أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صافي الياسري - طبيعة الانتفاضة الايرانية الشعبية واسباب تفجرها ومواقف الاقليات















المزيد.....

طبيعة الانتفاضة الايرانية الشعبية واسباب تفجرها ومواقف الاقليات


صافي الياسري

الحوار المتمدن-العدد: 5775 - 2018 / 2 / 2 - 11:22
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


طبيعة الانتفاضة واسباب تفجرها ومواقف الاقليات
صافي الياسري
الانتفاضة الايرانية الشعبية حفلت بابعاد وجوانب عديدة اختلطت باغلبيتها على الرؤية السديدة لحقيقة الانتفاضة ومساراتها وقراءات المحللين والمراقبين والمتابعين لها حيث قال بعضهم :
تابعنا جميعا اخبار وتطورات الانتفاضة منذ ان اندلعت. لكن بعيدا عن الجوانب الخبرية والمتعلقة بما حدث وتطوراته، آن الأوان لوقفة اكثر تعمقا لفهم الانتفاضة ونتائجها.
المحللون والباحثون في العالم اهتموا بهذه الجوانب. اهتموا بمحاولة تقديم فهم اعمق وبعيد المدى للانتفاضة ونتائجها وتبعاتها. والملفت هنا ان الباحثين والمحللين الإيرانيين أو من أصول إيرانية المقيمين في الغرب كان لهم الإسهام الأكبر في هذا المجال.
المحللون والباحثون في دراستهم للانتفاضة على هذا النحو اهتموا بمحاولة الإجابة عن عدد من الأسئلة المحورية في مقدمتها ما يلي:
1- ما الذي فجر هذه الانتفاضة بالضبط؟.. ما هي الأسباب والعوامل التي قادت إلى كل هذا الغضب الشعبي؟
2- ما هي طبيعة هذه الانتفاضة والخصائص التي تميزت بها، مقارنة بالاحتجاجات السابقة في إيران، وخصوصا انتفاضة عام 2009؟
3- ماذا بعد الانتفاضة؟.. ما هي النتائج التي تترتب عليها بالنسبة للنظام وما المتوقع ان يفعله بعدها؟.. وما هو مستقبل حركة الاحتجاجات بعد انتهاء الانتفاضة الحالية؟
4- كيف ستؤثر الانتفاضة بالذات على سياسات إيران الخارجية، وكيف ستؤثر بالذات على سياسات النظام الإيراني التوسعية والإرهابية في المنطقة العربية؟
5- ما هو الموقف الذي يجب أن تتخذه أمريكا والدول الغربية ودول العالم عموما من النظام الإيراني بعد الانتفاضة؟
في هذه المقالات وما يمكن ان يقتطف منها في سياق دراسة الانتفاضة، سأحاول ان اقدم لك عزيزي القارئ بعضا من أهم ما طرحه المحللون والباحثون في معرض اجاباتهم عن مثل هذه الأسئلة، وخصوصا فيما يتعلق بالقضايا التي تهمنا نحن في الدول العربية.
‭}}}‬‬‬
لماذا تفجر الغضب الشعبي؟
من الطبيعي أن يكون في مقدمة الجوانب التي اهتم بها المحللون والباحثون قضية العوامل والأسباب التي أدت إلى تفجر الانتفاضة. ومع ان هناك إجماعا بهذا الخصوص على ان المصاعب الاقتصادية والاجتماعية كانت في مقدمة أسباب تفجر الانتفاضة، الا أنه سرعان ما امتدت الاحتجاجات إلى جوانب سياسية اساسية، لكن المحللين في مناقشتهم للقضية قدموا جوانب تستحق التوقف عندها.
بداية، يسجل حسن بناي، الأستاذ في جامعة انديانا ملاحظة لا تخلو من طرافة عن الأسباب التي فجرت الانتفاضة. يقول انه من المثير أن البيض له دور كبير في اندلاعها، فالذي حدث ان الانتفاضة اندلعت في البداية احتجاجا على أسعار البيض، ولك ان تصدق هذا أو لا تصدق.
ويوضح هذا بالقول ان أسعار السلع الأساسية زادت في العام الماضي بنسبة 40%، لكن أسعار البيض بالذات زادت بنسبة تتراوح بين 50 و100%.
ولهذا، أصبحت أسعار البيض رمزا يجسد أزمة الاقتصاد الإيراني، ويجسد فشل حكومة روحاني في حلها.
ويضيف بناي انه غير الأسباب الاقتصادية، فإن الشعب الإيراني انتفض احتجاجا على النظام كله، وقد سمعنا من المحتجين هتافات تندد بالنظام الاستبدادي وبنهب الثروة.
بعبارة أخرى في رأيه، فإن الشعب الإيراني اصبح يربط بين جذور الأزمة الاقتصادية والاجتماعية بعدم الرضا عن الحكومة برمتها.
ويقول ان الحكومة الإيرانية عبارة عن وحش غريب.. أجزاء منها، مثل أعضاء البرلمان والرئيس منتخبون. ولكن الحقوق الأساسية مثل حرية التعبير والاحتجاج مقيدة إلى حد بعيد. وفي نفس الوقت، فإن السلطة الاساسية هي في يد المرشد خامنئي، وهو غير منتخب وسلطاته مطلقة.
في نفس هذا الاتجاه، أي الربط بين العوامل الاقتصادية والسياسية برفض النظام، كتبت الباحثة والمحللة هالة اسفندياري في تقرير نشره مركز ويلسون للأبحاث. قالت: الاحتجاجات اندلعت في مدينة مشهد وامتدت إلى المدن والبلدات في كل انحاء البلاد. المحتجون بدأوا بالإعراب عن الاحتجاج الصارخ على الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية.. ارتفاع تكاليف المعيشة.. انخفاض الأجور.. البطالة وخصوصا في اوساط الشباب.. وهكذا.
وتضيف: لكن الاحتجاجات سرعان ما اتخذت منحى سياسيا. هتف المحتجون «الموت للديكتاتور» أي لخامنئي، و«الموت لروحاني»، وطالبوا بإنهاء سيطرة رجال الدين على السلطة، كما طالبوا بإنهاء تدخلات إيران في سوريا ولبنان وغزة.
من جانبه، قدم الدكتور مسعود كاظم زاده، أستاذ العلوم السياسية في جامعة هيوستون أربعة أسباب كبرى تقف وراء تفجر الانتفاضة على هذا النحو، هي:
1- طبيعة النظام الإيراني الرجعية والديكتاتورية والمتطرفة والإرهابية. والأغلبية الساحقة من الشعب الإيراني تريد نظاما سياسيا ديمقراطيا حديثا، وأن يعيشوا في سلام مع العالم، ومع شعوب المنطقة. لهذا، فإن النظام اصبح يفتقد الشرعية في أعين الغالبية الساحقة من الشعب.
2- انه خلال السنوات الأربع ونصف الماضية، قدم روحاني للشعب وعودا كبيرة وكثيرة.. وعد بتحسين الوضع الاقتصادي، وبمحاربة الفساد، وبتجنب الحروب. روحاني رفع سقف التوقعات لدى الشعب بأنه من الممكن إجراء هذه الإصلاحات في ظل النظام.
لكن الفجوة كانت عميقة جدا بين التوقعات وبين الحقيقة على ارض الواقع. وهذا كان أحد أسباب تفجر الاحتجاجات.
وبالإضافة إلى هذا، يعرف الشعب ان الأموال التي حصلت عليها إيران بعد الاتفاق النووي، ذهب اغلبها إلى جيوب من بيدهم السلطة عن طريق السرقة، وإلى الحرس الثوري.
3- ان النظام الإيراني انفق أموالا طائلة على عملائه في سوريا والعراق ولبنان واليمن والبحرين وفلسطين وغيرها.
الشعب الايراني يرى ثروته يتم تبديدها في مغامرات خارجية، وفي نفس الوقت يرى رجال الدين وهم يزدادون ثراء بشكل فاحش.
4- وكان للرئيس الأمريكي ترامب دور مهم في تفجر الاحتجاجات، ذلك ان موقفه العدائي من النظام الإيراني وسياساته المعلنة المعروفة من النظام، اعطى للشعب الإيراني ايحاء، عن خطأ أو عن صواب، بأن لديه حليفا في البيت الأبيض الأمريكي.
وفيما يتعلق بأسباب الانتفاضة، ومزاعم النظام الإيراني بأن الاحتجاجات ما هي الا مجرد مؤامرة أجنبية، سخر من هذا الزعم المحلل الإصلاحي الإيراني صادق زيبا كلام، وكتب يقول: «العالم كله يلعب دورا في هذه الاحتجاجات ما عدا الشعب الإيراني نفسه. أتمنى، ولو لمرة واحدة، من السلطات، بدلا من اللجوء إلى نظريات المؤامرة، واتهام العالم الغربي، بأن ينزل المسؤولون من أبراجهم العاجية، وأن يتحدثوا إلى الناس، الذين فاض بهم الكيل تماما من سياساتهم، وأن يتعرفوا على آلامهم».
‭}}}‬‬‬
طبيعة الانتفاضة
من أكبر القضايا التي اهتم بها المحللون والباحثون دراسة طبيعة الانتفاضة التي اندلعت، وما هي الأبعاد والخصائص الجديدة التي تميزها عن الاحتجاجات السابقة التي شهدتها إيران وخصوصا احتجاجات عام 2009 التي عرفت بـ«الحركة الخضراء».
أحد المحللين قال ان الكثيرين يستغربون كيف انتشرت الانتفاضة هكذا على هذا النطاق الواسع رغم هذا. يقول: لا أحد لديه إجابة عن هذا السؤال. يبدو ان الأرض كانت مهيأة تماما لاندلاع الانتفاضة وانتشارها على هذا النحو.
ولي تحفظ منطقي مشروع على هذا الطرح فالمقاومة الايرانية في مؤتمرها العام الاخير في الاول من تموز عام 2017 طرحت بصوت عال مهمة اسقاط النظام ولم تمض الا اشهر قلائل على هتاف زعيمة المقاومة السيدة رجوي – الشعب يريد اسقاط النظام ليتردد الهتاف في شوارع المدن الايرانية الكبيرة بل وحتى القرى والبلدات والارياف .
كما لدي تحفظ كبير اخر على هذا القول ذلك ان منظمة مجاهدي خلق باعتراف خامنئي وكبار ازلام النظام اعترفوا صراحة بدور المنظمة في تسريع تفجير الانتفاضة والتنسيق بين اطرافها وقيادتها وقيادة جهازها الاعلامي :
المعنى الأساسي الذي يستخلصه المحللون من عفوية الانتفاضة على هذا النحو هو ان الأوضاع في إيران بلغت حدا من السوء لم يعد من الممكن الصمت عنه بالنسبة للشعب الإيراني.
ثانيا: الانتشار الجغرافي الواسع للانتفاضة بسرعة وامتدادها إلى كل انحاء مناطق وأقاليم إيران تقريبا، فقد اندلعت في أكثر من 70 مدينة إيرانية.
هذا الجانب توقف عنده المحللون وناقشوا ما الذي يعنيه.
على سبيل المثال، كتب كريم سجادبور المحلل السياسي الإيراني في مجلة «ذي اتلانتيك» يقول عن هذا الجانب: على الرغم من قلة أعداد المحتجين في الانتفاضة الحالية مقارنة بالحركة الخضراء الاحتجاجية في 2009، فإن ما يميز الانتفاضة الحالية الانتشار الواسع، والنطاق الجغرافي للمدن والأقاليم والمناطق التي اندلعت فيها. لقد بدأت الانتفاضة في 28 ديسمبر في مدينة مشهد، التي تعتبر أحد المعاقل الأساسية للنظام، حيث هتف المحتجون بشعارات مثل «اتركوا سوريا وحدها.. فكروا فينا»،.. وسرعان ما امتدت إلى قم، المدينة المقدسة الأولى في إيران. والعجيب في رأيه انه في قم عبر المحتجون عن الحنين إلى رضا شاه.. وبعد ذلك امتدت الاحتجاجات إلى المدن الإقليمية، حيث هتف الآلاف «لا نريد جمهورية إسلامية» في راشت، و«الموت للديكتاتور» في خورم اباد.. ثم امتدت بعد ذلك إلى طهران».
في نفس هذا الاتجاه، كتب أمير أحمدي في «نيويورك تايمز» يقول: في الحركة الخضراء عام 2009، اندلعت الاحتجاجات أساسا في طهران، وشارك فيها المنتمون إلى الطبقة الوسطى وخريجو الجامعات. لكن الوضع هذه المرة مختلف، فقد اندلعت الانتفاضة في الأقاليم خارج طهران، وأبناء الطبقة الوسطى والمتعلمون بعيدون عن هذه الانتفاضة، هم مراقبون وليسوا مشاركين.
ثالثا: أخطر خصائص الانتفاضة التي رصدها وتوقف عندها المحللون والباحثون يتعلق بطبيعة الذين انتفضوا على النظام وانتماءاتهم الاجتماعية.
الأمر المحوري الخطير الذي رصده المحللون هنا هو ان الذين انتفضوا على النظام هم بالذات الذين يمثلون قاعدته الاجتماعية والسياسية، التي لطالما اعتمد على تأييدها وولائها له.
وعلى سبيل المثال، كيفان هاريس الأستاذ في جامعة كاليفورنيا كتب يقول: «كان هناك افتراض راسخ مؤداه ان ما يسمى بقاعدة الجمهورية الإسلامية يتمثل في الفلاحين والمحافظين الدينيين، وعوائل المحاربين في الحرب العراقية الإيرانية. لكن هذا الافتراض سقط.. طبيعة الانتفاضة الحالية فاجأت النخبة السياسية المنقسمة، والتي لم تعرف كيف ترد على الانتفاضة، وفاجأت حتى مثقفي المعارضة في إيران والذين كانوا يظنون انهم يقودون التغيير السياسي والاجتماعي».
بابرباره سالفين، مدير مبادرة «مستقبل إيران» في «مجلس الاطلنطي» كتبت أيضا تقول: «على عكس احتجاجات 2009، فإن الاحتجاجات الأخيرة قام بها أساسا المنتمون إلى القاعدة العمالية للنظام، وليس المنتمين إلى شمال طهران الميسورين».
عن نفس القضية، كتبت هالة اسفندياري تقول: «انتشرت الاحتجاجات على نطاق واسع جدا، والملفت أن المحتجين هم أساسا من الشباب العاطل عن العمل، والعناصر المهمشة في المجتمع، أي انهم ينتمون إلى القاعدة الأساسية للنظام».
المحللون يعتبرون ان هذا الجانب، أي انتفاضة القاعدة الاجتماعية على النظام من أخطر ما يكون، فهو في جوهره يمثل انقلابا سياسيا على النظام.
رابعا: وإذا كان المحللون قد رصدوا انتفاضة القاعدة الاجتماعية والسياسية للنظام على هذا النحو، فقد توقفوا أيضا عند حقيقة ان اغلب هؤلاء الذين شاركوا في الانتفاضة الأخيرة هم من جيل الشباب. بكل ما يعنيه ذلك.
في هذا الصدد، كتبت نرجس باجوغلي، الباحثة في مركز واتسن في جامعة براون تقول: «المسؤولون يقولون إن 90% من المئات الذين تم اعتقالهم من بين المحتجين عمرهم أقل من 25 عاما. بالتالي، ليس لدى هؤلاء سابق خبرة مع احتجاجات 2009 مثلا.. انهم شباب صغار.. انهم ينتمون إلى جيل جديد، وهم يحتجون خارج اطار سياسات النظام.. الأمر لم يعد يتعلق بالإصلاحيين..انهم يتجاوزون كثيرا كل ما عرفناه واعتدنا عليه عن السياسة في اطار النظام في إيران».
تريد ان تقول، وهذا ما يقوله كثير من المحللين الآخرين أيضا ان الجيل الجديد في إيران هو خارج اطار النظام الحالي ويتجاوزه في مواقفه ومطالبه وتصوراته.
‭}}}‬‬‬
انتفاضة الأقليات
من أهم وأخطر الجوانب التي توقف عندها المحللون حقيقة المشاركة الفاعلة لأبناء الأقليات العرقية والدينية في إيران في الانتفاضة، الأمر الذي يعتبرونه تطورا في منتهى الخطورة.
من أهم ما كتب في هذا الشأن تحليل مطول نشره «معهد واشنطون» للأبحاث، وكتبته بريندا شيفر، وهي أستاذة مساعدة في «مركز الدراسات الأوروبية الأوراسية والروسية» في جامعة جورج تاون، ومؤلفة كتاب «إيران وتحدي الهوية الأذربيجانية».
تقول في تحليلها ان أهم ما يميز الانتفاضة الأخيرة أن الاحتجاجات شملت عنصرًا عرقيا كان غائبًا خلال انتفاضة عام 2009 ومن شأنه أن يسبب مشاكل إضافية للنظام. وعلى الرغم من أن هذا العامل ليس سوى أحد المظالم العديدة التي أججت حماسة المتظاهرين، إلّا أنّ حدة الاحتجاجات في المحافظات الحدودية تشير إلى أن ما يجري قد يطلق شرارة اضطرابات عرقية خطيرة.
أشارت هنا إلى مقاطع فيديو تناقلته وسائل التواصل الاجتماعي مسجلة خلال التظاهرات، أظهرت أن المشاركين يستخدمون لغات الأقليات على غرار اللغة الكردية والأذربيجانية ليرددوا شعارات تبجل الفخر العرقي.
وتقدم الباحثة بعض المعلومات عن الأقليات في إيران وحالها.
تذكر أن غالبية سكان معظم المحافظات الحدودية هم من غير الفرس، في حين أن وسط إيران فارسي عمومًا (على الرغم من أن نصف سكان طهران نفسها مكوّن من أقليات). وفي المجموع، تشكّل الأقليات العرقية أكثر من نصف إجمالي عدد سكان البلاد البالغ 82 مليون نسمة، وفقًا للتقييمات الأكاديمية. وأكبر مجموعة من هذه الأقليات هي تلك المكونة من الأذربيجانيين (حوالي 24 مليونا)، تليها الأكراد (8 ملايين)، واللور أو لُر أو الأكرد الفيلية (3 ملايين)، والعرب (3 ملايين)، والتركمان (3 ملايين)، والبلوش (3 ملايين).
وفيما يخص الاحتجاجات الأخيرة، تدلّ مؤشرات عديدة على أن الانتماء العرقي أصبح عاملاً مهمًّا. فعلى سبيل المثال، انطلقت الاحتجاجات في الأساس من مدينة مشهد، التي تضمّ شريحة واسعة من التركمان وتقع على بعد ساعتين بالسيارة من الحدود مع تركمانستان. ومن هناك امتدت الاحتجاجات إلى العديد من المدن الصغيرة في الشمال الغربي والجنوب الغربي من البلاد، ومعظمها في المناطق الكردية والعربية. ولم تبدأ الاحتجاجات الكبيرة في طهران إلا في اليوم الثالث، كما اندلعت مظاهرات كثيرة في وسط البلاد في مجتمعات تسكنها الأقليات (مثلاً مدينة كرج التي يهيمن عليها الأذربيجانيون خارج العاصمة).
بالإضافة إلى ذلك، فإن عشرات التعليقات عبر وسائل التواصل الاجتماعي قد أظهرت المحتجين في بعض المحافظات وهم يطلقون مطالب عرقية -قومية مترافقة مع موسيقى في الوقت الذي يرددون فيه شعارات بلغات الأقليات مثل اللغة الأذربيجانية والكردية والعربية.
وعن الأسباب التي دفعت أبناء الأقليات إلى المشاركة الفاعلة في الاحتجاجات تقول الباحثة ان مناطق الأقليات تواجه صعوبات اقتصادية أكثر من تلك في وسط البلاد. فمعدلات الدخل والخدمات الاجتماعية في هذه المناطق هي في مستويات أدنى، ومعدلات البطالة في مستويات أعلى، ويعاني العديد من السكان تحديات صحية ومعيشية باهظة ناجمة عن الأضرار البيئية. فضلاً عن ذلك، لا يسمح النظام للأقليات العرقية باستخدام لغاتهم الأصلية في الأماكن الرسمية مثل المحاكم والمدارس، في انتهاك للحماية الدستورية.



#صافي_الياسري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ايران والتحضير لحرب شرق اوسطيه جديده عام 2018
- امبراطورية خامنئي المالية تتحكم في 200 مليار دولار والجياع ي ...
- النظام الايراني وحذلقة الانترنيت الحلال والانترنت الحرام اير ...
- كم تكلف ولاية الفقيه شعبها وكيف تنفق امواله – بالارقام - ولا ...
- أالمرأة الايرانية تطلق ظاهرة خلع الحجاب تحديا
- الملالي يهدرون اموال الايرانيين على التسلح والمشاريع التي لا ...
- ورقة الفساد في لعبة الكبار هي التي ستسقط النظام
- خامنئي يدافع عن الارهاب وينتقد المتراجعين عنه
- ايران تعمل على احياء القاعدة من جديد
- خامنئي في قلب الزلازل الارتداديه - حرب الخلافه
- التيار الليبرالي العراقي
- الصراعات الداخلية بين اطراف الحكم والسياسة في نظام ولاية الف ...
- ما اشبه الليلة بالبارحه ** القمع السلطوي الذي اسس له خميني م ...
- كرمانشاه المعاناة التي انقلبت ثوره
- النار الايرانية تحت الرماد السوري
- في العلاقة بين الايديولوجيا والسياسة والحكم الخميني والخرافه
- السرطان الثقافي الايديولوجي الخميني غطاء فعال لنشاطات الحرس ...
- نحن نشهد سكرات موت الجمهورية الاسلامية الخمينية
- اغتيال رفسنجاني خنقا
- الافلاس المالي سيكون احد الاسباب الرئيسة لسقوط النظام الايرا ...


المزيد.....




- الطلاب الأمريكيون.. مع فلسطين ضد إسرائيل
- لماذا اتشحت مدينة أثينا اليونانية باللون البرتقالي؟
- مسؤول في وزارة الدفاع الإسرائيلية: الجيش الإسرائيلي ينتظر ال ...
- في أول ضربات من نوعها ضد القوات الروسية أوكرانيا تستخدم صوار ...
- الجامعة العربية تعقد اجتماعًا طارئًا بشأن غزة
- وفد من جامعة روسية يزور الجزائر لتعزيز التعاون بين الجامعات ...
- لحظة قنص ضابط إسرائيلي شمال غزة (فيديو)
- البيت الأبيض: نعول على أن تكفي الموارد المخصصة لمساعدة أوكرا ...
- المرصد الأورومتوسطي يطالب بتحرك دولي عاجل بعد كشفه تفاصيل -م ...
- تأكيد إدانة رئيس وزراء فرنسا الأسبق فرانسو فيون بقضية الوظائ ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صافي الياسري - طبيعة الانتفاضة الايرانية الشعبية واسباب تفجرها ومواقف الاقليات