أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - أشرف عبد القادر - اختطاف لفتاتين أم اختطاف لمصر؟














المزيد.....

اختطاف لفتاتين أم اختطاف لمصر؟


أشرف عبد القادر

الحوار المتمدن-العدد: 1412 - 2005 / 12 / 27 - 15:48
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


شاهدت على قناة "دريم" في برنامج "الحقيقة" مأساة منال الأم المسيحية التي اختفت ابنتاها القاصرتان ماريان 15 عام وكريستين 16 عام ونصف منذ عامين، وقد أبلغت "منال" كل الجهات المختصة، ولكن لآن الأمن المصري متخونج فلم يساعدها على معرفة مصير ابنتيها، وبعد أن يأست الأم من إمكانية العثور على طفلتيها عرضت مشكلتها في فضائية "دريم" وبعد الحلقة اتصل السيد الرئيس محمد حسن مبارك بقلبه الكبير وكأب لكل المصريين بمقدم البرنامج وكذلك بوزير الداخلية لمعرفة مصير هاتين البنتين. لم تعد القاصرتان ماريان وكريستين من مدرستهما فذهبت الأم إلى المدرسة للاستفسار عنهما فأبلغوها بأن ابنتيها لم يحضرا إلى المدرسة، فأبلغت الأمن عن غياب طفلتيها ولكن لا مجيب، وبمجرد عرض القضية في الفضائية واتصال السيد الرئيس بوزير الداخلية تحرك الأمن ليقول لنا بأنه عثر على الفتاتين بقدرة قادر في 24 ساعة وكأنه كان لا يعلم مكانهما. من حكاية الأم نفهم أن هناك شابين فقيرين قد اختفيا أيضاً من القرية في نفس اليوم الذي اختفت فيه القاصرتان مما يؤكد خطفهما لبنتيها، لنعرف من خلال تقرير الأمن أنهما قد تزوجتا الشابين و انهما قد دخلا في الإسلام وأن لهما أولاد. والسؤال الآن الذي تسأله الأم ومعها الحق: كيف يمكن تزويج قاصر دون ولي أمر، وإذا كانا قد تزوجا فمن هو ولي أمرهما؟ وكيف يعقد المأذون زواج قاصرتين ممنوعاً قانونياً؟ . والدليل على أن الحادث مدبر هو أنه قد تم طبع قرص مدملج الـCD مسجل عليه بالصوت والصورة حديث للفتاتين وهما متحجبتان وتم توزيعه في انحاء الجمهورية، وكذلك نشر صورة للفتاتين وهما بالحجاب في الميادين والأماكن العامة، فكيف تمكن الشابان الفقيران من طبع ونسخ كل هذه الأعداد من الأقراص المدملجة وتوزيعها إن لم تكن هناك جهة ما تقف وراءهما مؤلف هذا الفيلم المكلف ولا شك في وضع المصريين الاقتصادي البائس بل واليائس؟!.
وسؤالي الآن لكل أب مسلم ذا ضمير حي لم يلوثه الفكر المتأسلم: كيف سيكون حالك إذا اختطف أحد المسلمين - ولن أقول المسيحيين – إحدى بناتك القاصرات وتزوج بها دون علمك؟ لا شك أنه لا الإسلام ولا الأعراف ولا المواثيق الدولية ولا التقاليد تجيز ذلك، فلماذا نرفض ذلك لنا كمسلمين ونقبله لإخواننا في الله والوطن الأقباط؟ لماذا جعلنا من الأقباط أعداء لنا نعتدي عليهم وعلى أموالهم وأملاكهم باعتبارها غنيمة لنا، ونختطف نساءهم كأنها سبايا، أي غنائم حرب؟، منذ أن ظهرت جماعة الإخوان المتأسلمين على الساحة السياسية والإجتماعية انقلبت كثير من عادات المصرين وتدهورت أكثر من وقت مضى علاقاتهم بإخوانهم الأقباط، حيث سادت روح التعصب وكراهية الآخر المغاير،بالنسبة للإخوان المتأسلمين وعملائهم في الأمن مشاكل مصر تنحصر في أسلمة الأقباط كرهاً أو إعادتهم إلى أهل ذمة يدفعون الجزية كما طالب بذلك مرشدهم السابق مصطفي مشهور،وذلك على حساب مشكلتنا الأساسية الآخذة بأعناقنا مسلمين وأقباط، التي هي الزيادة السكانية التي تلتهم الأخضر واليابس،وكذلك القضاء على الأمية التي تبلغ نسبتها 45% من الشعب المصري وخاصة بين النساء، مشكلتنا الأساسية هي في القضاء على البطالة حتى لا يقع شبابنا العاطل والجاهل والمكبوت جنسياً بين براثن إخوان الشياطين الذين يغسلون أدمغتهم بفقه وفكر القرون الوسطي للمودودي وسيد قطب وحسن البنا وبن لادن والقرضاوي والغنوشي .... وغيرهم من فقهاء الإرهاب .
ماذا كسبنا ؟ وماذا خسرنا؟ ومن يقف وراء هذه الجريمة؟
هذا الاختطاف لقاصرتين لم تكسب منه مصر إلا تعميق الهوة بين عنصري الأمة المصرية المسلمين والأقباط، أما الخسارة الأكبر فهي تشويه سمعة مصر ، مصر الحضارة والأهرامات، مصر التسامح والمحبة والإخاء التي أضحت بفعل المتأسلمين مصر التعصب وكراهية الآخر، واختطاف القبطيات وإجبارهن على التأسلم. هذه الأفعال الإجرامية لا يقرها عقل ولا دين ولا المواثيق الدولية، هذه الأفعال تتناقض مع روح العصر الذي نعيشه، عصر حقوق الإنسان وحقوق الأقليات الدينية والمدنية، وحقوق المرأة ومساواتها بالرجل في الحقوق والواجبات، ومساواة المسلم بغير المسلم، عصر حرية الضمير كما أقرها الإسلام بقوله:"من شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر" يفسر الإمام محمد عبده هذه الآية بقوله"من شاء الدخول فيه [الإسلام] فليدخل، ومن شاء الخروج منه فليخرج"، وهذا يتفق مع حرية الضمير في الإعلان العالمي لحقوق الإنسان.
أسأل المتأسلم محمد العوا المعادي للأقباط والذي طالب البابا بالاعتذار لمسلمي مصر والعالم عن رواية كنيسة الاسكندرية: لماذا لا ترفع قلمك اليوم لتدين اختطاف قاصرتين قبطيتين وتطالب بإعادتهما لطائفتهما؟ أعرف انك لن تفعل . بل إنه لو اعادتهما الحكومة لأقمت عليها الدنيا وأقعدتها ... لأن الحكومة أنقصت عدد المسلمين، المليار و300 مليون، فتاتين قاصرتين دخلتا خداعاً أو ادخلت إليه كرهاً... لقد عدتم بنا – لا بارك الله فيكم - إلى قانون الغاب وفقه القرون الوسطي.
أما منال أم الفتاتين فقلبي وقلب رئيس الجمهورية وقلب كل مسلم شريف لم يتلوث ضميره بجرثومة التأسلم معك، حتى تعود ماريان وكريستين لحضنك الدافئ فلنصلي جميعاً للرب أن يعيدهما إليك.
[email protected]



#أشرف_عبد_القادر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حاكموا بشار الأسد
- المسجد أولاً أم الكنيسة؟!
- بعد القمني والأخضر جاء دور لكحل
- مازال الأقباط يرزحون تحت عهد عمر
- للأقباط كل الحق في بناء كنائسهم
- نداء للقمة الإسلامية بمكة المكرمة اطردوا من الإسلام الإرهابي ...
- متى المساواة بين المصريين في دور العبادة؟ رسالة مفتوحة إلى ا ...
- رسالة مفتوحة لأحمد أبو الغيط لا تكن محامي الجلاد السوري
- رسالة مفتوحة للرئيس مبارك: ادخلوا التاريخ من أوسع أبوابه
- العلمانية ضد الدولة الدينية
- يجب عزل بشار الأسد
- وزارة الزراعة تغتال الشعب المصري
- تعليق على منع المستشار العشماوي من -الراية- القطرية
- رسالة مفتوحة إلى سعد الحريري إذاعة الشرق أم إذاعة حزب الله و ...
- مرة أخرى: رداًعلى الردود على مقالي هل العفيف الأخضر هو مؤلف ...
- رسالة مفتوحة للرئيس بو تفليقه
- تعقيباً على الردود على مقالي هل العفيف الأخضر مؤلف المجهول ف ...
- من هو مؤلف -المجهول في حياة الرسول-؟
- هل العفيف الأخضر هو مؤلف المجهول في حياة الرسول؟
- هل ينتظر مصر نهر من الدموع والدماء ؟!


المزيد.....




- تبدو مثل القطن ولكن تقفز عند لمسها.. ما هذه الكائنات التي أد ...
- -مقيد بالسرية-: هذا الحبر لا يُمحى بأكبر انتخابات في العالم ...
- ظل عالقًا لـ4 أيام.. شاهد لحظة إنقاذ حصان حاصرته مياه الفيضا ...
- رئيس الإمارات وعبدالله بن زايد يبحثان مع وزير خارجية تركيا ت ...
- في خطوة متوقعة.. بوتين يعيد تعيين ميشوستين رئيسًا للوزراء في ...
- طلاب روس يطورون سمادا عضويا يقلل من انبعاث الغازات الدفيئة
- مستشار سابق في البنتاغون: -الناتو- أضعف من أي وقت مضى
- أمريكية تقتل زوجها وأختها قبل أن يصفّيها شقيقها في تبادل لإط ...
- ما مصير شراكة السنغال مع فرنسا؟
- لوموند: هل الهجوم على معبر رفح لعبة دبلوماسية ثلاثية؟


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - أشرف عبد القادر - اختطاف لفتاتين أم اختطاف لمصر؟