أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أشرف عبد القادر - الجنة لنا جميعاً














المزيد.....

الجنة لنا جميعاً


أشرف عبد القادر

الحوار المتمدن-العدد: 1423 - 2006 / 1 / 7 - 10:11
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


سألني صديق سوري يعمل معي: لماذا تريد الجماعات الإسلامية إرغام الناس جميعاً بالدخول في الإسلام ليدخلوا الجنة؟ لماذا لا تتركونهم على دياناتهم أو بلا أديان حتى تنفردوا وحدكم بالجنة ولا يزاحمكم فيها أحد؟ لماذا لا تتركونهم لخالقهم يحاسبهم أو يعفوا عنهم يوم القيامة، يدخلهم جنته أو يعذبهم في ناره؟ أم انكم اتخذتم مكان الإله وأصبح فقهاءكم ينوبون عنه في الأرض ويقررون من هو الكافر الذي سيدخل النار، ومن هو المسلم صحيح الإيمان الذي يستحق دخول الجنة ويوزعون صكوك الغفران كما كان يفعل الكهنة الكاثوليك في أوربا ؟ فقلت له: أولاً هناك فرق بين الدين والفكر الديني، وهناك فرق بين الإسلام واجتهادات الفقهاء،فما تقوله الجماعات الإسلامية لا يمثل الإسلام، بل يمثلهم هم فقط، لأن هناك جماعات إسلامية كثيرة كل منها تعتقد إنها هي التي تمثل صحيح الدين ويكفرون بعضهم بعضاً، خذ مثلاً الإخوان المسلمين، يسمون أنفسهم بالإخوان المسلمين، إذا كانوا هم الإخوان المسلمين فمن نكون نحن؟ هل نحن أيضاً مسلمين رغم أننا لا ننضم تحت لوائهم أم غير مسلمين؟ فالدين منهم جميعاً ومن أحاكمهم بريء، فقد قال الإمام علي كرم الله وجهه "القرآن حمال أوجه"، بمعني أنه لا يحق لأحد أن يقول هذا هو صحيح الدين، ومن خالفني فقد خالف الدين، لأن في ذلك تجني كامل على الله وعلى دينه الحنيف، بل يقول هذا هو اجتهادي قد أكون أخطأت أو قد أكون أصبت، لأن القرآن لا ينطق وهو مكتوب، بل يقرأه ويؤوله قارئه حسب غايته ومبتغاه، خاصة بعد تسييس الدين وظهور الإسلام السياسي على يد جماعة الإخوان المسلمين في بداية القرن العشرين. أما عن سؤالك الوجيه بدخول الجنة فأطمئنك اننا جميعاً سندخل الجنة، ولا تستمع لقول فقهاء الإرهاب الذين أفتوا للشعوب العربية والإسلامية بأن اليهود والنصارى لن يدخلوا الجنة لأنهم هم المقصودين بقوله تعالي في سورة الفاتحة "غير المغضوب عليهم ولا الضالين" فالمغضوب عليهم هم اليهود، والضالين هم النصارى ، لأن اليهودية والنصرانية ليستا ديانتين بل شريعتين نسخهما الإسلام. ومن بقي منهما على دينه فهو كافر حتى يدخل في الإسلام. وهذا والله كذب صراح على الله ورسوله وعلى الإسلام، فلقد قال تعالي في محكم كتابه:"إن الذين آمنوا والذين هادوا والصابئون والنصارى من آمن بالله واليوم الآخر وعمل صالحاً فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون" (المائدة 69) أي أن أي إنسان مهما كان دينه يهودياً أو مسيحياً أومن عبدة النار وآمن بالله واليوم الآخر وعمل صالحاً فسيحاسبه الله على أعماله يوم القيامة، ويغفر له أو يعذبه فهذا شأنه ومتروك لرحمته التي وسعت كل شيء. أما القول بأن اليهود والمسيحيين سيدخلون النار دون حساب كما يروج المتأسلمون ، فهذا افتراء من الفقهاء وكذب على الله ورسوله كما هو واضح من الآية السابقة، لأنه كما قال تعالي " لو شاء الله لجعلكم أمة واحدة". أي أن الاختلاف مقصود لأنه سنة الحياة وغاية الوجود لذلك قال تعالي "يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثي وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم، إن الله عليم خبير" (الحجرات 13). لاحظ هنا أن الخطاب للناس جميعاً على اختلاف دياناتهم وجنسياتهم وليس للمسلمين فقط،، ولاحظ أيضاً قوله"وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا" أفلا يعني ذلك أن الله أراد من هذا الإختلاف العرقي والديني التعارف بين البشر، أو ما يمكن أن نسميه الآن بـ"تلاقح الحضارات" أخذاً وعطاء باعتبار أن الثقافة تراكمية وميراث لكل البشرية . كما لا تنسي أن الله قد جعل في الآية السابقة مقياس التفاضل بين الناس التقوي والعمل الصالح، بغض النظر عن الاختلاف في الدين. لكن نرجسيتنا الدينية الفردية والجمعية هي التي تصور لنا أن ديننا هو الوحيد الصحيح، وأن نبينا هو الوحيد الصادق، في حين أنه لابد أن نقول أن الإسلام دين من بين الأديان الأخرى، ورسولنا رسول كباقي الرسل، وهذا لن ينقص لا من ديننا الإسلامي ولا من رسولنا صلي الله عليه وسلم. هذا هو إسلامنا وديننا الحنيف كما أفهمه بفطرتي التي فطرني الله عليها، دين رحب ضيقه علينا فقهاء الإرهاب بتعصبهم وضيق نظرهم وخلطهم بين الدين والسياسة، وهذه هي سماحة الإسلام التي وسعت كل بني آدم "كلكم لآدم وآدم من تراب". لذلك فالجنة ستتسع لكل من عمل صالحاً وآتي ربه بقلب سليم مهما كان دينه رغم أنف المتعصبين وفقهاء الإرهاب وحاملي لواء الحاكمية الدينية والولاء – كل الولاء- للمسلمين ، والبراء - كل البراء – من غير المسلمين وحلفائهم من المسلمين.
ملحوظة: بعد كتابنا، الأستاذ وريغ لحسن وأنا، "قدر العلمانية في العالم العربي" الذي هو الآن تحت الطبع ، وسيكون من جزئين، نحن الآن بصدد الإعداد لكتابنا الثاني عن "الحاكمية" ، وسيكون كما الأول مجموعة من الأحاديث مع المثقفين.
[email protected]



#أشرف_عبد_القادر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نجح الإخوان وهرب الاقتصاد
- اختطاف لفتاتين أم اختطاف لمصر؟
- حاكموا بشار الأسد
- المسجد أولاً أم الكنيسة؟!
- بعد القمني والأخضر جاء دور لكحل
- مازال الأقباط يرزحون تحت عهد عمر
- للأقباط كل الحق في بناء كنائسهم
- نداء للقمة الإسلامية بمكة المكرمة اطردوا من الإسلام الإرهابي ...
- متى المساواة بين المصريين في دور العبادة؟ رسالة مفتوحة إلى ا ...
- رسالة مفتوحة لأحمد أبو الغيط لا تكن محامي الجلاد السوري
- رسالة مفتوحة للرئيس مبارك: ادخلوا التاريخ من أوسع أبوابه
- العلمانية ضد الدولة الدينية
- يجب عزل بشار الأسد
- وزارة الزراعة تغتال الشعب المصري
- تعليق على منع المستشار العشماوي من -الراية- القطرية
- رسالة مفتوحة إلى سعد الحريري إذاعة الشرق أم إذاعة حزب الله و ...
- مرة أخرى: رداًعلى الردود على مقالي هل العفيف الأخضر هو مؤلف ...
- رسالة مفتوحة للرئيس بو تفليقه
- تعقيباً على الردود على مقالي هل العفيف الأخضر مؤلف المجهول ف ...
- من هو مؤلف -المجهول في حياة الرسول-؟


المزيد.....




- العجل الذهبي و-سفر الخروج- من الصهيونية.. هل تكتب نعومي كلاي ...
- مجلس الأوقاف بالقدس يحذر من تعاظم المخاوف تجاه المسجد الأقصى ...
- مصلون يهود عند حائط البراق في ثالث أيام عيد الفصح
- الإحتلال يغلق الحرم الابراهيمي بوجه الفلسطينيين بمناسبة عيد ...
- لبنان: المقاومة الإسلامية تستهدف ثكنة ‏زبدين في مزارع شبعا ...
- تزامنًا مع اقتحامات باحات المسجد الأقصى.. آلاف اليهود يؤدون ...
- “عيد مجيد سعيد” .. موعد عيد القيامة 2024 ومظاهر احتفال المسي ...
- شاهد..المستوطنين يقتحمون الأقصى في ثالث أيام عيد -الفصح اليه ...
- الأردن يدين سماح شرطة الاحتلال الإسرائيلي للمستوطنين باقتحام ...
- طلاب يهود بجامعة كولومبيا: مظاهرات دعم فلسطين ليست معادية لل ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أشرف عبد القادر - الجنة لنا جميعاً