أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زكي رضا - نوروز بلون الدم وطعم العلقم














المزيد.....

نوروز بلون الدم وطعم العلقم


زكي رضا

الحوار المتمدن-العدد: 5822 - 2018 / 3 / 21 - 08:42
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كل عام وأنتم بخير، كنت أنتظر أن أقولها لعائلتي وأهلي وأصدقائي ونحن نحتفل بالعيد. كنت أود أن أقولها للجبال وهي ترقص على ألسنة لهب النيران التي تعانق سماء كوردستان. كنت أنتظر حفلة ما لأدبك فيها فرحا على أنغام الناي والبزق والشمشال والجوزله وصوت الطبل. كنت أوّد مشاركة الرعاة والفلاحين البسطاء فرحتهم بقدوم النوروز، كنت أود أن أجلس الى شيخ كوردي ذو صوت شجي ليغنّي لي أغنيّة عن ملحمة كورديّة، كنت أوّد أن تغنّي لي فتاة كورديّة طور "هيران" وأحزان الفراق والحب الذي لا يتحقق. كنت أنتظر أن أرى أطفال كوردستان وهم فرحون بملابس العيد، كنت أنتظر أن أرى فتيات كوردستان الجميلات بملابسهنّ الزاهية وهن يرقصن جذلات حول حلقات النار وينظرن الى عيون الشباب ليلتقوا بالغد عند نبع نسي الطغاة تجفيفه. فإذا بعفرين تبدد كل أحلامي بل حوّلتها الى كوابيس مرعبة.

هل لي أن أقول "نورزتان پيروز" والرايّة العثمانية القذرة تدنس مزارع الزيتون في عفرين؟ كيف سأقول لعائلتي "نورزتان پيروز" وألسنة اللهب تتراقص في بيوت وحقول عفرين بدلا عن رقص الجبال على شرارات نيران نوروز؟ هل لي أن أدبك وصوت المدافع وأزيز الطائرات تمزقان سماء عفرين بدلا عن البزق والشمشال والجوزله؟ هل لي أن أقول "نورزتان پيروز" للرعاة والفلاحين البسطاء وهم يتركون أرضهم في عفرين ليتجهوا نحو المجهول؟ هل لي أن أقول "نورزتان پيروز" لأطفال ممزقي الملابس في عفرين؟ هل لي أن أقول "نورزتان پيروز" لفتيات عفرين وهنّ يتواعدن مع أحلامهّن عند المقابر فيها ؟

"نورزتان پيروز" سأقولها لذلك الشيخ الكوردي وهو يزرع فينا نحن الكورد الذين يعادينا كل العالم المتمدن وغير المتمدن أسطورة المقاومة، سأقولها له كونه يذكّرنا بملاحمنا ضد آلات الدمار الفاشّية في مختلف أجزاء كوردستان وفي أزمنة مختلفة.

"نورزتان پيروز" سأقولها لتلك الفتاة الكوردية وهي تغنّي طور "هيران" لأقول لها، إستمرّي بالغناء حتّى يحين وقت اللقاء ووقت الحب وهو قادم لا محالة. "نورزتان پيروز" سأقولها لكل بيت في عفرين، سأقولها لكل مدرسة في عفرين، سأقولها لكل مبنى ولكل حقل ولكل مأذنة. سأقولها للخنادق والسواتر، سأقولها للبنادق وهي تقاوم، سأقولها للأجساد وهي تسقط بنيران الحقد الهمجي. "نورزتان پيروز" سأقولها لجبال ومياه وسماء عفرين التي لوّنها الغزاة بلون الدم، سأقولها لأشجار الزيتون المقدّسة التي أصبحت من أثر النيران بطعم العلقم.

أيّها الكورد البسطاء في كل أجزاء كوردستان، عذرا فلا أستطيع العام هذا أن أقول لكم "نورزتان پيروز"، لكنني سأقولها للساسة الكورد الذي باعوا قضيتكم وهم يقبّلون يد السلطان. سأقولها لهم لأنهم يحتفلون يوميا بالعيد، كون اللصوص يحتفلون بسرقاتهم كل يوم.



#زكي_رضا (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- طاعون فساد الإسلام السياسي سيلتهم ما تبقى من العراق
- ماذا يريد الصدر بحقّ السماء !!
- المجموعات الشيعية وتدمير الدولة الوطنية العراقية في أوّل تجر ...
- السيستاني يبايع الدعوي الفاسد حيدر العبادي
- إيران وإحياء فتوى إبادة الشيوعيين .. لِمَ اليوم !؟
- قراءة في بعض ما جاء بخطاب العبادي أمام مؤتمر -إعمار- العراق
- تحيّة للقائد الظافر .. تحيّة لفهد في يوم الشهيد الشيوعي
- الجيشان العراقي والسوري حطب طموحات ولي الفقيه التوسّعية
- بغداد الأزل بين الهزل والهزل
- عفرين .. أسطورة ونشيد للحريّة
- الشيوعيون وسائرون والإنتخابات ... ما العمل؟
- إن إنتفضت طهران إرتعشت بغداد
- تحذيرات وأمنية بمناسبة حلول السنة الميلادية الجديدة
- قوت الفقراء خط أحمر
- حزب الدعوة يدعو الى الإرهاب
- تاهت طرق تحرير القدس بين عبّادان وكربلاء
- شهرزاد بين المعتمد العبادي وحيدر العبادي
- لا إنتصار على الفساد في ظل المحاصصة
- متى يشرعن البرلمان العراقي قانون تفخيذ الرضيعة والتمتع بها!؟
- سبل عرقنة العراق والحد من تفريسه أيها السيد تيلرسون


المزيد.....




- لندن تحتضن مزادًا لأبرز جامعة للفنون بأوروبا: 250 عملاً فنيا ...
- هل تمهد خطة نتانياهو إلى احتلال كامل قطاع غزة؟
- ترامب يستضيف زعيمي أرمينيا وأذربيجان لتوقيع معاهدة سلام
- انقسام داخل إسرائيل حول خطة السيطرة على قطاع غزة
- قمة تجمع بين أرمينيا وأذربيجان.. دور أمريكي متصاعد في القوقا ...
- السعودية تُعلق على قرار إسرائيل بشأن غزة: -إمعان في الوحشية- ...
- ألمانيا تعلّق صادراتها العسكرية إلى إسرائيل احتجاجاً على خطة ...
- حرائق -أود- تحت السيطرة…فرنسا في حالة تأهب قصوى خوفًا من عود ...
- أحد -غاضب- في اليونان: جماعات مؤيدة لفلسطين تخطط لـ-يوم احتج ...
- حديقة حيوان ألمانية تدافع عن قتل قرود بابون وتلمّح لقتل حيوا ...


المزيد.....

- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زكي رضا - نوروز بلون الدم وطعم العلقم