أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صبيحة شبر - سأعود بعد ساعة














المزيد.....

سأعود بعد ساعة


صبيحة شبر

الحوار المتمدن-العدد: 1489 - 2006 / 3 / 14 - 11:18
المحور: الادب والفن
    


حلق زوجي ذقنه ، ارتدى ملابسه الجميلة وتعطر ، وخرج قائلا انه سيعود بعد ساعة ، انقبض صدري ، أحسست أن الغرفة تصغر شيئا فشيئا حتى تضيق علي ، لم اطلب مرافقته في الخروج إذ أني اعلم مسبقا انه سيرفض قائلا :
_وهل تعدين علي أنفاسي ؟
رتبت الغرفة ، جمعت الصحون ، غسلتها ، فتحت التلفاز ، رأيت برنامجا سخيفا ، أغمتني مشاهدته ، ثم أغلقت الجهاز، أدرت مفتاح المذياع على مقطوعة موسيقية تعجبني ،رقصت على أنغامها ، عملت فنجان قهوة ، وبعد أن شربته وقرأت الفنجان لنفسي عرفت الأمور التي أتوقعها في حياتي ، نظرت في ساعتي فوجدت أن زوجي قد غاب أكثر من أربع ساعات ، سيطر علي قلق شديد ، وخفت أن زوجي ذهب في زيارة صديقه المريض وكان عند ذلك الصديق رفاق آخرون ، وتحدث الجميع في بعض أمور الساعة وأوضاع الوطن , واختلف معهم زوجي في وجهات النظر وكعادته في كل اختلاف أخذ يضرب رأسه بالحائط ، نظرت إلى زوجي وإذا بالدماء تسيل من رأسه وجبهته ، وأصدقاؤه غارقون في مناقشتهم ، فلا أحد ينجده أو يأخذه إلى الطواريء ، فكرت أن أذهب إلى بيت ذلك الصديق ، لكني لا أعرف أين يقع ، كل ما أعلمه أنه يسكن في شقة تقع خلف مقهى الباليمة الواقعة في شارع محمد الخامس الكائن في الرباط ، زاد قلقي وتضاعف ، توقعت أن يتصل بي أحدهم ويخبرني عن الحدث الأليم ، جلست قرب الهاتف ، لكن خوفي المشتد لم يدعني أستطيع الجلوس ، فوقفت قرب الجهاز انظر إليه بجزع متوقعة أن يرأف لحالتي وينقل إلي النبأ الحزين ، طال انتظاري ، ذهبت إلى الشرفة ، عل أحدهم يأتي بسيارته ويراني ، كنت اطل من الشرفة ناظرة الى جميع الجهات ، آملة أن تأتي السيارة ، وفيها أحد الأصدقاء لأخباري ، ولكن دون جدوى ، كان أحد المتطفلين يطيل النظر إلي ، فالتفت إليه فغمز فلجأت إلى داخل الغرفة ، فكرت في الخروج من الشقة والوقوف أمام العمارة ، فطال وقوفي دون طائل ، خشيت أن يكون الهاتف قد رن أخيرا ، وان وجودي بالخارج قد يحرمني من سماع النداء ، فصعدت مرة أخرى
ألحت علي الفكرة من جديد ، استولى علي باعث قوي أن أقف في الشرفة لعل أحدا يخبرني بما حدث ، الرجل المتطفل ما زال في مكانه ينظر إلي بلا حياء ، اضطررت إلى الدخول ، توسلت إلى الهاتف أن يرن ولكن عبثا يبدو انه غادر الحياة فلم يعد يشعر بمعاناتي ، فكرت من جديد وعاودتني الفكرة السابقة بأن أذهب إلى منزل الصديق ، ولكن كيف ؟ راودتني فكرة جديدة وجدتها جديرة بالتطبيق ، وهي أن أذهب إلى مقهى الباليمة وأعرج على الشارع الواقع خلفها ، وهناك أعثر على المنزل
خرجت من الشقة وأنا أسرع الخطا ، لحقني الرجل ، ضحكت إحدى العجائز وكانت تسير بالقرب مني ، خفت أن يعود زوجي مهشم الرأس معصوب الجبين والعينين خلال خروجي ويجد الباب مقفلا ، عدت أدراجي ، عاد الرجل ظنا أن عودتي من أجله ، أسرعت صاعدة إلى شقتي ، وضعت المفتاح في القفل ، وانا لا أقوى على الوقوف ، أقفلت الباب على نفسي وقلقي قد بلغ أوجه ، بقيت أتنقل بين الشرفة والهاتف حتى عطف علي أخيرا ورأف بحالي
- الو سهام أنا في منزل احمد صحبة أصدقائي سأتناول كأسا آخر وأعود



صبيحة شبر



#صبيحة_شبر (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مع سبق الاصرار والترصد
- المجتمع وقضية المراة
- بعيدا عن الانتحار
- استغاثة : قصة قصيرة
- ماذا فعلوا باينائنا ؟
- اليكم عنا ايها المسلحون
- التربية والتعليم بين زمنين
- اهدي نفسي باقة ورد
- هل تغير الحال ؟
- امراض في بلادي
- شعور عارض
- ايها المعدمون : ضاعت أحلامكم
- حرية النساء
- لماذا لا يحترم الرجل العربي المرأة ؟
- حياة
- مفهوم جديد في الزواج
- المعلم : قصة قصيرة
- تحية الى العام الجديد
- يوم في حياة امرأة
- مقابر


المزيد.....




- حرارة الأحداث.. حين يصبح الصيف بطلا صامتا في الأفلام
- -بردة النبي- رحلة كتاب روائي في عقل إيران الثورة
- تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك 2025 بتحديثه الجديد على النايل ...
- قصة الرجل الذي بث الحياة في أوليفر تويست وديفيد كوبرفيلد
- وزيرة الثقافة الروسية: زاخار بريليبين مرشح لإدارة مسرح الدرا ...
- “وأخيرا بعد طول انتظار” موعد عرض مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 1 ...
- وزير الثقافة والاتصال الموريتاني يوضّح موقف نواكشوط من من مق ...
- جودة خرافية للمباريات.. تعرف على أحدث تردد قناة MBC أكشن 202 ...
- -الدين المعرفي-.. هل يتحول الذكاء الاصطناعي إلى -عكاز- يعيق ...
- هوليود تنبش في أرشيفها.. أجزاء جديدة مرتقبة لأشهر أفلام الأل ...


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صبيحة شبر - سأعود بعد ساعة