أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أشرف عبد القادر - المسجد أولاً أم الكنيسة؟!














المزيد.....

المسجد أولاً أم الكنيسة؟!


أشرف عبد القادر

الحوار المتمدن-العدد: 1406 - 2005 / 12 / 21 - 10:48
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


لي أختان واحدة متزجة في قرية سدود بمحافظة المنوفية، وعندما ذهبت لزيارتها وجدت أهالي القرية قد بنوا جامعاً قبل الكنيسة بحوالي مائة متر، وعندما سألت زوج اختي عن سبب بناء هذا الجامع الجديد أجابني: حتى لا يكون أول ما يلاقيه الزائر للقرية كنيسة، من أجل ذلك بنينا هذا الجامع. ونفس الشيء قاله لي زوج أختي الثانية التي تسكن في مدينة السويس في الصيف الماضي: أنظر إلى هذا الجامع ، فلقد بنيناه خصيصاً ليسبق الكنيسة، وتبرع الأهالي بنفقاته كلها. فتعجبت وقلت وما الغضاضة في أن تكون الكنيسة في مدخل أي بلد وأن تكون أول ما يلقاه الزائر. أليست هي بيتاً للعبادة؟ ألم يعترف قرآننا ورسولنا بالمسيحية؟.
من المسئول عن هذا التعصب وهذه الكراهية؟
أولاً التعليم الذي يعتبر أول وأهم أداة تسلل إليها الإخوان المتأسلمون بدهاء لزرع بذور التعصب في رؤوس صغارنا منذ نعومة أظفارهم، فيعلموهم ألف باء اللغة هكذا: أمام حرف اللام يضعون كلمة: لحيه، وأمام حرف الحاء يضعون كملة: حجاب، وأمام حرف العين يضعون له: علم السعودية لأن مكتوب عليه " لا إلاه إلا الله محمد رسول الله". مع أن الطفل مصري ويدرس في مصر. هذا هو الإختراق الذي تمكن منه إخوان الشياطين في التعليم المصري، وأذكر أن احدى مدرسات الفلسفة قالت لتلميذاتها في الفصل الدراسي: المسيحيات سيدخلن النار، والمسلمات غير المحجبات سيعلقن من شعورهن يوم القيامة عقاباً لسفورهن. هذه عينة من تعليمنا الذي يغسلون به أدمغة صغارنا منذ الصغر لنتباكي عندما يكبرون عن تعصبهم أو إرهابهم ، ونسينا اننا نحصد مازرعنا. ناهيك عن التعليم الديني الأزهري الذي يدّّرس فقه وأحكام القرون الوسطي الذي مازال يعتبر الأقباط أهل ذمة. فلن نقضي على جذور التعصب الديني إذا لم نصلح مناهج تعليمنا وخاصة تعليمنا الديني والأزهري وأن نطعمه بعلوم الحداثة التي تفتح وعي الناشئة على فلسفة التسامح وقبول الأخر المغاير، كمساوي لهم في الحقوق والواجبات.
ثانياً الإعلام السمعي والبصري، الذي يدخل بيوتنا جميعاً ويستمع له ويشاهده كل أفراد الأسرة، ولا ننسي كيف سيطر المتأسلمون على الإذاعة المصرية وكذلك التليفزيون المصري الذي يقلل من شأن الديانات الأخري بل ويسخر منها ومن عاداتها وطقوسها عبر الأحاديث واللقاءات، وكيف ننسي الشيخ الشعرواي الذي صنعوا منه نجماً تليفزيونياً وسيطر على التلفزيون المصري لمدة عشرين عاماً كفر فيها من طرف خفي الآخر المغاير أثناء شرحه لآية "إن الدين عند الله الإسلام" مستغلاً تمكنه من اللغة العربية وحركاته البهلوانية في إقناع الجالسين أمامه بما يريد قوله. فنحن بحاجة إلى شيوخ معتدلين فاهمين لدينهم وروح دينهم، ولضرورة التسامح والتعايش السلمي بين عنصري الأمة المصرية:المسلمين والأقباط، متفهمين لنصوص القرآن لمعرفة معانيها الخفية لا يقفون أمام ظاهر النصوص صماً وعمياناً، شيوخ مدركون لروح عصرنا ومتطلبات الحقبة، عصر حقوق الإنسان والأقليات، عصر المساواة بين الرجل والمرأة، والمسلم وغير المسلم، شيوخ مسلحون بعلوم الحداثة وفلسفة الأنوار والاعتراف بكل المبادئ والقوانين الدولية المعترف بها عالمياً والتي وقعت عليها مصر وبقي عليها أن تحترم توقيعها.
ثالثاً الخطاب الديني، فليس خفي على أحد خطب الجمعة وما يقوله الخطباء المتأسلمون علناً وعبر الميكروفونات، فهم يكفرون الأقباط واليهود علناً ويدعونهم بأبناء القردة والخنازير، والعجيب أن الحكومة تري وتسمع ولا تفعل شيئاً، وأين الأزهر الذي يجب أن يكون رقيباً على كل ما يتفوه به احد أتباعه؟ لماذا لا تكون هناك رقابة صارمة على الخطاب الديني الذي يشحن المصلين بالكراهية والتعصب لأصحاب الديانات الأخرى كل يوم جمعة في جوامع مصر المحروسة، وما أكثرها، أذكر أنني كنت أصلي الجمعة في أحد جوامع الإسكندرية فإذا بالخطيب يخرج ورقة جرنال من جيبه ويقرأها على المصلين ، ثم ينهال سباً ولعناً على الغرب الكافر وعلى المسحيين واليهود الكفرة أبناء القردة والخانزير، هذه الخطب هي قنابل موقوتة يفجرها الأئمة المتأسلمون في شعب مصر، فيخرج المصلون من خطب الجمعة وهم مستعدون لقتل وقتال غير المسلم الكافر (اليهودي والمسيحي)،وهذا أحد أهم أسباب المجازر التي يتعرض لها إخواننا في الله والوطن الأقباط، بتأثير الخطاب الديني المتعصب والمتشنج الذي يعتبر نفسه أنه الدين الوحيد الحق وما عداه باطلا.
في اليوم الذي سنغير فيه مناهجنا التعليمية، وخاصة الدينية، وكذلك عندما نغير إعلامنا السمعي والبصري، وكذلك خطابنا الديني وندعمه بقيم وعلوم الحداثة الكونية، التي تساوي بين كل البشر على اختلاف ألوانهم واثنياتهم، في اليوم الذي سنعتبر فيه حقوق الإنسان ، والمساواة بين المرأة والرجل، والمسلم وغير المسلم من صميم الإسلام، ساعتها سوف لا يكون هناك فرق بين أن يكون مدخل القرية جامعاً أو كنيسة.
[email protected]



#أشرف_عبد_القادر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بعد القمني والأخضر جاء دور لكحل
- مازال الأقباط يرزحون تحت عهد عمر
- للأقباط كل الحق في بناء كنائسهم
- نداء للقمة الإسلامية بمكة المكرمة اطردوا من الإسلام الإرهابي ...
- متى المساواة بين المصريين في دور العبادة؟ رسالة مفتوحة إلى ا ...
- رسالة مفتوحة لأحمد أبو الغيط لا تكن محامي الجلاد السوري
- رسالة مفتوحة للرئيس مبارك: ادخلوا التاريخ من أوسع أبوابه
- العلمانية ضد الدولة الدينية
- يجب عزل بشار الأسد
- وزارة الزراعة تغتال الشعب المصري
- تعليق على منع المستشار العشماوي من -الراية- القطرية
- رسالة مفتوحة إلى سعد الحريري إذاعة الشرق أم إذاعة حزب الله و ...
- مرة أخرى: رداًعلى الردود على مقالي هل العفيف الأخضر هو مؤلف ...
- رسالة مفتوحة للرئيس بو تفليقه
- تعقيباً على الردود على مقالي هل العفيف الأخضر مؤلف المجهول ف ...
- من هو مؤلف -المجهول في حياة الرسول-؟
- هل العفيف الأخضر هو مؤلف المجهول في حياة الرسول؟
- هل ينتظر مصر نهر من الدموع والدماء ؟!
- تعقيباً على مقال د. محمد عبد المطلب الهوني: محنة العفيف ومسئ ...
- رسالة إلي شباب - النهضة- لا تقفوا موقف الشيطان الأخرس


المزيد.....




- تونس.. وزير الشؤون الدينية يقرر إطلاق اسم -غزة- على جامع بكل ...
- “toyor al janah” استقبل الآن التردد الجديد لقناة طيور الجنة ...
- فريق سيف الإسلام القذافي السياسي: نستغرب صمت السفارات الغربي ...
- المقاومة الإسلامية في لبنان تستهدف مواقع العدو وتحقق إصابات ...
- “العيال الفرحة مش سايعاهم” .. تردد قناة طيور الجنة الجديد بج ...
- الأوقاف الإسلامية في فلسطين: 219 مستوطنا اقتحموا المسجد الأق ...
- أول أيام -الفصح اليهودي-.. القدس ثكنة عسكرية ومستوطنون يقتحم ...
- رغم تملقها اللوبي اليهودي.. رئيسة جامعة كولومبيا مطالبة بالا ...
- مستوطنون يقتحمون باحات الأقصى بأول أيام عيد الفصح اليهودي
- مصادر فلسطينية: مستعمرون يقتحمون المسجد الأقصى في أول أيام ع ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أشرف عبد القادر - المسجد أولاً أم الكنيسة؟!