أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - شاكر فريد حسن - في ذكرى وفاته ال41 رأيي في شعر راشد حسين














المزيد.....

في ذكرى وفاته ال41 رأيي في شعر راشد حسين


شاكر فريد حسن

الحوار المتمدن-العدد: 5778 - 2018 / 2 / 5 - 13:23
المحور: الادب والفن
    



إن شعر راشد حسين يتصل في غالبيته بحب الوطن ويصدر عنه بدرجة أو بأخرى ، وبوحي الحب للوطن ، أرضاً وشعباً ، ونجد فيه مزيجاً بين همومه الشخصية وتقلباته النفسية ، وبين ظروف شعبه وأحواله وواقعه السياسي ومأساة التشرد الإنسانية . وإلى جانب شعره في الحب الذي يشف عن هواجسه الوطنية نقرأ له قصائد متعددة يتحدث فيها عن واقع وهموم شعبه وقضاياه .
عرف راشد أن له وطناً ضائعاً وشعباً محروماً مضطهداً يعاني من الفقر والجوع والحكم العسكري ومتاجرة الزعماء والرؤساء العرب ، فانصب تفكيره وشعوره على تأمل واقع بلاده المهيض وحياة التشرد التي يعيشها اللاجئون الفلسطينيون في خيام وكالة الغوث ، فكتب فيها أروع قصائده التي أصبحت مدار حديث الجميع في تلك الفترة مما سبب له المتاعب مع الزعامات التقليدية .
إن حديث راشد عن ذاته وعن قضاياه يظل مرتبطاً بحياة مجتمعه ومنطلقاً للإيحاء بظروفه مما جعل قضايا الشاعر الذاتية جزءاً من قضايا الناس الآخرين في مجتمعه ، بل أحال قضاياهم وأحوالهم إلى هموم ينوء راشد تحت عبء التفكير فيها ، فجاء شعره لذلك مسكوناً بهموم الناس وتفكيرهم ، بل وبهواجسهم حول واقع حياتهم وحياة بقايا الشعب اللاجئ المشرد في المنافي وحول مستقبلهم أيضاً ، وبروح قومية ، الأمر الذي جعله يدرك منظور المستقبل ويراه بوعي ، متجاوزاً في بعض الأحيان ، مجال الاستلاب في الواقع ومجرد الاحتجاج عليه . ومن هنا يتضح أن رفضه لواقع حياته ومجتمعه لم يكن عبثياً ، وإنما كان رفضاً مسبقاً ينبثق من موقف ويقوم على رؤية وطنية قومية يحكم نظرته السليمة وإخلاصه العفوي دون أن يبلغا حد الأيديولوجية الحزبية المحددة وان تأثرها في كثير من جوانبهما ، ونستطيع أن نتلمس مظاهر هذا الرفض في شعره من حلال محاور أربعة دار حولها هذا الشعر ، ورابع هذه المحاور مجموعة قصائده في الثورة الجزائرية وحركة التحرر في آسيا.
تميز راشد وتفرد عن غيره من الشعراء بمجموعة من القصائد عن حياة اللاجئين الفلسطينيين وشقائهم وعودتهم إلى ديارهم ، فيتناول هذا الموضوع بكل وعي وإحساس كامل بالمأساة والمسؤولية . ونلمس في هذه القصائد ما يجسده من صور الحياة الحقيقية في مخيمات اللاجئين في المنافي من ناحية ، كما نلمس ما يجسده أيضاً من أنماط الهموم والتفكير التي تتسلط على حياة الناس ووعيهم تجاه أهلهم وإخوتهم الذين تشردوا في الآفاق من ناحية أخرى ، وبذلك يبرز هذا الشاعر الفتى ممثلاً لوعي الجماعة وضميرهم من خلال ضميره الفردي الذي تتكون فيه وتتحدد ملامح أساسية لرؤيته للحياة في تلك الفترة المبكرة من حياته .
ومما يلفت النظر لحظ الشاعر الحساس بعض مظاهر الكون من حوله وقدرته على قوة الاستدلال الفني، بوعي أو دون وعي من خلال هذه المظاهر ، ثم اهتمامه بدقة النقل النفسي والحسي من تلك الحياة التي يصورها .
وفي قصائده عن حياة المخيمات ومظاهر تعاسة الحياة والشقاء الإنساني فيها ، فإن راشد يضاهي ، وربما يفوق في هذه المجموعة من القصائد ، كثير من الشعراء الفلسطينيين في المنفى ممن كتبوا عن مخيمات اللاجئين وحياتهم أمثال خليل زقطان وهارون هاشم رشيد . وتتميز قصائده في هذا الجانب بدلالتها على عقل خصب نشط ، إذ يحيط بكل ما هو واقع وبكل ما يمكن أن يخطر على البال من حياة اللاجئين يومئذ.
إن نظرة راشد الوطنية القومية هي نظرة طبقية تثق بالإنسان وتتوقع عنصر الخير والإنسانية فيه ، مؤمناً بانتصار الشعوب على جلاديها ، نافثاً في روح الشخصية الفلسطينية القوة والأمل ، والرفض والمقاومة ، مجسداً صرخة الشاعر التونسي أبو القاسم الشابي :
إذا الشعب يوماً أراد الحياة فلا بد أن يستجيب القدر



#شاكر_فريد_حسن (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بلغ السيل الزبى..من يوقف هذا العنف المستشري في مجتمعنا..؟!
- استهداف المساجد
- البديل الديمقراطي العراقي
- من حدائق العشق
- رأي في سلوك ومواقف القائمة المشتركة
- الحرف يليق بك
- الزجل اللبناني يودع أميره زغلول الدامور
- بدء فعاليات معرض القاهرة الدولي للكتاب تحت شعار-القوى الناعم ...
- استهداف الاونروا والمخيم..!!
- صدقت يا هيكل-نعيش العصر الامريكي-..!
- الى جنات الخلد يا أبا خالد
- قراءة في الحالة السياسية الراهنة
- اوري افنيري وعهد التميمي وجان دارك
- نحو الانتخابات البرلمانية العراقية..!
- عهد التميمي تشعل الجدل، مجددًا، في الشارع السياسي الاسرائيلي
- هوامش على زيارة نائب الرئيس الامريكي للمنطقة..!!
- نخلة العراق الشاعرة وفاء عبد الرزاق وقصيدة -بغداد لا تترنحي-
- ما المطلوب بعد انعقاد المركزي الفلسطيني..؟!
- رحيل المناضلة الفلسطينية بهيجة البرغوثي
- باقة حبق للشاعرة ركاز فاعور بمناسبة اضاءتها شمعة جديدة


المزيد.....




- سوريا.. فوز -أنثى فرس النبي- بجائزة خالد خليفة للرواية في دو ...
- المغرب: الحفاظ على التراث الحرفي وتعزيز الهوية الثقافية المغ ...
- ناوروكي وماكرون يبحثان الأمن والتجارة في باريس ويؤكدان معارض ...
- بغداد السينمائي يحتفي برائدات الفن السابع وتونس ضيف الشرف
- أبرز محطات حياة الفنان الأمريكي الراحل روبرت ريدفورد
- حوار
- ماري عجمي.. الأديبة السورية التي وصفت بأنها -مي وزيادة-
- مشاهدة الأفلام الأجنبية تُعاقب بالموت.. تقرير أممي يوثق إعدا ...
- وفاة الممثل والناشط البيئي روبرت ريدفورد عن عمر يناهز 89 عام ...
- نجم الفنون القتالية توبوريا يعرب عن تضامنه مع غزة ويدعو إسرا ...


المزيد.....

- هبنّقة / كمال التاغوتي
- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - شاكر فريد حسن - في ذكرى وفاته ال41 رأيي في شعر راشد حسين