هاشم عبد الرحمن تكروري
الحوار المتمدن-العدد: 5824 - 2018 / 3 / 23 - 20:03
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
نشأة اﻹله، فرضية منطقية للتطور
لستُ هنا بِمَعرض التعرض للإله، أو نفي وجوده، فأنا مؤمن بوجوده بحكم الضرورة العقلية الموجبة لذلك، لكني هنا أعرض فرضية قد تحمل نصيبها من الصحة؛ غير المُدلل عليها ببرهان أو آثارة من علم، فالنفي فيها كالإثبات تماماً، فهذا الأمر لم يجري عليه قياس، ولم يروضه عقل بشر، فهذا الأمر اقتضى التنويه مني والإخبار، ومن هنا أبدأ فرضيتي، فنحن أمام أفكار علمية تتبلور كفرضيات أولية تقول أن الكون نشأ من العدم، وهذا الطرح جعل من مؤيدو الأديان يؤكدون أن مصدره من عند الله؛ لقول الإله أن النشأة مقرونة لديه بالكلمة أو بكن فيكون، ومن الجانب الآخر يرى بعض العلماء أن هذا الطرح يؤكد وجهة نظرهم من أن الكون ابن للعدم، ومن الطروحات الحديثة لفيزياء الكون أن العدم ليس هو الفراغ المطلق؛ وإنما صورة من صورة المادة المجهولة لدينا، والأفكار حول هذا الموضوع بمجملها ما زالت رهينة فروض تنتظر الاختبار؛ أو حسابات رياضية لم تكتمل بعد، فالقول أن الكون وليد شرارة حصلت صدفة أدت فيما أدت إلى نشأة الكون من مادة العدم فيما يعرف بطاقة كازمير أو إزاحة لامبدا، ومن ثم أخذت تتبلور المادة المعروفة لدينا، ممزوجة بالوعي الكوني باعتباره إحدى النواتج عن هذه العملية، وإذا ما ذهبنا خلف ستارة الميتافيزياء بالقدرة العقلية المتاحة لنا، لن نذهب أبعد من القول بأن هناك قوة فائقة تقف وراء هذا المسرح العظيم، لكن نفس هذه القدرة العقلية بدأت تذهب اتجاه ما ذهب إليه الإله باعتباره من الصفات الخاصة به في إيجاد الشيء من العدم؛ وذلك بالقول أن الكون أوجد نفسه من العدم، وفيما بعد أصبح هناك اندماج بين تشكيلات المادة الأولية؛ منتجة لنا أطوار الحياة الأولية التي امتازت في البساطة في بدايتها؛ إذ أصبحت تمتاز بالتعقيد التدريجي نتيجة دخول المادة في أطوار جديدة مُوجدة الفكر المدرك لذاته؛ المصطلح على تسميته بالعقل، الذي أصبح يسيطر بالتدريج على مجريات الأحداث الكبرى، ونأتي للقول بأن بما قاله الفلاسفة؛ الذين قالوا بوحدة الوجود بالاتحاد ما بين الكون والإله، أو بحلول الإله في الكون، ولكن مع تعديل افترضناه هنا؛ والذي يفترض بأن الإله هو الموجود الأول من العدم والذي امتاز بالوعي الكلي، الذي أتاح له فيما بعد بأن يصبح المحرك الأول لما انبثق منه؛ بإدارته والسيطرة عليه، فهو موجود ؛تم التعرف عليه رياضياً بعد انبثاق المكان وخط الزمان، فيما يعرف بالانفجار العظيم، ومن ثم أصبحت الأمور بيده كموجود أول، إذ امتلك القدرة على التحكم بما هو ناشئ دونه، سواء بالهيئة المادية أو الإمكانات العقلية، والسيطرة عليه، ثم بدأ بعد ذلك بإيجاد المنظومة الحياتية ضمن خطة شاملة يتحكم بها ضمن مجريات الكشف؛ لا الاجبار، وهكذا أصبح الكون مشهد كُتبت شيفرته مُسبقاً، فالصورة واحدة وأجزاؤها متحركة، حتى نهاية المشهد...
#هاشم_عبد_الرحمن_تكروري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟