أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - أيمن غالى - حكاية إبن الفرطوس المصرى














المزيد.....

حكاية إبن الفرطوس المصرى


أيمن غالى

الحوار المتمدن-العدد: 5845 - 2018 / 4 / 14 - 03:38
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


إبن الفرطوس كلمة تُطلق على من إتسم بالحيطة و الحذر و المكر و خاصة فى صعيد مصر .. إيه بقى حكاية إبن الفرطوس دى ؟
حسب النظام الذى كان معمولاً به فى جمع الجزية من أقباط مصر؛ كان يتم إستدعاء كبار القِبط, و فرض قيمة الجزية العامة عليهم, و يتم تقسيمها عليهم لدفعها نيابة عن ذويهم أو شريحة من الشعب القبطى, و عليهم بدورهم جمعها منهم أو دفعها عنهم أو تروح عليهم, و فى الغالب إنها كانت بتروح عليهم لفقر العامة الشديد حينها ..
و فى سنة 1813 فرض محمد على مبلغ 15000 كيس** من السكوينات على الأقباط العاملين فى المجال المالى " 18000 جنيه إسترلينى " و قام بتقسيم المبلغ عليهم و كان من نصيب أحدهم - المعلم فلتوس* - 1200 كيس؛ و لكنه إدعى الفقر, و عدم قدرته على دفع سوى 200 كيس بعد مفاوضات كثيرة, فأمر محمد على بجلده حتى يدفع و بعد جلده 500 جلدة و وسط قسمه بعدم قدرته للدفع و إشرافه على الموت؛ وافق محمد على على العفو عنه و قبول الـ 200 كيس, و لكن إبنه إبراهيم باشا أقنع أبوه بإستكمال جلده لأنه غير مصدقاً لفقره؛ و بعد زيادة الجلدات إلى 800 وافق فلتوس على دفع المبلغ, و بعدها ذهب مندوبى محمد على و عُمال إلى بيت فلتوس و الذى نزل بهم إلى مرحاض ( كنيف ), و كان يخفى أمواله فى صندوقين من الحديد داخل حفرة - مسدودة بحجر كبير - على شكل ممر يحوى كوة مقنطرة كان بهم 2000 كيس, أخذوا ما تم فرضه عليه و تركوا له الباقى, و بعدها بـ 3 أشهر مات فلتوس حزنا على ماله لا بسبب الـ 800 جلدة ..
و بعد وفاة فلتوس ذهب رجال الباشا للتنقيب عن باقى أمواله لنهبها؛ فلم يعثروا عليها فى مكانها؛ فقد أخفاها ثانية فلتوس و هو يحتضر فى مكان لم يعلمه أحد ..
و كان الإبداع فى وسائل إخفاء الأموال من الحكام هو المعتاد و المتبع من ذوى الأموال من التجار و الصيارفة؛ حتى لا يسطوا عليها كما كان متبعاً من العامة أو من القائمين على الحكم فى أن يخفى صاحب المال أمواله و أن يتظاهر بالفقر فى ملبسه و مسكنه البسيط ..
و ورث نفس الطريقة يهود مصر - و التى ورثوها عن أجدادهم لأنهم كانوا تحت نفس النير الذى كان للأقباط لتطبيق نظام أهل الذمة عليهم - حتى لا يثيروا حسد الناس و لا اللصوص لسرقتهم ..
و من عصر فلتوس و الذى تحرف إسمه إلى فرطوس, و تم إطلاق لقب إبن الفرطوس على كل من إتسم بالمكر و الحذر و الحيطة الشديدة ..
و كل ما تسيمعوا كلمة إبن الفرطوس إبقوا إفتكروا الراجل إللى مات بحسرته على شقى و تحويشة عمره ..

- بتصرف عن كتاب " المجتمع المصرى تحت الحكم العثمانى " ميكل ونتر, ترجمة إبراهيم محمد إبراهيم, إصدار الهيئة المصرية العامة للكتاب 2001, ص15, 16
- حسب إحصائية عدد الأقباط كما أوردها إدوارد وليم لين فى كتابه " عادات المصريين المحدثين و شمائلهم " سنة 1835, كانوا 150 ألف, و لن يختلف العدد كثيرا عنه فى سنة 1813 و هذا لتقريب قيمة الجزية المفروضه على الأقباط حينها
* فَلتُوس هو إسم مشتق من الإسم اليونانى فَلتَاؤس و منها أيضا فَلتَس
** كيس السكوينات بيساوى 5 جنيه مصرى حسب تقدير الأمير عمر طوسون فى كتابه مالية مصر فى سنة 1921م, و احنا عارفين إن الجنيه الدهب ( 5240 جنيهاً حالياً ) كان بيساوى 96 قرش مصرى .. يعنى الكيس كان بيساوى حوالى 26200 ج مصرى تقريباً بسعر النهاردة ..



#أيمن_غالى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إنسف حمامك القديم
- عودة قوم عاد
- الحمار له خمس رجلين و جناحين و بيطير
- إللى تؤمر بيه طال عمرك
- مصر مش قرعة علشان تتباهى بشعر حد
- إيه قلة الأدب دى ؟!
- وجوب فعل الشرشحة
- حصة كيمياء حرارية
- صفحة من تاريخ الضرب على القفا فى مصر المحروسة
- اللغة العربية من أفقر اللغات العالمية
- هذا ما جَنَاهُ علىَّ سيبويه و ما جَنَيّتُهُ على أحد
- الكيمياء علم المصريين
- سعيدة مبارك و حنكور المِفَشْ
- مصر القديمة كان إسمها كيمى مش كيميت
- ما بين الشرائع السماوية و الأرضية و الحداثة
- المصريين و أعيادهم الكثيرة
- أنا و إنجيل بوذا
- نتمنى حياة الجاهلية المتسامحة
- ميرى كريسماس .. و سلامتها أم حسن
- ما بين اللامؤاخذة و إسم الله على مقامك


المزيد.....




- منظمة المطبخ المركزي العالمي تستأنف عملها في غزة بعد مقتل سب ...
- استمرار الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين في الجامعات الأميركية ...
- بلينكن ناقش محادثات السلام مع زعيمي أرمينيا وأذربيجان
- الجيش الأميركي -يشتبك- مع 5 طائرات مسيرة فوق البحر الأحمر
- ضرب الأميركيات ودعم الإيرانيات.. بايدن في نسختين وظهور نبوءة ...
- وفد من حماس إلى القاهرة وترقب لنتائج المحادثات بشأن صفقة الت ...
- السعودية.. مطار الملك خالد الدولي يصدر بيانا بشأن حادث طائرة ...
- سيجورنيه: تقدم في المباحثات لتخفيف التوتر بين -حزب الله- وإس ...
- أعاصير قوية تجتاح مناطق بالولايات المتحدة وتسفر عن مقتل خمسة ...
- الحرس الثوري يكشف عن مسيرة جديدة


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - أيمن غالى - حكاية إبن الفرطوس المصرى