أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - سندس القيسي - الثورة الفلسطينية العظمى















المزيد.....

الثورة الفلسطينية العظمى


سندس القيسي

الحوار المتمدن-العدد: 5764 - 2018 / 1 / 21 - 21:47
المحور: القضية الفلسطينية
    


الثورة الفلسطينية العظمى

فلنعيد اكتشاف مفاهيم وقيم الثورة الفلسطينية العظمى، التي تشكل جزءًا كبيرًا من ذاكرتنا الجمعية. ألم تعلمنا الثورة الحرية، بدءًا من حرية الفكر وحتى حرية الجسد. أليس المبدأ هو واحد صحيح لا يتجزأ، ويتوزع على كافة مناحي الحياة. ألم تعلمنا التمرد على الأهل والواقع الإجتماعي؟ ألم تعلمنا المساواة بين الرفيق والرفيقة، المناضل والمناضلة، والشهيد والشهيدة. فكان الفلسطينيون أول من احترموا المرأة وقدّسوها، بل حتى كادوا يعبدوها. فالمرأة هي الأم، هي الأرض، هي كل شيء، كل المعاني والتضحيات الرائعة والجميلة واللمسة الدافئة، التي تمنح الحنان والأمان والأمل الذي يريح أعصابنا القلقة والمتوترة دائمًا.

هذه الثورة الفلسطينية العظمى التي أنجبت قادة ومبدعين وأعادت خلق تراثها المسلوب مرةً تلو مرة، هي ذاتها التي ربطت الأم بالأرض والأرض بالأم، ولهذا يقول الفلسطيني، الأرض عرض بمعنى أنها شرف الإنسان. الثورة علمتنا أن عورة المرأة ليست هي شرف الرجل العربي وأن المجتمع العربي قبليًا وبدويًا ولا يراعي سبل الحوار الثقافي ولا التفكير التقدمي. الثورة الفلسطينية أظهرت للعالم سبل إحتواء التعددية السياسية من خلال تعدد البرامج السياسية بين الفصائل الفلسطينية المختلفة. والأهم من كل ذلك، فتحت باب النقاش حول المواضيع المحرمة في الدين. بل لقد تجرأت قوى اليسار باتخاذ مواقف سياسية تنبذ الدين بشكل علني. وقد شهدت على فورة اليسار منذ عام 89، منذ دخولي جامعة اليرموك وحتى تخرجي في عام 93، حيث تأثرت وبقوة بموجة جامحة من تنوير اليسار الفلسطيني، الذي كان له الفضل في إفهامي أبعاد هويتي الفلسطينية وكيف أنه علينا أن ننتزع حقنا بيدنا، لأن الجميع قد باعنا في المزاد العلني. وَيَا فلسطين، إحنا نسوانك ورجالك وأؤمريني ورح أحقق لك أحلامك.

لا بد من حمل العلم الفلسطيني في كلٍ من الأردن وفلسطين. فهل سيحمله الأردن أم فلسطين أولاً؟ ما هو الأفضل؟ أم هل سيأتيان معًا حاملين علم الأردن وفلسطين معًا، مشكلين وحدة فيما بينهما، لمواجهة شئ معقد لا يفهموه. أم هل سيجتمع كل العرب الآن من أجل فلسطين أم هل سيبيعوها ثانية ويكشفوا آنفسهم. أنا أعتقد أنه من الأفضل عدم إقحام العرب بفلسطين، لأنهم سيبيعوها. من الأفضل أن يحمل راية فلسطين، فلسطيني حر، يحمل هم فلسطين في قلبه وآلام الشعب الفلسطيني. وبالتأكيد، فإني سأظل أؤيده، حتى يحقق حلمه وحلم شعبه الحقيقي. أحلامنا ليست للبيع، لكن من الممكن أن نحلم معًا ونتغير معًا جميعنا. وعلينا دائمًا أن نقف موقف المساواة والتكافؤ مع الآخر.

إن أجمل ما علمتنا إياه الثورة هو أن نحلم، وأن نقرن القناعات بالسلوك، بل أن نحارب وأن نناضل من أجل قناعاتنا.
وأن نضحي من أجل الحب الكبير فلسطين، حب لا أحد يستطيع أن يقتلعه من صدورنا ومن جواة قلوبنا. ولا أحد يستطيع أن يأخذ فلسطين منا دون أن يدفع الثمن غاليًا، ونحن دفعنا الثمن من دمائنا وروينا تراب فلسطين بجماجم أطفالنا ولأن فلسطين تستحق الحياة ولأن الفلسطينيين أبطال جبابرة، يستحقون الحياة. ولأن العدالة والمساواة والديمقراطية الفلسطينية تستحق الحياة. ولهذا، فإن الفلسطينيين يستحقون هذه الفرصة، ليكون لهم وجود حقيقي على الخارطة السياسية. الفلسطينيون يستحقون دولتهم على أرضهم بدون مستوطنات وبأن تكون عاصمتهم القدس. هذا، عدا عن التعويضات السخية جدًا للاجئين الذين لا يستطيعون العودة.

أينما ذهب الفلسطيني كان النجاح همه البالغ، لأنه أراد أن يثبت جدارته للعالم، كي يتكلم هو عن قضيته بنفسه وبقوه ومع الرأس الكبير بل حتى مع أكبر رأس مباشرة. وأول شئ نقتله في دواخلنا هي العنصرية وبخاصة العنصرية الدينية والعنصرية السياسية والعنصرية الثقافية. والخطوة التالية هي أن نقبل أن الآخر مختلف عنّا، لكنه ليس مخيفًا للدرجة التي نتخيلها. وعلينا أن نتذكر أننا نحن جميعًا نحمل مفاتيح السعادة الأبدية وهي تكون مبنية على أسس شراكة متكافئة وعادلة ومتساوية.

وطالما أننا جميعنا نتطلع للحرية الحقيقية ولتحقيق أحلام رائعة، لم لا نفعل ذلك بيد الله الواحدة، التي تريد أن تنقذ البشرية جمعاء وتخلصهم من معاناتهم الأزلية. فلنستغفر الله معًا عن خطايانا السابقة ولنطلب منه السماح والتوفيق.
ولننس أمر الحروب المقدسة بحيث لا مقدس فوق الإنسان أخ الإنسان. والحروب المقدسة هي التي تحرر الإنسان من نفسه، من طمعه وشجعه ومن رغبته في التسلط. فهل سنكون أحرارًا فعلاً أم عبيد؟ أفلا ينتظر المسلمون عودة السيد المسيح ليتبعوه. أليست اليهودية والمسيحية والإسلام ديانة واحدة منقسمة حول نفسها ومختلفة فيما بينها حول بعض الآراء. لماذا يجب على المسلم أن يؤمن بديانات وأنبياء وكتب اليهود والنصارى، بينما لا تعترف اليهودية لا بالمسيح ولا بالإسلام؟ من يبدأ باتخاذ الخطوة الأولى؟

ولا ننسى بالطبع أن الثورة الفلسطينية علمتنا كيف نشتغل تحت الأرض، ومتى نخرج من تحت الأرض لنحمل علم فلسطين عاليًا وغاليًا ومشرِّفًا ونركض به. نحن الشعب الذي ما زال يحمل مفاتيح بيوته القديمة ويحلم بالعودة لوطنه الحبيب الرائع الجميل، المقدس في الثلاثة أديان. هل نقول يا ليته ما كان مقدسًا لأن ذلك تحول للعنةٍ علينا. وهل نعترف أن ذلك يجعلنا نشعر بالفخر، بكوننا فلسطينيون، وعلمتنا الثورة أن لا نرضخ للتعذيب جسديًّا كان أم نفسيًّا. وأنا برأيي أن المدخل لحل القضية الفلسطينية هم اليهود أنفسهم ولا أقصد هنا الصهاينة وإسرائيل، بل يهود أوروبا ويهود العالم العربي. فيهود أوروبا المتحررين سيخاطبون إسرائيل بشأن الحق الفلسطيني والسلام مقابل الأرض، خاصة وأن العلمانية مقبلة في الطريق وهي لا بد تكسح إسرائيل، التي يجب أن تتأثر بمحيطها العربي. أما اليهود العرب، فسيناصرون إخوانهم الفلسطينيين، وستعزز علاقات القوة بينهم وبين إخوانهم العرب.

أما ماذا سأقول لإسرائيل فهو: كفاك لعب دور الجلاد وأفيقي من كابوس الضحية، واكبري ذات نفسك وتذكري الحقائق جيدًا وانظري جيدًا حواليك لتري الأرض العربية، التي نحن بصدد التباحث بشأنها وفيما اذا كنت تستحقين فعلاً أن تعيشي فوق أرضنا المسلوبة والتي سنحررها. ولنرى بماذا سيرضى الشعب الفلسطيني ولنسأله ما الذي يريده حقًّا؟ إنها حرب الحرية الحقيقية ولن يعيش فيها الظالم دون أن يدفع الثمن. ومن يؤذي الآخرين، سيكون عقابه شديدًا. ولن يفلت أحد من العدالة ولا حتى الدولة، حين تخطئ. فالتاريخ سينصف من وقف صامدًا في وجه الريح ليقول لا، بل وليفرض شروطه وهو وحيد. إن الأمر يتطلب جرأة ومجازفة ورؤية واضحة. لكنها تظل مهمة صعبة بدون النصائح السديدة والتوجيه السليم.

وبالطبع لو يتدخل العالم العربي لصالح فلسطين، فسيكون ذلك رائعًا. إلا أنهم سيتدخلون لتخريب مشروع تحريرها الحقيقي، ويخونوها كما فعلوا دائمًا. وذلك لأن الفلسطيني لم يكن يطمع باستعادة أية دولة بل دولة ديمقراطية متحررة وتقدمية. والمشروع التحرري الفلسطيني كان يصطدم مع الأنظمة العربية، التي عملت دومًا على إفشاله. وبقي حلم تحرير فلسطين حلم الجماهير العربية. تحرير فلسطين هو المدخل لتحرير كافة الأمة العربية.



#سندس_القيسي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العلاقة بين المواطن والدولة، الحقوق قبل الواجبات
- لعنة الله على الفيس بوك وأخواته وإخواته
- هل زال مفعول القبلة السحرية بين سلمان وترامب؟
- لماذا تستغرب بريطانيا من العمليات الإنتحارية؟
- هل تظل فلسطين القضية العربية المركزية؟ وهل تحررها هو تحرر ال ...
- شهرزاد العصر تصرخ وامعتصماه: الرحلة الطويلة والشائكة لتحرر ا ...
- حلب: إيش في، في السما؟
- المعلمة الجزائرية مخطئة ومصيبة، أما وزيرة التربية والتعليم ب ...
- على المجتمع والدولة التدخل عندما يضرب الأهالي والمربون الأطف ...
- من الجاني الحقيقي؟ آباء وأمهات من جنس إبليس أم أمثال قاتل أم ...
- كاسك يا وطن: الأردن في شهر
- أبيع الدنيا كلها ولا أبيعك أنت يا فلسطين
- يا حاج يا قاتل حتر، أين تفويضك الإلهي؟
- الثورة السورية خازوق ومقالتي ليست حبًّا في بشار!
- زين كرزون؛ راحت على تركيا سياحة ورجعت على سجن الجويدة سباحة! ...
- اغتيال اليساري ناهض حتر في الأردن
- آمنة الخروب؛ غيابك عن الحياة خسارة حقيقية
- إلى اللقاء باريس
- من لندن إلى باريس لقضاء العيد وقصة الجاسوسة القديمة على الحد ...
- باريس ولندن والكيس أبو خمسة قروش


المزيد.....




- روسيا تعلن احتجاز نائب وزير الدفاع تيمور ايفانوف وتكشف السبب ...
- مظهر أبو عبيدة وما قاله عن ضربة إيران لإسرائيل بآخر فيديو يث ...
- -نوفوستي-: عميلة الأمن الأوكراني زارت بريطانيا قبيل تفجير سي ...
- إصابة 9 أوكرانيين بينهم 4 أطفال في قصف روسي على مدينة أوديسا ...
- ما تفاصيل خطة بريطانيا لترحيل طالبي لجوء إلى رواندا؟
- هدية أردنية -رفيعة- لأمير الكويت
- واشنطن تفرض عقوبات جديدة على أفراد وكيانات مرتبطة بالحرس الث ...
- شقيقة الزعيم الكوري الشمالي تنتقد التدريبات المشتركة بين كور ...
- الصين تدعو الولايات المتحدة إلى وقف تسليح تايوان
- هل يؤثر الفيتو الأميركي على مساعي إسبانيا للاعتراف بفلسطين؟ ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - سندس القيسي - الثورة الفلسطينية العظمى