أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - واثق الجابري - الوزير والأمينة الحزينة














المزيد.....

الوزير والأمينة الحزينة


واثق الجابري

الحوار المتمدن-العدد: 5792 - 2018 / 2 / 19 - 00:14
المحور: كتابات ساخرة
    


ثمة أشياء بل معظمها، من النعم التي وهبها الباري للعراقيين، إلاّ أنها تحولت الى نقمة وحسرة على القلوب، حين يسمعون بها ولا يلمسون آثرها، وكما هي الموازنات تعددت مسمياتها في سنوات منصرمة بين أنفجارية وإنفلاقية ووو... والنتيجة، ظهور ما يسمى الحيتان البشرية التي إبتعلتها وأكلت نصف جسد المواطن، وما زادها كثرة أموالها إلأّ شراهة ومطالب وأمنيات سياسية خارج المعقول، وكم تمنينا المطر وعللنا إحتباس السماء لأفعال تكاد تكون جماعية، بعدم تغييرنا للطبقة السياسية التي أفسدت البلاد والعباد.
كما هو الحال في أغلب المحافظات العراقية بعد موجة الامطار التي شهدتها البلاد، بدت شوارع بغداد متقطعة، وكأنها جزر متناثرة، في مشهد يتكرر كل شتاء.
ربما قلة موجة الإنتقادات لدوائر البلدية، ناجمة من تمنياتنا قبل أيام بفك أزمة شح المياه، ومخاطرها على المستقبل البيئي والزراعي، وإذا بالمطر ينهمر كمصدر خير مثل بقية البلدان إلا في العراق، ومنذ الساعات الأولى لتساقط زخات المطر والتي سجلت كمياتها نسبة متوسطة، حسب تقرير لهيئة الأنواء الجوية والرصد الزلزالي، وتسببت بقطع أغلب شوارع بغداد الرئيسية، وغرق العديد من المناطق السكنية والأسواق التجارية، وكشفت أداء سيء لأمانة بغداد، التي بدورها ألقت باللائمة على وزارة الكهرباء متهمة إياها بالتسبب بحالات الفيضانات والغرق لهذه المناطق نتيجة قطع التيار الكهربائي.
أجبرت الفيضانات القوات الأمنية للإستنفار، وبدأت بمهام سحب المياه، وسط عجز الجهات الخدمية، فيما تعطل الدوام الرسمي في ديالى وصلاح الدين والأنبار، نتيجة قطع الطرق أو غرق أغلب المناطق السكنية، وأكتفت الجهات الرسمية بمطالبة المواطنين بالابتعاد عن أبراج وخطوط نقل الطاقة الكهربائية وأسلاك المولدات الأهلية، وأضطر المواطن على المكوث في بيته بعد محاصرته في منزل غارق، وبين صمت حكومي وأداء هزيل للجهات الخدمية، لا يعرف المواطن هل يدعو لنزول المطر في مواجهة الجفاف، أم يتمنى توقف ما يهدد سلامته وعيشه؟!
لو إستمر هطول الأمطار لثلاثة أيام آخرى وبنفس الكثافة والغزارة، لتحول العراق إلى مستنقع أو هور كبير أو طوفان يجرف البنى التحتية والفوقية والوسطية، والمدارس والوزارات والبيوت والمقاهي والملاعب والمشافي، وهو بأمس الحاجة لمواجهة جفاف خطير وحرب مياه دون بدائل وإحتياطات، وكشف عن تردي الواقع الخدمي كجزء من عاهة أصيب بها البلد منذ عقود، ولا حلول في المنظار القريب، بينما في معظم الدول تخزن المياه دون تفريط، ويتوقع العراقيون لو إستمر المطر، ستتساقط المنازل وتتوقف المواصلات وتتوقف خطوط الكهرباء، وتطفح المجاري.
سيفرح وزير الموارد المائية ويخف الضغط عليه، وتحزن أمينة العاصمة ودوائر بلدية المحافظات، كما هي عادة المسؤولين العراقين بجدل بين فوائد ومصائب.
غيمة عابرة لساعات في اليوم، أعادت العراق الى قرون، أليس من الأجدر أن نفكر كيف نختزن كل قطرة مياه من السماء ونحن نواجه الجفاف، أما كان الأجدر بالمسؤولين الكف عن التصريحات، وإعتبار مشكلة الجفاف والفيضانات مشكلة تهم كل العراقيين لا قضية إنتخابية؟ ويتناسى هموم الناس ومطالبهم بالخدمات، وتجنيبهم كوارث الشتاء وحر الصيف وغبار الربيع وجفاف الخريف، ولا ينفعنا حزن الأمينة وسرور الوزير، وكأن الأطراف السياسية والخدمية، تناقضوا وإختلفوا ودعائهم علينا.



#واثق_الجابري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لا ولاية لحزب الدعوة
- دور الإعلام لإنتشال الرأي العام
- مؤتمر الكويت تفاؤل وهناك ما نخشاه
- رهان الإنتخابات
- قوانين لقيطة
- بعضنا على صواب
- فشل الإرسال قبل الانتخابات
- التسول إرهاب أمام أنظار الجهات الأمنية
- المجرب الكالح والشباب الطامح
- الوطن والسكن والانتخابات
- الصفحة الثانية للإرهاب
- غزوة الفساد متى تدق طبول محاربتها
- الإنتخابات مطلب شعبي والتأجيل حزبي
- رصاصة في رأس طفل
- للعشاق نصيب من الارهاب
- المستفيدون من تأجيل الإنتخابات
- تضامن ضد الفساد ولا ضامن
- سيوف في خاصرة الوطن
- مَنْ لا يُشارك لا يحق له الإعتراض
- تعين حرامي بأوراق رسمية


المزيد.....




- كونشيرتو الكَمان لمَندِلسون الذي ألهَم الرَحابِنة
- التهافت على الضلال
- -أشقر وشعره كيرلي وحلو-..مشهد من مسلسل مصري يثير الغضب بمواق ...
- الإيطالي جوسيبي كونتي يدعو إلى وقف إطلاق النار في كل مكان في ...
- جوامع العراق ومساجده التاريخية.. صروح علمية ومراكز إشعاع حضا ...
- مصر.. الفنان أحمد حلمي يكشف معلومات عن الراحل علاء ولي الدين ...
- -أشقر وشعره كيرلي وحلو-..مشهد من مسلسل مصري يثير الغضب بمواق ...
- شجرة غير مورقة في لندن يبعث فيها الفنان بانكسي -الحياة- من خ ...
- عارف حجاوي: الصحافة العربية ينقصها القارئ والفتح الإسلامي كا ...
- رواية -خاتم سليمى- لريما بالي.. فصول متقلبة عن الحب وحلب


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - واثق الجابري - الوزير والأمينة الحزينة