أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - حسين الرواني - 30 عاما من الصوت














المزيد.....

30 عاما من الصوت


حسين الرواني

الحوار المتمدن-العدد: 5866 - 2018 / 5 / 7 - 23:53
المحور: سيرة ذاتية
    


كنت جالسا على حاسبتي، شغلت موسيقى، اشتهيت التدخين، قمت ادخن خارج القاعة، عندما نزعت سماعات الحاسبة من اذني، ظلت الموسيقى تشتغل في ذهني.
اكملت التدخين وعدت، رفعت السماعات ووضعتها في اذني، كانت الموسيقى في يوتيوب، تشتغل عند نفس النغمة التي وصلت اليها الموسيقى التي في ذهني.
علاقتي بالموسيقى غريبة جدا، من دون كل حواسي الاخرى، حاسة السمع لديّ شديدة.
الصوتيات بالنسبة إليّ، أداة ربط قوية جدا، فعندما اسمع موسيقى معينة في مكان معين، مع اشخاص معينين، في ظروف معينة، تظل هذه الاغنية او الموسيقى مقترنة في ذهني بشخص، بمكان، بظروف.
أسمعني اغنية (يسنين عمري) لحسين الجسمي، سأنتقل بكل وجودي وخاطري إلى عام 2006، الطائفية، والسادس، والتشرد بين الارصفة ومنازل الاقرباء والاصدقاء، وسجائر دافيدوف، ودهن الشعر، وعطر دنهل.
اسمعني كونسيرت منير بشير (من الراغا إلى المقام)، ستنقلني إلى عام 2015 بكل تفاصيله، اسمعني اغاني ابراهيم تاتلس، ستنقلني إلى السليمانية في عام 2011، والمسطر وخلفات البياض وفنادق الدرجة الخامسة.
اسمعني قرآنا بصوت الحافظ اسماعيل، ستنقلني إلى عام 1999، حيث السادس الابتدائي، وجمال العيش في الطابق الثاني، في شهداء العبيدي.
الصوت، بالنسبة لي، هو رابط، لنك، شديد الصلة بكل ما حوله، لا تشغل حاسة الشم من ذاكرتي هذا المقدار، ولا البصر، ولا اللمس، مكتبتي الصوتية المحفوظة في ذهني تمتد 30 عاما بالكمال والتمام، ستكون بالكمال والتمام بحلول صبح غد.
المسموع لا يذكرني بالأشخاص فقط، او بالاماكن، انه يذكرني بنوع مشاعري في تلك اللحظة ايضا، يذكرني بالاجواء النفسية والعقلية التي كنت فيها في تلك اللحظة، الصوت بالنسبة لي بكج BCG كامل، يحتوي على الصور المقترنة بالصوت، والمواقف، وكلمات الاشخاص، وظروفي النفسية الداخلية ايضا.
يتكون الانسان من شيئين، داخل، وخارج، والصوت يرتبط بكل تفاصيلي الداخلية والخارجية.
قرأت عن الصوت كثيرا، وتعلمت ايضا بعض الاته الموسيقية، لكن، وجدت ان الاستمتاع بالصوت، بقراءة المعنى الموجود في الصوت، اجمل بكثير من فلسفة الصوت، وادخاله في دائرة المبحوث، اعتقد ان الصوت يجب ان يبقى في دائرة المحسوس فقط.
هل تعرفون ؟ انكم تستطيعون اضافة معان إلى الصوت، وتستطيعون استذكارها فيما بعد كلما سمعتم الصوت مرة أخرى.
كيف لكونتاتا باخ مثلا، التي تحمل الرقم من 27 إلى 161، ان تحمل لك معاني خاصة بك، معاني تستوحيها انت من حياتك، رغم ان هذا القالب شعري، وما دام شعريا، فهو مرتبط بمعاني كلمات، قد لا تكون ذات صلة بالشعور الذي يمر بك، قد لا تعبر افكار الشعر في هذا العمل عن شيء من حياتك او افكارك او الامك او آمالك ؟
كيف لكونشيرتو منير بشير مثلا، الذي يحمل عنوان (منير بشير وفرقته، مشوار مع العود)، ان يحمل معنى الخروج من الصدمة، والهدوء النفسي الذي يعقب الشعور بالصدمة.
هذا المعنى انت تمنحه للصوت، الصوت لا يحمل معنى محددا بالذات، الصوت مجرد تمام التجرد عن أي معاني، اللهم الا عن المعنى العام، اما تفاصيله فهي عائدة إلى فهمك انت كمتلق، صحيح ان مقام الحجاز كار مثلا حزين في ذاته، لكن تفاصيل هذا الحزن واسبابه تبقى خصوصيات، تختلف باختلاف المستمع، وصحيح ايضا ان مقام الدو مينور فرح بذاته، وأن الحركة الثانية من السيمفونية السابعة لبيتهوفين، مأساوية، ولذيذة بمأساويتها، حتى ان الجمهور كان يطلب من بيتهوفن ان يعزفها لهم قبل السيمفونية، لكن الفرح والمأساوية معاني عامة، تكتسب تفاصيلها وخصوصياتها منك، وهذا سحر الموسيقى.
ولكي لا ننزلق إلى تأويلات عرفانية وفلسفية للموسيقى، وهو الامر الذي جاءت هذه الكلمات حذرة منه منذ البدء، أقول، لا أتذكر شيئا صاحبني طيلة هذه الثلاثين عاما بقرب، كقرب الصوت.



#حسين_الرواني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جلستي السرية في بيت جلادي 3
- المنولوج الاول
- جلستي السرية في بيت جلادي 2
- اربع قصائد ليلية
- جلستي السرية.. في المقاومة
- جلستي السرية في بيت جلادي
- جلستي السرية في العَمَّالة
- مؤامرة ضريبة الدخل الاميركية
- المليون اليتيم
- آدم سميث: نعم، الإنسان آلة
- آدم سميث: ثروة الأمم بعمالها
- حوار في نهاية الطريق
- ما مقدار تخلفنا الاقتصادي ؟
- الايات الاباحية
- العراق .. قضيب العرب
- ما غاب عن العازفين
- انتميلكم
- زعلة خير من تطفل
- 3 تحالفات في 3 عقود
- من المفكرين.. إلى الأرواح المسلحة


المزيد.....




- تحطم الزجاج بجسد سائقها.. لحظة اصطدام دراجة رباعية مسرعة بسي ...
- -ثاني أخطر طريق بالعالم-.. مشاهد مخيفة لمغامر يصعد -طريق الم ...
- الدفاع المدني بغزة: مقتل 29 شخصا وإصابة 25 في غارات إسرائيلي ...
- الجيش الإسرائيلي: نهدف لتفكيك -حماس- في رفح.. وعملية الإجلاء ...
- مدفيديف يوضح الهدف المباشر من إجراء تدريبات على استخدام الأس ...
- -الغارديان-: إسرائيل استخدمت سلاحا أمريكيا بغارة قتلت 7 عامل ...
- بوتين يأمر بإجراء -مناورات نووية- بمشاركة قوات منتشرة قرب أو ...
- بعد أيام من الهدوء النسبي، عودة التصعيد بين حزب الله وإسرائي ...
- الجيش الإسرائيلي يبدأ إجلاء 100 ألف غزّي من رفح في عملية -مح ...
- الجيش الإسرائيلي يدعو إلى -إخلاء فوري- في رفح وعائلات بدأت ا ...


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - حسين الرواني - 30 عاما من الصوت