أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - سندس القيسي - العلاقة بين المواطن والدولة، الحقوق قبل الواجبات














المزيد.....

العلاقة بين المواطن والدولة، الحقوق قبل الواجبات


سندس القيسي

الحوار المتمدن-العدد: 5759 - 2018 / 1 / 16 - 14:07
المحور: المجتمع المدني
    


في العالم العربي، نعيش حالة رعبٍ مزمنة مع الدولة، التي طالما لعبت دور الله في حياة البشر. فالخوف، والذي هو أكبر معيقٍ في وجه تقدم الحياة يعشعش داخلنا. وذلك لأن الدولة هي الوجه الصارم للقانون في أقصى تجلياته، وقد تسمح الدولة لنفسها التلاعب بالقانون كيفما تشاء، وبالتالي تتلاعب في حياة المواطن ومصيره مثلما يحلو لها.
الدولة هي الأجهزة الأمنية برمتها والتي لا تتغير بالضرورة مع تغير الحكومة. ورأس الدولة، وعلى الأغلب رأس الحكومة ، هو الزعيم العربي المطلق والخالد. وإن لزم الأمر، فهو من يلعب دورالله الذي يصنع القانون، حتى لو جاء ذلك بشكلٍ آني ولحظي وغير مدروس. ففي ضوء كل ذلك، كيف يحدد المواطن علاقته بالدولة والحكومة؟ وهل هما وجهان لعملة واحدة؟

قبل أن أخوض في تركيبة الدولة العربية، سأطرح المثال الغربي التالي؛ الملكة إليزابيث الثانية تجلس على عرشها الملكي في بريطانيا، وعلى رأس دولة المملكة المتحدة وعلى رأس الكنيسة. لكنها لا تحكم الشعب ولا تتدخل في السياسة، وهي بمثابة رمز لعراقة أسرتها المالكة وعراقة الدولة والشعب في آن. من يحكم الشعب هو رئيس الوزراء المنتخب، ويكون في العادة مرشحًا عن أحد الأحزاب. وإذا أراد تغيير أية قوانين أو إتخاذ إجراءات اشتثنائية كشن حرب مثلاً، فإن عليه أن يمررها من خلال مجلسي الشعب المنتخب واللوردات المعين. وليس من المبالغة القول أن عملية تغيير القوانين تكون بطيئة، لأنها تتعرض للنقاش والحوار وتتداولها الصحافة ويبدي الشعب رأيه فيها. أضف إلى ذلك، قصر مدة حكم رئيس الوزراء، التي يجب أن لا تتجاوز دورتين انتخابيتين. وبالطبع، فإن رئيس الحزب الذي يفشل في الإنتخابات يقال أو يقيل نفسه لفشله في المهمة، وتتجدد الكرة في الدورة القادمة بوجوه جديدة ودم سياسي متدفق وصحي لحمل راية الحزب في الحملة الإنتخابية المقبلة. وهكذا دواليك، وهذا هو الحكم الديمقراطي.

أما بالنسبة للهيكلية الأمنية، فهي الأجهزة الأمنية برمتها وهي الجيش والمخابرات والشرطة وخلافه فهذه تكون ثابتة في الغالب ولا تتأثر من قريب أو بعيد بالإنتخابات، إلا إذا كانت محط نقاش لتغيير أو إضافة قوانين محددة. وهذه هي أجهزة الدولة والبالغة الحساسية. ونستطيع أن نقول أنها من الثوابت. وعلى عكس ما يعتقد البعض، فإن الشعب يخشى أجهزته الأمنية، التي بلا شك، تلعب هي الأخرى دور الله في حياة البشر، بمعنى الثواب والعقاب وفي تحديد سبل تطبيق القانون. أما الحكومة، فتعنى برسم وتطبيق السياسات المحلية والخارجية. وهناك بالطبع خطوط عريضة لها. ويتردد أن القضاء البريطاني مشهود له بنزاهته واستقلاليته. لكن نظريًا، يمكن أن تتقاطع خطوط الدولة والحكومة وعلى الأغلب القضاء أيضًا في حالاتٍ استثنائية، حسبما تقتضي مصالح الدولة العليا.

إن تركيبة الدول العربية تختلف قليلاً، فالشيخ وهو كبير القوم، وممثلاً بالملك والأمير والسلطان ورئيس الجمهورية هو بمثابة المطلق، فهو الدولة وهو الحكومة وهو القانون وهو البلد حتى، فكأنه ورثها عن أبيه بعد أن حصد 99% من أصوات الناخبين. وربما قد زُج ب ال 1%، الذي لم يصوتون له، في السجون العفنة، حيث يتعرضون للتعذيب المشين. أو ربما قتلوا، لأنهم بعدم انتخابهم الرئيس الأزلي، قد أصبحوا يشكلوا تهديدًا للدولة. وحين يكون رئيس الدولة هو نفسه رئيس الحكومة، هذا يعني الإطباق التام والسيطرة التامة على كافة الأجهزة الأمنية، التي ينبغي أن تكون متوازية وتتمتع بشيء من الإستقلالية عن الحكومة. بل بإمكاننا القول أن الدولة قد تكون أقوى من الحكومة في الحالات الطبيعية. لذلك، لا يستطيع المواطن العربي أن يكسر الحلقة المفرغة، فيما إذا أراد أن يفرض عملية التغيير السياسي. وقد يكون هذا الأمر صحيح أيضًا في الدول الغربية، لأن الأنظمة الأمنية بطبيعتها، تبنى لتدوم.



#سندس_القيسي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لعنة الله على الفيس بوك وأخواته وإخواته
- هل زال مفعول القبلة السحرية بين سلمان وترامب؟
- لماذا تستغرب بريطانيا من العمليات الإنتحارية؟
- هل تظل فلسطين القضية العربية المركزية؟ وهل تحررها هو تحرر ال ...
- شهرزاد العصر تصرخ وامعتصماه: الرحلة الطويلة والشائكة لتحرر ا ...
- حلب: إيش في، في السما؟
- المعلمة الجزائرية مخطئة ومصيبة، أما وزيرة التربية والتعليم ب ...
- على المجتمع والدولة التدخل عندما يضرب الأهالي والمربون الأطف ...
- من الجاني الحقيقي؟ آباء وأمهات من جنس إبليس أم أمثال قاتل أم ...
- كاسك يا وطن: الأردن في شهر
- أبيع الدنيا كلها ولا أبيعك أنت يا فلسطين
- يا حاج يا قاتل حتر، أين تفويضك الإلهي؟
- الثورة السورية خازوق ومقالتي ليست حبًّا في بشار!
- زين كرزون؛ راحت على تركيا سياحة ورجعت على سجن الجويدة سباحة! ...
- اغتيال اليساري ناهض حتر في الأردن
- آمنة الخروب؛ غيابك عن الحياة خسارة حقيقية
- إلى اللقاء باريس
- من لندن إلى باريس لقضاء العيد وقصة الجاسوسة القديمة على الحد ...
- باريس ولندن والكيس أبو خمسة قروش
- باريس وتفجيرات نيس والخدمة العربية


المزيد.....




- الإغاثة الطبية بغزة: استهداف متعمد للجائعين خلال استلام المس ...
- اعترافات جنود الاحتلال تكشف جريمة إعدام جماعي بحق المجوعين ف ...
- غوتيريش: -الإغاثة- الأميركية في غزة غير آمنة وتتسبب بمقتل ال ...
- ألمانيا تقيّد لمّ شمل عائلات اللاجئين لفترة عامين
- إيران تقدم شكوى بشأن حربها مع إسرائيل لمجلس حقوق الإنسان الأ ...
- حكومة غزة: اعترافات جنود الاحتلال تكشف جريمة إعدام جماعي بحق ...
- موسكو وكييف تتبادلان دفعة جديدة من الأسرى
- ألمانيا: البرلمان يقر تعليق لم شمل أسر اللاجئين للحد من الهج ...
- إيران تنفذ موجة اعتقالات وإعدامات في أعقاب الصراع مع إسرائيل ...
- الأونروا تطالب برفع الحصار عن غزة لمواصلة عملها الاغاثي


المزيد.....

- أسئلة خيارات متعددة في الاستراتيجية / محمد عبد الكريم يوسف
- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - سندس القيسي - العلاقة بين المواطن والدولة، الحقوق قبل الواجبات