أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جواد كاظم غلوم - العراق من الدكتاتورية الى الاسلمة














المزيد.....

العراق من الدكتاتورية الى الاسلمة


جواد كاظم غلوم

الحوار المتمدن-العدد: 5788 - 2018 / 2 / 15 - 13:32
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


العراق من الدكتاتورية الى الأسلمة

من خلال استقرائنا لما يجري في الساحة السياسية العربية وبالاخص البلدان التي كانت مرتعاً لما يسمى انظمة الحكم الواحد والتي رزحت سنين طوال تحت انظمة موغلة في الدكتاتورية ، لاحظنا ان هذه الشعوب التي ابتليت بالنهج الدكتاتوري تقبلُ بايّ حلّ من اجل خلاصها وقد يصل بها الحال الى الرضا بكل الوسائل التي من شأنها ان تخلصهم من براثن العهد الدكتاتوري المقيت وتحاول ان تتمسك بحبل النجاة الذي يمدّ اليهم حتى لو التفّ هذا الحبل حول رقابهم وأخذ بخناقهم كالذي حدث في العراق اثناء الغزو الامريكي والاحتلال البغيض الذي حدث في 9/4/2003 وكذا الحال في ليبيا اذ لم يجابه الشعب المعتدين الغزاة ولم يقاومهم إلاّ بحدود ضيقة جدا بالأخص في الأيام الاولى للاحتلال بسبب الفرح الغامر لنهاية العهد الدكتاتوري دون الإلتفات الى ما سوف يسببه من ويلات وكوارث لاحقة .
ولأن الدكتاتورية تورث الظلم والجور والاضطهاد والكبت وتستخدم اعتى انواع الاساليب دموية وقهرا وتمسك بخناق الرعية المغلوب على امرها ؛ نرى بان الشعوب ترضى باية وسيلة قد تنقذه من حالة الغرق في المستنقع الدكتاتوري .
قديماً صاح الاغريق صيحتهم المدوية : " أين الهمج والبرابرة ؟؟ تعالوا ، نتوسّل اليكم ؛ اغزوا بلادنا " ؛ كل ذلك نكايةً بالدكتاتورية حتى اصبح الاحتلال اهون بكثير من نظم قاهرة ظالمة متعسفة مثلما درج في امثالنا العربية / حنانيك بعض الشرّ أهون من بعض .
اليوم يتشبث الشعب بطروحات الإسلام السياسي الذي أخذ يتصاعد مع التغييرات الجديدة رغم انها طروحات غائمة وضبابية لانكاد نرى فيها ملامح الخلاص والانقاذ والانتشال من حُفر البطالة والازمات الاقتصادية الجمّة ومعالجة الفقر والعوز وايجاد السبل الكفيلة والحلول العاجلة لمشاكل الناس في مجال الصحة والاسكان والتعليم والزراعة وغيرها الكثير الكثير مما يتطلب معالجته سريعا وهي معظمها - ولنقل كلها- نتاج العهد الدكتاتوري البائد
ويرى البعض ان هؤلاء الاسلاميين لايعوّل عليهم كثيرا اذ لايجب ان نرسم أملا كبيرا للخلاص طالما ان ايدلوجيتهم تركض وراء القشور وتعاف الجوهر ؛ فما يهمهم بالمرأة ان ترتدي الحجاب او النقاب اكثر مما يهمهم ان يرتدي الفقراء كسوة تقيهم برد الشتاء وحرّ الصيف وتترك البطالة تنخر في المجتمع ولاتضع حلولا اقتصادية ناجعة لمعالجة الازمات التي تعصف بالمواطن كالغلاء والتضخم والإرباك الأمني ويظل البلد يعيش ظروفا قاسية وتدهورا صحيا وانعداما شبه كلّي بالخدمات العامة ويتفشى الفساد المالي وتزداد مظاهر الفقر كما نراها الان واضحة المعالم في بلادنا الثرية بخيراتها دون ان تظهر مظاهر الثراء على اغلبية السكّان وانما على أقلية ونخبة حاكمة ومسؤولين سياسيين ورعاة دين وقادة احزاب مع الملتفّين حولهم .
ويبدو ان الاسلاميين اليوم يعيشون ازمة صراع بين المثل العليا التي نادى بها الاسلام اول ظهوره والواقع المعاش المليء بالتناقضات والازمات التي تنخر البلاد والعباد ويبدو لنا ان البطالة الهائلة بين صفوف الشباب وزيادة نسبة العاطلين هي أمّ الازمات عدا عن الفروقات الطبقية الواسعة بين فئات المجتمع والاختفاء التدريجي للطبقة المتوسطة المحرّكة لدفّة التغيير وينتابنا الشك في استطاعة الاسلاميين وضع الحلول الناجحة السليمة لهذه الازمات واستئصالها من بنية المجتمع لكنهم قد ينجحون في التخفيف من وقعها وضررها من خلال منح هبات غير سخية ورواتب الحماية الاجتماعية وغيرها من المساعدات غير المثمرة وسدّ الرتوق بخرق بالية ؛ لكنها سرعان ما تظهر على السطح مجددا في سنين لاحقة . ولنضرب مثلا في المرأة التي صارت اكثر من نصف المجتمع وفق الاحصاءات الاخيرة ؛ كيف يتم فصل جنس الذكور عن الاناث في عصر اصبح من سماته الضرورية الاختلاط في معظم مرافق الدولة ان لم نقل كلها تقريبا وكيف يتم سلب حقوق المرأة كحقّ العمل والكسب والرغبة في الدراسة والسفر وتحقيق احلام الكثير من نسائنا وطموحاتهن للرقي للحصول على المراكز المهمة وتبوّأ مناصب حساسة وهامة .
ترى كم هي مريرة وقاسية تلك النظم الدكتاتورية التي عشنا في دوّامتها حينما تجرنا الى اتخاذ " حلول " وأية حلول عرجاء سببت المزيد من الخراب وبمرور الأيام يتضح ان هذه الحلول ماهي الّا أزمات تضاف الى أزماتنا المزمنة بحيث تصبح جزءاً من المشكلة وليست جزءاً من الحلّ .
يبدو اننا لم ننل ما يصلحنا لسبب بسيط جدا هو اننا تجاوزنا عقبة الدكتاتورية الخانقة الضيقة لنقع في هوّة الاسلمة وهذا هو حال من يفلت من شرَك ليقع اخيرا في فخّ آخر اكثر ضيقا وخنقا وإيلاماً .



#جواد_كاظم_غلوم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سلطة الفساد الخطيرة في بلاد الرافدين
- روشتا علاجية لاستشفاء مجتمعاتنا المريضة
- صناعة العبوديّة واستساغة الدكتاتوريّة
- حبٌّ مَنْهِيٌّ عنهُ
- بعضُ ما خَفِيَ من سيرة الغزالي سفير الأغنية العراقية
- العقائد الدينية وخوضها في مناقع الخرافة والاسطورة
- لِمَن أرعشتْ كلّ تفاصيلي
- مصاريعُ مقفلة
- حديث عيسى بن هشام المعاصر
- الصائح النائح
- السفارة في العمارة أم في وسط المنطقة الخضراء ؟
- باكورة تعليم الشعوب خطوةَ النهوض الاولى
- تَنَحَّي أيتها النقاهة لأرقصَ بقامتي الفارعة
- طائرٌ في سوق الغزل البغداديّ
- صباحٌ مغمّسٌ بريشةٍ سوداء
- بعض مسالك ومهالك الحبّ في التراث الادبي العربي
- لُقَىً بخِسة في خَرِبة وطن
- العقيدة الدينيّة من التقليد الى العقلنة
- مرثية بعنوان -- مَلَلٌ و عِلَلٌ --
- أخطبوط الفساد في العراق


المزيد.....




- تراشق كلامي بين ترمب وبايدن وحشد على أفواه البنادق
- -إنها تمطر علينا-.. ركاب طائرة يصلون وجهتهم مبللين كليا 
- -عدم وجود فرنسا انحراف-.. رئيسة جورجيا تدعو ماكرون لزيارة بل ...
- على وقع مظاهرات حاشدة.. نتنياهو يواجه مهلة غانتس ودعوة لبيد ...
- -صندوق أسود مظلم-.. عائلة في تكساس تكشف مصير -الأب- في سوريا ...
- بالفيديو.. الأمطار تتساقط داخل طائرة متجهة إلى نيويورك
- ما تأثير الحيوانات الأليفة على الإصابة بالخرف؟
- أطعمة ومشروبات تسبب التورم
- استخباراتي أمريكي سابق يحلل ما سيفعله ترامب بعد فوزه لرأب ال ...
- تركيا.. أردوغان يصدر عفوا عن جنرالات متقاعدين مدانين في انقل ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جواد كاظم غلوم - العراق من الدكتاتورية الى الاسلمة