أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صافي الياسري - كرمانشاه المعاناة التي انقلبت ثوره















المزيد.....

كرمانشاه المعاناة التي انقلبت ثوره


صافي الياسري

الحوار المتمدن-العدد: 5769 - 2018 / 1 / 26 - 17:58
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كرمانشاه المعاناة التي انقلبت ثورة
صافي الياسري
كرمانشاه التي رزئت بالزلزال الذي شرد اهلها وقتل فرابة 600 مواطن منهم استمدت من معاناتها المتعددة الاوجاع دفعا شديدا للانتفاض على سلطة الملالي وحيث لم تنجح قوات مكافحة الشغب ومختلف قوات النظام الإيراني في قمع أصوات الاحتجاجات التي اندلعت من مشهد، ذات المكانة الدينية الخاصة، ليصل صداها إلى العاصمة طهران، مركز الحكم والسيادة الإيرانية. كما فشلت طروحات النظام لتبرير هذه الاحتجاجات التي تعكس تنامي السخط بشأن ارتفاع الأسعار ومزاعم فساد ومخاوف بشأن مشاركة إيران الباهظة التكلفة في صراعات إقليمية في سوريا والعراق.
خرج المواطنون في كرمنشاه، التي شهدت زلزالا أودى بحياة أكثر من 600 شخص في نوفمبر 2017، ومدن إيرانية أخرى منها ساري ورشت في الشمال وقم جنوبي طهران وأيضا في همدان بالغرب وصولا إلى طهران، للتضامن مع انتفاضة أهالي مدينة مشهد وحملة «لا للغلاء»، إلى الشوارع مرددين شعارات «الموت للدكتاتور» و«لا تخافوا، لا تخافوا كلنا متحدون معا» و«الموت لروحاني ولخامنئي» و«الشعب يستجدي والسيد يدّعي الألوهية» و«لا غزة ولا لبنان، روحي فداء إيران» و”اتركوا سوريا، فكروا فينا” و”غلطنا حين ثرنا.. إهنأ يا رضا بهلوي”.
ويزداد عدد المتظاهرين، في وقت انتشرت عناصر القمع ووحدة مكافحة الشغب لقوى الأمن بشكل مكثف لتفريق المتظاهرين. وقال مسؤول إن السلطات احتجزت بضعة محتجين في طهران، وأوقفت 52 شخصا شاركوا في تظاهرات في مشهد.
وانتشرت تسجيلات فيديو على وسائل التواصل الاجتماعي تعرض مظاهرات في عدد من كبريات مدن البلاد وهي الأكبر في إيران منذ احتجاجات 2009. وكانت مدينة مشهد أكثر المدن تضررا بإغلاق مؤسسة ميزان، التي كانت تدير نحو مليون حساب، ما أدى إلى اندلاع احتجاجات في المدينة منذ العام 2015.
ويشير الكاتب الأحوازي عباس الكعبي إلى أنه قبل المظاهرات الاحتجاجيّة التي تشهدها مدن مشهد ونيشابور وكاشمر وكرمنشاه وشاهرود وخرّم آباد وبيرجند وقوتشان، كانت مدينة أصفهان قد شهدت مظاهرات احتجاجية كبيرة ضد سياسات النظام الحاكم. كما أن عدّة مناطق في الأحواز كانت قد ثارت قبل أيام ردا على أعمال القمع واستمرار اغتصاب أراضي الفلاحين الأحوازيين ومنحها للإيرانيين الفرس، وكانت قرية الجليزي والقرى المجاورة لها مسرحا لأحداث دامية بين المتظاهرين وقوات الأمن التي اعتقلت المئات من بينهم العشرات من النساء.
وانتشرت تسجيلات فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي تظهر متظاهرين يصرخون قائلين “الناس تتسول ورجال الدين يتصرفون كآلهة”. وفي مدينة أصفهان بوسط البلاد قال سكان إن محتجين انضموا لتجمع نظمه عمال مصنع يطالبون بأجورهم . ونقلت وكالة رويترز عن الشهود عبر الهاتف “سرعان ما تحولت الشعارات من الاقتصاد إلى تلك التي تهتف ضد حسن روحاني وآية الله علي خامنئي”.
ولجأ نائب الرئيس الإيراني إسحق جهانغيري في تصريحات نقلها التلفزيون الرسمي إلى نظرية المؤامرة لتبرير الاحتجاجات التي قامت على حقائق ملموسة وبائنة، حيث قال “يبدو أن ثمة أمرا آخر خلفه بعض الحوادث التي وقعت في البلاد بذريعة مشاكل اقتصادية”.
ودعا ممثل الزعيم الأعلى آية الله علي خامنئي في مشهد أحمد علم الهدى إلى اتخاذ إجراء صارم ضد المحتجين. ونقلت وكالة الجمهورية الإسلامية الإيرانية للأنباء عن علم الهدى قوله “إذا تركت وكالات الأمن وإنفاذ القانون مثيري الشغب وشأنهم فإن الأعداء سينشرون تسجيلات وصورا في إعلامهم ويقولون إن نظام الجمهورية الإسلامية فقد قاعدته الثورية في مشهد”.
لقد هتف المتظاهرون “الموت لروحاني الموت لخامنئي”، بما ينزع عن روحاني على الأقل قناعه المعتدل والذي سقط قبل ذلك حين بدت تصريحاته ضد السعودية والولايات المتحدة وفرنسا ودول أخرى أكثر تطرفا من تلك الصادرة عن جنرالات الحرس الثوري.
ويشدد مرجع إيراني معارض على أن التظاهرات أتت لتدعم ما تسرب من قبل دوائر سياسية إصلاحية في إيران من أن روحاني ليس معتدلا وليس إصلاحيا وهو ينفذ أجندة القوى النافذة في الحكم بقيادة المرشد.
ويرى هذا المصدر أن ذلك يعني أن الناس، وعلى عكس المظاهرات التي خرجت عام 2009 ضد إعادة انتخاب محمود أحمدي نجاد انتصارا لمرشحي التيار الإصلاحي، تخرج هذه المرة ضد النظام السياسي الإيراني برمته لا فرق في ذلك بين تيار وآخر.
عشية الانتخابات الرئاسية تبادل المرشحون الحجج التي تفصح عن حجم الكارثة. فبعد 38 عاما على قيام الجمهورية الإسلامية في إيران تحدث المرشح المحافظ محمد قاليباف عن أن 11 مليونا من الإيرانيين يعيشون في بيوت الصفيح، فتصدى له المرشح المحافظ الآخر إبراهيم رئيسي ليصحّح الرقم ويؤكد أنه 16 مليونا. أما الأرقام فتتحدث حاليا عن أن 25 بالمئة من الإيرانيين يعيشون تحت خط الفقر.
وينقل عن خبراء في الشؤون الاقتصادية أن إيران دولة غنية بمواردها، فهي ثاني دولة منتجة للنفط بعد السعودية وثاني منتج للغاز الطبيعي في العالم بعد روسيا وتملك شبكة واسعة من العلاقات الاقتصادية في العالم وأن توسعها العسكري لا سيما في مجال التسلح والصناعات العسكرية أكبر دليل على توفر الموارد المالية على الرغم من ترويج طهران لمعاناة البلاد من العقوبات الدولية.
وأضاف هؤلاء أن العقوبات التي تفرضها الولايات المتحدة والمجتمع الدولي تطال بالأساس القطاعين العسكري والأمني ولا تطال ما يمكن أن يؤثر على المستوى المعيشي العام، إلا أن سلطات طهران تلجأ إلى التذرع بتلك العقوبات في محاولة منها لإقناع الإيرانيين بأن سبب مشاكلهم يعود إلى ضغوط يمارسها أعداء البلاد.
وأحرق المتظاهرون سيارات الشرطة واصطدموا مع قوات الباسيج وأحرقوا صور المرشد الحالي كما صور قائد الثورة الإيرانية روح الله الخميني. وهتفوا بسقوط الدكتاتور بما يعني أن المتظاهرين يعتبرون أنهم يعيشون داخل دكتاتورية، أي نفس المسوغ الذي قاد الشعب الإيراني يوما إلى إسقاط دكتاتورية شاه إيران.
والظاهر أن ترداد تعبير “فليسقط الدكتاتور” هو ما أرعب منابر الحكم في إيران لما لهذا الشعار من تفريغ كامل لشرعية الحكم الحالي في البلاد وعقيدة ولاية الفقيه التي تستند على مبدأ العدل، فكيف يتسق عدل مع دكتاتور؟
ويلاحظ بعض المختصين في الشأن الإيراني أنهم رصدوا من خلال هذه المظاهرات نفس عوامل الثورة على الشاه، أي انتقال تأثيرات القرية إلى المدينة وبالتالي ترييف المدن من خلال زحف، يعبر عن خلل في التنمية العامة، نحو مراكز المال والعمل في المدينة.
ويرى هؤلاء أن الفقر ليس هو المشكلة، فهو منتشر في العالم، إلا أن انفجار الوضع متعلق بإحساس الفقير بأنه مضطهد.
ويقول مصدر إيراني مطلع إن شعارات المتظاهرين تشبه تلك التي رفعت أثناء “الحركة الخضراء” عام 2009 وتفصح عن وعي كامل بطبيعة الورم الذي تعاني منه البلاد.
وردد المتظاهرون شعارات تطالب بأن تكون “إيران أولا” لا غزة لا سوريا ولا اليمن ولا لبنان. ويضيف هذا المصدر أن هذه الشعارات ليست مطلبية بل سياسية تنتقد سياسة النظام وتحملها مسؤولية العزلة الإقليمية والدولية التي تبعد إيران والإيرانيين عن التفاعل الطبيعي مع العالم.
ويرى المصدر أن المجتمع الإيراني يعلم أن عشرات المليارات من الدولارات تنفق على الميليشيات التابعة للحرس الثوري في الخارج، وأن المجتمع الإيراني غير معني بدعم حزب الله في لبنان أو ميليشيات الحوثي في اليمن. كما أنه غير معني بالدفاع عن نظام دكتاتوري دموي في سوريا، وهو وصف سبق لروحاني وللرئيس الإيراني الراحل علي أكبر هاشمي رفسنجاني الاقتراب منه في انتقادهم لانخراط بلادهم في الحرب السورية.
وتكشف مراجع حقوقية إيرانية في الخارج عن أن سياسة الإنفاق في الخارج باتت شرطا من شروط تشكل شبكة الفساد التي تنخر موارد البلاد.
وتضيف المصادر أن مسألة الفساد باتت علنية يجري السجال حولها في وسائل الإعلام، وأن تورط الطبقة السياسية برمتها في قضايا الفساد هو ما يدفع المتظاهرين إلى الهجوم على كافة أجنحة السلطة، وكأن هذا السلوك يوحي بالحاجة إلى بديل آخر قد يتطور ليصبح بديلا عن نظام الجمهورية الإسلامية برمته.
ويرى مراقبون لشؤون المنطقة أن التحولات الإيرانية باتت ضرورية لحل ملفات عديدة في المنطقة، وأنه رغم المقاومة التي تقوم بها عواصم المنطقة ضد التدخل الإيراني في شؤون المنطقة، إلا أن تغييرا داخليا قد يعيد تشكيل المنطقة برمتها على نحو ينهي احترابها الداخلي ويعيد لها حدا من الانسجام الضروري لفرض الاستقرار والتنمية في كافة بلدان الشرق الأوسط.
ويضيف هؤلاء أن سلطات طهران قد تعمد عبر القمع أو اتخاذ تدابير استرضائية إلى امتصاص هذه المظاهرات، إلا أن تلك السلطات لن يمكنها وقف عجلة التاريخ، خصوصا أن مظاهرات اليومين الأخيرين تضاف إلى حراك إيراني عام لم يتوقف منذ عام 2009 وهو ما يمثل إشكالا متناميا قد يتحول إلى مفترق تاريخي جديد في حياة الإيرانيين.



#صافي_الياسري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- النار الايرانية تحت الرماد السوري
- في العلاقة بين الايديولوجيا والسياسة والحكم الخميني والخرافه
- السرطان الثقافي الايديولوجي الخميني غطاء فعال لنشاطات الحرس ...
- نحن نشهد سكرات موت الجمهورية الاسلامية الخمينية
- اغتيال رفسنجاني خنقا
- الافلاس المالي سيكون احد الاسباب الرئيسة لسقوط النظام الايرا ...
- من كتاب العلاقة الوثيقة بين القاعدة وملالي ايران
- خامنئي والحرس الثوري والاقتصاد الايراني والانتفاضة الشعبية ا ...
- مافيا الحرس الثوري الثقب الاسود الذي سيبتلع نظام ولاية الفقي ...
- على هامش مؤتمر الحوار العربي - الايراني ببيروت
- النظام الايراني فشل يلاحقه فشل - مؤتمر البرلمانات الاسلاميه ...
- ما الذي فعلته الانتفاضة بالمجتمع الايراني
- حقيقة الامام النزيه - الوجه الاخر لخامنئي
- من طهران الى بيروت اغتيال الكلمة على قدم وساق
- انهيار الريال الايراني
- الى عشاق اميركا وايران من العراقيين
- الملالي ينفقون المليارات على مقبرة خميني ولا ينفقون تومانا ل ...
- الهزات الارتدادية لاستقالة الحريري في صفوف الملالي
- من تداعيات استقالة الحريري - ايران تصب الزيت على النار
- استقالة سعد الحريري وثيقة ادانة للنظام الايراني وادواته في ل ...


المزيد.....




- -زيارة غالية وخطوة عزيزة-.. انتصار السيسي تستقبل حرم سلطان ع ...
- رفح.. أقمار صناعية تكشف لقطات لمدن الخيام قبل وبعد التلويح ب ...
- بيستوريوس: ألمانيا مستعدة للقيام بدور قيادي في التحالف الغرب ...
- دعوات للانفصال عن إسرائيل وتشكيل -دولة الجليل- في ذكرى -يوم ...
- رئيس الأركان الأمريكي السابق: قتلنا الكثير من الأبرياء ولا ي ...
- تفاصيل مثيرة عن -الانتحار الجماعي- لعائلة عراقية في البصرة
- الإيرانيون يعيدون انتخاب المقاعد الشاغرة في البرلمان وخامنئي ...
- السلطات اللبنانية تخطط لترحيل عدد من المساجين السوريين
- هتاف -فلسطين حرة- يطارد مطربة إسرائيلية في مسابقة -يوروفيجن- ...
- الجيش الإسرائيلي ينسف مباني في مدينة رفح جنوبي قطاع غزة


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صافي الياسري - كرمانشاه المعاناة التي انقلبت ثوره