أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - تميم منصور - صور من جالات التعليم في فلسطين زمن الانتداب -3-















المزيد.....

صور من جالات التعليم في فلسطين زمن الانتداب -3-


تميم منصور

الحوار المتمدن-العدد: 5814 - 2018 / 3 / 13 - 19:28
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



رغم اتباع سلطات الانتداب سياسة الكيل بمكيالين بتفضيل الطلاب اليهود على الطلاب العرب ، خاصة في توفير الميزانيات التي كانت تصرف على الخدمات التعليمية ، وفي حرية القرار والتصرف في الميزانيات والمناهج ، رغم هذه السياسة العنصرية ، إلا أن هذا لم يؤثر على نسبة الطلاب العرب الناجحين فيما عرف باسم امتحانات نهاية المدرسة الثانوية – المترك – التي تخول من يحملون هذه الشهادة العمل في التدريس ، أو دخول الجامعات .
فقد ورد في الموسوعة العبرية ، الجزء التاسع ، ان نسبة عدد الطلاب العرب الناجحين ، في الحصول على الشهادة المذكورة ، أعلى من نسبة الطلاب اليهود ، ففي الجدول رقم واحد ، الذي يشير الى نتائج امتحانات – المترك – للسنة الدراسية 1945 والسنة الدراسية 1946 / ان عدد الطلبة العرب الذين تقدموا للامتحان النهائي بلغ 215 طالباً ، نجح منهم 129 طالباً ، في حين بلغ عدد الطلاب اليهود الذين تقدموا عام 1945 للامتحان ذاته 140 طالباً نجح منهم 46 طالباً ، أي بنسبة 40% .
عندما رأى العرب حالة التقصير والإهمال من قبل حكومة الانتداب في تلبية حتى المطالب الأساسية لتوفير المستحقات والخدمات التعليمية ، خاصة فيما يتعلق بتحديد عدد المقبولين في المدارس ، بادعاء عدم توفير الميزانيات الكافية لافتتاح مدارس جديدة ، أو توسيع المدارس القائمة ، قامت البلديات والمؤسسات التعليمية الوطنية والافراد بالتبرع بمبالغ وفيرة ، فمنهم من أقام مدارس جديدة تزيد في اتساعها وصفوفها عن المدارس التي أقامتها وزارة المعارف .
نذكر من هذه المدارس ، بناية مدرسة بيت حنينا ، أقامها " عبد الحميد شومان " عام 1946 ، بلغ عدد الغرف الصفية في هذه المدرسة 20 غرفة ، أقيمت على مساحة 150 دونماً ، وفي منطقة الخليل ، جمع الأهالي 45 ألف جنيه فلسطيني ، وأقاموا مدرسة ثانوية داخلية في قرية دورا ، وأقيمت في يافا أيضاً مدرسة جديدة ، ربما لا زالت قائمة حتى اليوم ، وهي مدرسة حسن عرفة ، أنشأها أحد أعيان مدينة يافا ويدعى حسن عرفة .
أقيم في مدينة يافا ملجأ للأيتام ، أقامه أحد أغنياء المدينة العرب ، ويدعى " زهدي أبو الجبين " خصص هذا الملجأ لأبناء الشهداء الذين قتل آباؤهم في ميادين الجهاد .
إضافة الى ذلك أقامت بلدية يافا سبع مدارس ، واحدة للبنات ، والست الباقية للصبية وقد ضمت مدرسة البنات 468 طالبة ، يعلمهن 14 معلمة ، وكان بينهن 21 طالبة في الصفين الأول والثاني الثانويين ، وضمت مدارس البنين حوالي 1560 طالباً ، يعلمهم 40 معلماً ، كان المعلمون والمعلمات يتقاضون رواتبهم من بلدية يافا .
بلغ مجموع ما تبرع به القرويون من أموال كي تنفق على مدارس قراهم في الفترة الواقعة ما بين شهر نيسان من عام 1941 الى آخر شهر آب أغسطس من عام 1945 مبلغ يساوي 325 الف جنيه فلسطيني ، انفق جزء كبير منها على إقامة المباني المدرسية ، مثلاً : انفق أهالي منطقة بئر السبع ، البالغ عددهم في عام 1946 ما يقارب مائة الف نسمة على مدارسهم في ذلك العام ، أكثر من ثمانية آلاف جنيه ، وبلغ عدد مدارسهم التي أنشاوها على نفقتهم 15 مدرسة ، درّس فيها 16 معلماً ، ولم تقدم لهم حكومة الانتداب أية مساعدة للإقامة هذه المدارس ، أما في غزة ، فقد بلغ ما صرفه قرويو غزة البالغ عددهم نحو 90 الف نسمة ، في العام الدراسي 47-1946 ، على مدارس قراهم نحو 30 الف جنيه فلسطيني ، كما قاموا بتعيين 82 معلماً على حسابهم ، وقد بلغ عدد المعلمين في قرى يافا في العام المذكور 275 معلما ومعلمة ، من بينهم 125 معلماً على نفقة القرويين .
لم تقتصر الخدمات والتبرعات التي قدمها أبناء المدن والقرى الفلسطينية على إقامة الصفوف التعليمية ، ودفع رواتب المعلمين ، بل شملت هذه الخدمات إقامة توابع هامة للمدارس ، مثل الفروع الداخلية – المنازل – لطلاب القرى ، وشملت أيضاً إقامة المكتبات في المدارس القروية خاصة ، لعدم وجود مكتبات عامة في هذه القرى ، المكتبات التي أقيمت في هذه القرى تتناسب محتوياتها مع مستوى المدرسة التي أقيمت في مدارس هذه القرى تتناسب محتوياتها مع مستوى المدرسة ، وقد بلغ عدد الكتب عام 1946 في 158 مدرسة قروية ، نحو 35 الف كتاب ، استفاد منها المعلمون وطلاب المدارس .
أما بالنسبة لمعاهد المعلمين والمدارس المهنية التي عرفت زمن الانتداب ، فإن الكلية العربية ، تقف في مقدمة هذه المعاهد ، كانت هذه الكلية تعرف باسم دار المعلمين ، وقد تأسست عام 1918 ، درس على مقاعدها في سنتها الأولى 23 طالباً ، جميعهم من العرب باستثناء يهودي واحد ، ثم عرفت فيما بعد باسم الكلية العربية ، عملت هذه المؤسسة في البداية في بناية غير ثابتة تقع في منطقة حي باب الساهرة ، بعد ذلك أقيمت بناية فخمة أقيمت خصيصاً لها في جنوب القدس ، على جبل المكبر ، في عام 1945- 1946 بلغ عدد طلابها حوالي مائة طالب .
كانت هناك كلية خاصة لإعداد المعلمات ، تأسست في القدس عام 1919 ، كانت مدة الدراسة أربع سنوات ثانوية ، وسنة واحدة لإعداد المدرسات لتدريس الطلاب في المدارس الابتدائية ، في عام 1925 ضمت 55 طالبة ، وفي عام 1945 -1946 ، زاد العدد ووصل الى 110 طالبات ، كانت دار المعلمات ، شأنها شأن مدارس البنات ، تعلم التدبير المنزلي ، وأعمال الاشغال والحياكة .
أقيمت أيضاً دار معلمات ثانية ، عرفت بدار المعلمات القروية ، تأسست هذه المدرسة في عام 1935 في مدينة رام الله ، وكانت تعد طالباتها للتدريس في مدارس البنات الريفية ، وتقدم هن التعليم والمسكن والطعام بالمجان ، وكانت بالأصل تشمل سنتين دراسيتين بعد مرحلة التعليم الابتدائي .
كان هناك أيضاً دور للمعلمات غير حكومية ، من بينها كلية البنات في مدينة القدس التابعة للبعثة الانجليكانية ، وكلية " شميدت " للبنات في القدس التابعة الالمان الكاثوليك.
لم يهمل الفلسطينيون التعليم المهني ، فقد أقيمت العديد من المدارس المهنية في كل من مدينة يافا وحيفا والقدس وغيرها ، من بين هذه المدارس المهنية مدرسة حيفا الصناعية ، التي أنشأت عام 1937 ، ومدرسة خضوري الزراعية في مدينة طولكرم ، أقيمت هذه المدرسة على نفقة يهودي يدعي أيلي خضوري ، كان بريطاني الأصل ، يقيم في مستعمرة " هونغ كونغ " بوشر بالتدريس فيها عام 1931 ، وكان يقبل فيها الطلاب الذين أتموا دراسة الصف الثاني ثانوي ، ومدة الدراسة فيها ثلاث سنوات ، خصصت لهذه المدرسة أرض مساحتها حوالي 150 فداناً ، وفي عام 1948 اغتصبت إسرائيل من هذه المساحة خمسين فداناً ، ولا تزال هذه المدرسة قائمة وتعمل تحت إدارة السلطة الفلسطينية .
يتبع



#تميم_منصور (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التعليم في فلسطين زمن الانتداب
- موقف حزب مباي من المواطنين العرب (2)
- من ارشيفات حزب مباي
- كفى .. لقد شبعنا مزايدات
- الحصان الفلسطيني بقي وحيداً
- مائة عام على ميلاد جمال عبد الناصر
- زمن خريف التساقط العربي
- نتنياهو يرى القشة في العين الايرانية ولا يرى الخشبة في العين ...
- هنا محطة الشرق الأدنى للإذاعة العربية
- هنا القدس (2) سيرة حياة بلاد ومثقفين وحياة اجتماعية واعدة
- الاذاعات العربية في فلسطين زمن الانتداب
- موقف الصحافة المصرية من الصهيونية في الفترة الواقعة ما بين س ...
- موقف الصحافة المصرية من الصهيونية في الفترة الواقعة ما بين 1 ...
- بمناسبة مضي مائة عام على صدور وعد بلفور (2) اغتيال الوسيط ال ...
- بمناسبة مرور مئة عام على وعد بلفور
- صح النوم يديعوت احرنوت
- عمرو موسى والرقص على حبال الانتهازية (2)
- عمرو موسى والرقص على حبال الانتهازية
- اتفاق اوسلو في عيون فلسطينية
- اسرى الحرية بين فكي ميزانية عباس


المزيد.....




- رغم الهدنة.. الحوثيون يهددون باستهداف بوارج وسفن أمريكا في ه ...
- الحرب بين إيران وإسرائيل.. هجمات جديدة وتداعيات وردود فعل
- غزة: 12 قتيلا بنيران إسرائيلية معظمهم قرب مراكز توزيع مساعدا ...
- صور للجزيرة تظهر تمركز قاذفات بي-52 في قاعدة دييغو غارسيا
- مختص بالشأن الإسرائيلي: تذمر من الحرب وبوادر مساءلة يتوقع ات ...
- مدير مكتب الجزيرة بطهران: حراك إسطنبول مهم لإيران ويؤسس لمظل ...
- عاجل| المتحدث باسم أنصار الله: في حال تورط أميركا في العدوان ...
- الاحتلال يهدم عشرات المباني بمخيم جنين وتصاعد اعتداءات المست ...
- رئيس وزراء قطر يبحث مع عراقجي العدوان الإسرائيلي ويشدد على ا ...
- زيلينسكي يتهم موسكو بتسليم جثامين 20 جنديا روسيا بدلا من الأ ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - تميم منصور - صور من جالات التعليم في فلسطين زمن الانتداب -3-