أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صبيحة شبر - مع سبق الاصرار والترصد














المزيد.....

مع سبق الاصرار والترصد


صبيحة شبر

الحوار المتمدن-العدد: 1488 - 2006 / 3 / 13 - 10:23
المحور: الادب والفن
    


القاعة مزدحمة ، الملل من الانتظار والترقب يعلو الوجوه ، العيون متلهفة ، متشوقة ، والناس جالسون في أماكنهم ، يتحدثون بهمس ، نادى الحاجب :
- محكمة
وقف الحاضرون ، وأنا الانسانة الخجولة التي لم تعتد الكلام أمام شخصين
صرت أتلعثم ،كيف لي أن أحسن الدفاع عن قضيتي في هذا المكان ؟ وأمام الخضم الهائل من البشر ؟ كيف يتأتى لي إقناعهم بحججي وان ابرهن على صواب أدلتي
وحولي خصوم عنيد ون يشهد لهم بطول الباع بمثل هذه القضايا ؟
أيها القاضي .... أيها السيدات والسادة ، يامن جربتم الغربة ، وذقتم مرارة الوحدة وسهرتم ليالي طوال ، تتساءلون عن مستقبلكم في هذه الحياة ، حيث لا أليف يقف بجانبكم يشد أزركم ولا حبيب يضمك إلى صدره ، فيجلب لكم الدفء
كنت سعيدة يسكنني السرور ، ويكحل عيني الحبور ، وكان يملأ علي حياتي رضا وسلاما ، أستيقظ في الصباح مسرورة على صوته الجميل ، حيث يوقظني بأعزب الألحان ، ما إن يراني أدخل غرفته حتى يتهلل فرحا ، ويرحب بقدومي ، وجسمه كله ينطق بالسعادة ، كنت أعتني بطعامه وشرابه ، أسعى إلى أرقى الأسواق ، كي أبتاع ما يلذ له وما يطيب من أنواع الطعام ، وأسرع إلى الطبيب ، حين تلم به أولى علامات الوعكات ، اهرع إلى أقرب الصيدليات ، وأنفذ تعليمات الطبيب بكل عناية واهتمام ، كم شاركني سهري في ليالي الشتاء الطويلة ، وكم منحني معنى جديدا لحياتي المجدبة ، أجده وحيدا ، فابحث له عن أنثى تشاركه الحياة ، وتجلب الدفء لحياتنا الباردة ، فكانت دنانير الرقيقة الرفيقة لدربه ، يتناجيان معا ، ويبثان بعضهما لواعج القلوب ، ولكن .... لايمكن للفرحة أن تستمر ، ولا للسرور إلا أن يتحول شقاء ، ومن هنا بدأت نكبتي ، إني أيها الرئيس
وأيها الحاضرون الكرام قد جني على حياتي ، وقضي على مبعث سعادتي ، ووئدت فرحتي ، ما إن حدثت جاري بأمر رفيقي حتى اقترح أن يشاركني فرحتي ، وان يقدم الطعام لصديقي ، فوافقت بعد إلحاح ، فانا طيبة أيها الرئيس لااستاثر بالفرحة ،لكن الجاني لم يبال بما يسبب لي من الآلام ..... لهذا أرجو من سيادتكم ان تعاقبوه على عمله الشنيع ، وعلى اقترافه إثما ، مع سبق الإصرار والترصد ، كي يكون عبرة لغيره
القاضي : ماذا تقول أيها المتهم ؟ أبريء أنت أم مذنب ؟
- أنا بريء يا حضرة القاضي ، أنا بريء ياحضرات المستمعين ، كانت هذه السيدة تحدثني عن ضيفها ، وهي مسرورة بجماله يملؤها الفرح بصوته الفريد وغنائه الشجي ، كانت تجلس الساعات الطوال ، تراقب حركاته ، وتستمع إلى طربه ، كانت تجده صديقا حانيا ، يملأ حياتها بهجة ، وأنا مثلها أيها القاضي أرنو إلى الجمال ،استعذب الاصوات الجميلة ، وتطربني حلاوة الألحان ، كنت اجلس والسيدة تراقب الضيف الحالم الحنون ، وزوجته الناعمة ، وهما يتحركان برشاقة ليس لها مثيل ، في السكن الصغير الذي منحتهما إياه جارتي ، أنا أيضا وجدت سعادتي في تلك الصحبة الجميلة ، عرضت عليها يوما أن أساعدها في تقديم الطعام للضيفين الحبيبين ، فوافقت ،فحدث يوما أن سهوت وأنا إنسان ، فنسيت الباب مفتوحا فهرب الضيفان ولم يعودا
- القاضي : هرب الضيفان ؟
- الداعية : نعم سيدي القاضي ، كان ضيفاي بلبلين جميلين صداحين ،عندما فتح لهما الباب طارا معا وتركاني وحدي ، انتظر عودتهما , فلا شك أنهما قد فقدا معالم الطريق



#صبيحة_شبر (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المجتمع وقضية المراة
- بعيدا عن الانتحار
- استغاثة : قصة قصيرة
- ماذا فعلوا باينائنا ؟
- اليكم عنا ايها المسلحون
- التربية والتعليم بين زمنين
- اهدي نفسي باقة ورد
- هل تغير الحال ؟
- امراض في بلادي
- شعور عارض
- ايها المعدمون : ضاعت أحلامكم
- حرية النساء
- لماذا لا يحترم الرجل العربي المرأة ؟
- حياة
- مفهوم جديد في الزواج
- المعلم : قصة قصيرة
- تحية الى العام الجديد
- يوم في حياة امرأة
- مقابر
- كلام في كلام


المزيد.....




- “صناعي – تجاري – زراعي – فندقي” رابط نتيجة الدبلومات الفنية ...
- إبراهيم البيومي غانم: تجديد الفكر لتشريح أزمة التبعية الثقاف ...
- بوابة التعليم الفني.. موعد إعلان نتيجة الدبلومات الفنية 2025 ...
- البندقية وزفاف الملياردير: جيف بيزوس يتزوج لورين سانشيز في ح ...
- شاهد.. الفنانون الإيرانيون يعزفزن سمفونية النصر في ساحة الحر ...
- طلبة التوجيهي يؤدون امتحان -اللغة الإنجليزية-.. مروحة واسعة ...
- “برقم الجلوس والاسم فقط” Link الاستعلام عن نتيجة الدبلومات ا ...
- العراق يواجه خطر اندثار 500 لهجة محلية تعكس تنوعه الثقافي ال ...
- رحيل الفلسطيني محمد لافي.. غياب شاعر الرفض واكتمال -نقوش الو ...
- موعد نزال توبوريا ضد أوليفيرا في فنون القتال المختلطة -يو إف ...


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صبيحة شبر - مع سبق الاصرار والترصد