|
جامعة الكفيل وتفريس العراق
حمزة الكرعاوي
الحوار المتمدن-العدد: 5767 - 2018 / 1 / 24 - 22:54
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
لكل بلد هوية ، ولكل إنسان تحديدا جغرافية خاصة به ، لا يستطيع الإنفكاك عنها ، حتى وإن إبتعد عنها مسافة كواكب آخرى ، سيبقى حاملا لهذه الهوية و الجغرافية ، وستبقى هي حاملة له . هناك جملة للشاعر اليوناني ( الاسكندراني ) كازاغي ، وهي في غاية الاهمية ، أنا شخصيا إستشهد بها في لحظات المأزق ، عندما أشعر أن هناك خلل يتصل بهويتنا العراقية ( إن كنت قد خربت حياتك هنا ، أينما تذهب تحمل خرابك معك ) . وهنالك قاص أمريكا اللاتينية لديه جملة أيضا غاية في الاهمية صاحب كتاب الرمل ، يقول : القدر مكان . قدرنا مكان وهو النفط والاضرحة التي سبقت النفط في مواردها التي تعادله ، ولولا هذا القدر والثروات لما قدمت إلينا عمائم مجهولة النسب ( آلهة ) ولا شركات الغرب . اذا كان الامر هكذا لماذا كثير من العراقيين يتبرعون لشيطنة هويتهم العراقية ( إن كانوا عراقيين ) ؟. العراقي لايمتلك غير الجغرافية العراقية المعروفة ، وبدونها سيبقى غريبا ، لاقيمة له مهما ملك من عقارات ، أو حصل على شهادات جامعية ، ولا يستطيع إلا أن يكون عراقيا أينما يذهب ، وهذا ليس خياره ، ولا يستطيع إختيار عراقيته بمزاجه ، لانها بنية عميقة ، والبنى العميقة لاتستطيع القوى الكونية تهشيمها ، تزول بزوال حاملها ، ولذلك كلما حاول بعض العراقيين ( بالاصل أو المتجنسين ) أن يغييروا من سلوكهم ، أن يظهروا بمظهر غير العراقي ، في النهاية ستكتشف وسيقرأك الاخر على أنك عراقي ، مهما تنكرت لهويتك العراقية . ماهي مصلحة كثير من العراقيين ، يحاولون شيطنة هويتهم العراقية ، وفي النهاية خسارة كبرى ، لانه كلما حاول ( العراقي ) ان يستوعب الاخر ويفهم ( الخارج جغرافيته ) ويتمثل سلوكه ستكون النتجية الفشل ، والمقابل لايتحترمه ، الحقيقة أنك لاتستطيع الا أن تكون عراقيا ، وهذا لايعني الحد من عراقية البعض ، لكن هذه قراءة موضوعية . الشيطنة تبدأ مدروسة أو لا ، علينا أن نستعيد وعينا ، ونعرف لحظتنا الراهنة ، ماالذي يحدث فيها ، الاسلام قد تمت شيطنته ، والعراق ليس عربيا ، وهذا ليس دفاعا عن احد أو قومية ، الحديث عما يدور في العراق . اذا كان الاسلام تمت شيطنته ، وجعلنا ندفع الثمن على مدار الساعة كعراقيين ، واذا كان البلد ليس عربيا ، مالذي بقي في هوية العراقيين ؟. والسؤال الأهم : ماهي مفردات هوية العراقيين ؟. هل يستطيع العراقيون أن يفكروا حتى يصلوا إلى ما يحاك لهم ولبلدهم ؟. أهم مفردتين من مفردات هوية العراقيين ، الاسلام والعربية ، والحديث هنا عن معطى ثقافي هائل ، بموجبه نحن عراقيون اليوم ، أي بالمعنى المتعارف والمتفق عليه بيننا كعراقيين . وهناك فكرة ضمن مشروع الشيطنة ( مشروع سحق الهوية العراقية ) إفراغ الهوية العراقية من محتوياتها إلى الحد الذي نصل فيه أن تكون الهوية العراقية كيسا فارغا ، أي يأتي يستطيع أن يرمي فيها قاذوراته ، ويبصق فيها ، ويلفقها على أنها هوية العراقيين الجديدة ، ومن أساليب الشيطنة جعل العراقي يكره هويته الوطنية ، واذا ذكرها يشمأز منها ، لانها صورت له أنها ضد الدين . جامعة الكفيل الايرانية ، تشترط على الدراسين فيها تعلم اللغة الفارسية ، والمعروف في جميع الدراسات الاسلامية ، تعتمد اللغة العربية ( نحوها وصرفها وبلاغتها ) . الذين وراء تأسيس جامعة الكفيل الايرانية في العراق ، يتوفرون على مشروع تفريس البلد ، وهذه فكرة ( حسين الشهرستاني ) الذي طلب من طلاب الجامعات العراقية ، تقديم البحوث التي تثبت عدم عروبة العراق ، وتبنى هذه الفكرة محمد رضا سيستاني . المسلمون أرادوا من الفرس أن يكونوا عبيدا لله ، فجاءونا آلهة تعبد من دون الله ( عباءة الله ، روح الله ، كفاءة الله ، عصمة الله ووووالخ ) . المشروع الايراني معلن ، ويلتقي مع المشروع الصهيوني في تجريف العراق ، وتهشيم هويتنا الوطنية ، والقادم اسوأ ، لان الايراني والصهيوني بمساعدة امريكا يحاول ان يزيل حامل الهوية العراقية ، عن طريق تنفيذ مشروع الابادات الجماعية ، تماما كالذي حدث للهنود الحمر عندما تمت إزالتهم من قبل المستوطنين الاوربيين الذين إستولوا على وطنهم .
#حمزة_الكرعاوي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
تشريعات برلمان النكاح
-
مقتدى الصدر و إصلاح الاحتلال
-
النزاعات العشائرية في العراق
-
متى يتحرر العقل العراقي ؟
-
الترحم على الحصة التموينية
-
بشراء الاصوات والذمم سقطت الدولة العراقية
-
ظاهرة دونالد ترامب
-
ثورة السحل في العراق قادمة
-
إعلان ولاية فقيه في العراق
-
من القدس إلى النجف هدم المنازل
-
نهاية زمن الدولة الوطنية
-
خطورة حكم رجال الدين على الانسانية
-
حلم أحفاد كسرى في العراق
-
حج كربلاء محو لذنوب الساسة
-
إنقراض الدولة العراقية
-
أبناء بريطانية العظمى في العراق
-
مهندسو الخراب في العراق
-
التبعية
-
( صلاة الواو بين النافورة والجسر )
-
المقدس في حياة الناس
المزيد.....
-
الكويت.. تفكيك شبكة تهريب مخدرات يقودها مفتش جمارك
-
بيان مشترك بشأن الانسحاب الأميركي من النيجر
-
ما الذي نعرفه عن إبراهيم رئيسي الذي تعرضت مروحيته لحادث ؟
-
تعرض مروحية تقلّ الرئيس الإيراني لحادث في أذربيجان الشرقية و
...
-
++ تغطية مباشرة لتعرض مروحية إيرانية لحادث ومصير رئيسي ++
-
كيف يؤثر تغير المناخ على صحة الدماغ؟
-
مصرع شخصين وفقدان خمسة آخرين في حادث اصطدام قارب نهري في الم
...
-
متورطون في هجوم -كروكوس- الإرهابي يستأنفون ضد تمديد اعتقالهم
...
-
آخر ظهور للرئيس الإيراني ووزير الخارجية أمير عبد اللهيان قبل
...
-
كتائب القسام تعلن استهداف قوات إسرائيلية على محور -نتساريم-
...
المزيد.....
-
الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة
...
/ ماري سيغارا
-
الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي
/ رسلان جادالله عامر
-
7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة
/ زهير الصباغ
-
العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني
/ حميد الكفائي
-
جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023
/ حزب الكادحين
-
قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية
/ جدو جبريل
المزيد.....
|