أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - واثق الجابري - تعين حرامي بأوراق رسمية














المزيد.....

تعين حرامي بأوراق رسمية


واثق الجابري

الحوار المتمدن-العدد: 5687 - 2017 / 11 / 3 - 19:26
المحور: كتابات ساخرة
    


أدت عدة عوامل متوافقة ومتناقضة، الى بحث المواطن العراقي عن الوظيفة الحكومية، ومن إكتفى مادياً تجده أيضاً حاسداً للموظف وأن كان بأجور يومي لا تكفي تنقله، متوقعاً تعيين الثاني مستقبلاً والنتيجة ما للوظيفة من منافع، وثم تقاعد وضمان عيش بغياب قوانين الضمان الإجتماعي والصحي، والإعتقاد الأهم أن بعض الوظائف تدر أموال تفوق جهود آلاف العاملين وبدون رأس مال.
تنافس محموم على بعض الوزارات والمواقع المهمة؛ لا ينتهي حتى عند الوظائف قليلة الأجر، وتدفع أموال للتعينات، بحساب بسيط أحياناً لا يكفيها رواتب عدة سنوات؟!
توقفت التعينات منذ سنوات بسبب الأزمة الإقتصادية وفائض الموظفين، لكنها لم توقف حرب محمومة تزداد ضراوتها كلما إقترب الموظف من صلاحيات تداول الأموال، أو إرتفع بالهرم الحكومي ونوع الوزارة، ووضعت تسعيرات تبدأ من 5000 دولار الى عشرات ملايين الدولارات، وهكذا سعر الموقع والمنصب ومحل العمل.
لا يمكن لأحد التصديق أن بعض الوزراء او الموظفين الكبار، عندما يشتري منصباً؛ غرضه الخدمة وأنه حريص لدرجة إنفاقه من ماله الخاص، كما لا يمكن تصديق إمتلاك العاطل عن العمل مبالغ هائلة يدفعها للتعين، وكيف يمكن تسديدها أن إستدانها، ولو كان عنده هذا المبلغ لفتح مشروع يسترزق منه.
إن مثل هكذا أموال لا يمكن أن يعطيها أيّ شخص أن كانت بجهده او إستدانها، دون أن يضعها في مشروع يعوضها ويوفر له عيش بنفس الوقت، ولو كان المسؤول حريص على أن ينفق ماله لخدمة الناس، لأعطاها للمحتاجين وهكذا البقية وتنتهي المشكلة، وبحساب بسيط فأن أموال شراء الوظائف تساوي او تزيد على موازنة عام كامل، ودليلها أن الفساد أحيانا يصل الى نصف ما مخصص للمشروع، وصغار الموظفين يأخذون الجزء المتبقي من المواطن مباشرة، أيّ تعويض أموال شراء الوظائف تمتد الى القطاع العام من المشاريع وتعطيل العمل، والخاص من عمل المواطن في قطاع غير حكومي.
أولئك الّذين يشترون الوظائف، معظمهم لا يفكر بنفس الراتب بقدر ما يفكر بغيره، وربما بعضهم يحصل على أضعاف رواتب عدة أشهر، وبذا لا يُبالي بكم يدفع ليشتري الوظيفة.
في قراءة بسيطة الى الأموال التي تدفع مقابل التعينات، نجدها خيالية لما سوف يتقاضاه الموظف او المسؤول في منصبه الحكومي، وإذا إعتمد على الراتب فقط، سوف يرهن راتبه لفترة تطول لعشرة سنوات وأكثر، وأما اذا كان مسؤول كبير، فما يدفعه يزيد عن رواتب خدمته الوظيفية والتقاعدية، وهذه مفارقة عجيبة أن يشتغل موظف 25 عام، وراتبه مرهون مسبقاً ويحتاج التسديد، ولكن الحقيقة أنه لا يبحث عن الراتب بالدرجة الأساس، وإنما يبحث عن فرصة لإختلاس المال العام والخاص، وبذلك أصبح التعيين بالرشوة، أشبه بتعين حرامي بأوراق رسمية، وهذا لا ينفي وجود مئات آلالاف من الخريجين والعاطلين بحاجة للتعين أو تحريك القطاع الخاص، وهؤلاء لا يملكون أموال لدفعها للتعين، أو لا يقبلون التعين بالرشوة، لأنهم فكروا بالوظائف لأجل العيش والخدمة، وحقهم أخذه من إشترى الوظيفة بلا إستحقاق، وكذلك غابت الكفاءات عن أهم المواقع بوجود بيع وشراء المناصب



#واثق_الجابري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تحدي الخدمات قادم
- علاج الفساد بطريقة آخرى
- التقارب العراقي الإقليمي ..غايات ومبررات
- التحالفات المستقبلية بعد الإستفتاء
- حدود أزاحها التآخي
- شكراً كاكه مسعود
- رئيسنا من بلد مجاور
- كربلاء ثورة الثورات
- بين التسوية والإستفتاء حديث وأحداث وندم
- العراق قلب مثلث السعودية وتركيا وأيران
- الجديد على الناصرية
- وهم كوردستان فرصة لحكومة العراق
- المقاعد للكبار
- ماذا لو كان في النهروان مولاً؟!
- ماذا يُريد الخليج من العراق ؟!
- الشباب مصدر السلطات
- خطورة ذوي المهن الصحية ونتائج عدم إحتسابها
- قراءة آخرى لقانون الإنتخابات
- الحكمة؛ ولادة طبيعية لحاجة مستقبلية
- داعش الى أوربا بعد الموصل


المزيد.....




- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - واثق الجابري - تعين حرامي بأوراق رسمية