه الزائدة محكوم عليها بالموت جوعاً ومرضاً وأمية وتخلفاً، والشيء نفسه ينطبق على بلدي مصر! كما كتب الغنوشي أيضاً في الفصلية الباريسية "مرايا" قائلاً:"إن حقوق الإنسان ذات مرجعية وثنية ومسيحية" ولا علاقة لها بثقافتنا الإسلامية، فالديمقراطية وحقوق الإنسان هما إذن "غزو ثقافي غربي" و"تبعية ثقافية جديدة" وعلينا أن نكافحها كما نكافح إنفلونزا الطيور. يقول المقال "إن منشأ التبعية الثقافية الجديدة هو الاعتماد على التكنولوجيا المصنعة في الغرب والمصدرة لبقية أجزاء العالم، ويعد اعتماد العالم العربي والعالم الثالث على هذه التكنولوجيا أمراً في غاية الوضوح"،فعلينا إذن ،نحن الذين نستورد حسب إحصائيات الصندوق الدولي 98% من التكنولوجيا الغربية أن نوقف ذلك ونركب الجمال بدل الطائرات الغربية الكافرة، والقوارب المجدافية بدل البواخر الغربية الكافرة، والحمير العربية الأصيلة بدلاً من السيارات الغربية الكافرة، ونحرث أراضينا بمحاريث القرون الوسطي بدلاً من الجرارات الغربية الكافرة، ونجري عملياتنا الجراحية باللآلات التي كان يستخدمها الطبيب العربي المشهور "ابن الجراح" قبل أكثر من سبعة قرون بدلاً من تكنولوجيا الجراحة الغربية الكافرة، وأن نتداوى ببول الإبل والحجامة ولا داعي للأدوية الغربية الكافرة، وأن نجري العمليات الجراحية والمريض يقظ ولا داعي لإستخدام البنج الغربي الكافر !!! فلو نظر أي متأسلم في بيته لوجد أن أثاث بيته كاملاً إن لم يكن ملبسه أيضاً من إنتاج الغرب الكافر، إنها حقاً دعوة ظلامية شكلاً ومضموناً!!!.
ثم تعطي "آمنة الذهبي"وصفة بلديه لمقاومة هذا "الغزو الثقافي والتكنولوجي المزعوم "أولاً تأكيد استقلالية الثقافة الإقليمية عن الثقافة المعولمة والثقافات الكبرى ... ثانياً إثبات أصالتها (= الثقافية المحلية التقليدية) أي قدرتها على الإبداع في إيجاد حلول مختلفة وناجحة للمجتمعات المرتبطة بها (...) للبقاء على مستوى الرفض والاحتجاج ، ومن ثم التحول حتماً إلى ثقافة مضادة لثقافة العولمة". أي للديمقراطية وحقوق الإنسان ودولة القانون والمساواة بين الرجل والمرأة والمساواة بين المسلم وغير المسلم في حقوق المواطنة وواجباتها كافة واستخدام التكنولوجيا الغربية التي بدونها نعود إلى العصر الحجري .
وعكس المهربين الدينيين فحملة مشعل التنوير من المثقفين العرب يرحبون بهذا "الغزو الثقافي والتكنولوجي" الذي لا بديل منه لإخراج مجتمعاتنا من ظلمات العصور الوسطي إلى أنوار القرن الحادي والعشرين، الذي سيكون إن شاء الله قرن تعميم الديمقراطية وحقوق الإنسان والعلوم الحديثة والتكنولوجيا الحديثة على جميع الأمم. ومرحباً بالثقافة العالمية الواحدة إذا كان قوامها الديمقراطية وحقوق الإنسان والتكنولوجيا الحديثة وكل القيم الكونية التي يقبلها كل ذي عقل سليم ويحاربها كل متأسلم سقيم.
[email protected]



#أشرف_عبد_القادر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإدعاء الثاني - هل رحب الأقباط بالفتح العربي لما سمعوه من ع ...
- حلف إرهابي بين: الزرقاوي ونصر الله
- هل رحب الأقباط بالعرب لتخليصهم من ظلم الرومان؟ الإدعاء الأول
- رداً على :العفيف الأخضر والمسألة الكردية
- هل رحب الأقباط بعمرو بن العاص
- العبّارة ... أبو تريكه ... انفلونزا الطيور
- لماذا جاء رامسفيلد إلى المغرب؟
- تنبيه للبيانوني : احذر ثعلب تونس
- نصيحتي لحماس
- الجنة لنا جميعاً
- نجح الإخوان وهرب الاقتصاد
- اختطاف لفتاتين أم اختطاف لمصر؟
- حاكموا بشار الأسد
- المسجد أولاً أم الكنيسة؟!
- بعد القمني والأخضر جاء دور لكحل
- مازال الأقباط يرزحون تحت عهد عمر
- للأقباط كل الحق في بناء كنائسهم
- نداء للقمة الإسلامية بمكة المكرمة اطردوا من الإسلام الإرهابي ...
- متى المساواة بين المصريين في دور العبادة؟ رسالة مفتوحة إلى ا ...
- رسالة مفتوحة لأحمد أبو الغيط لا تكن محامي الجلاد السوري


المزيد.....




- فيديو غريب يظهر جنوح 160 حوتا على شواطىء أستراليا.. شاهد رد ...
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 1000 عسكري أوكراني خلال 24 سا ...
- أطعمة تجعلك أكثر ذكاء!
- مصر.. ذعر كبير وغموض بعد عثور المارّة على جثة
- المصريون يوجهون ضربة قوية للتجار بعد حملة مقاطعة
- زاخاروفا: اتهام روسيا بـ-اختطاف أطفال أوكرانيين- هدفه تشويه ...
- تحذيرات من أمراض -مهددة للحياة- قد تطال نصف سكان العالم بحلو ...
- -نيويورك تايمز-: واشنطن سلمت كييف سرّا أكثر من 100 صاروخ ATA ...
- مواد في متناول اليد تهدد حياتنا بسموم قاتلة!
- الجيش الأمريكي لا يستطيع مواجهة الطائرات دون طيار


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أشرف عبد القادر - أكذوبة الامبريالية الثقافية