أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - محمود فنون - قراءة في الأحداث الإيرانية















المزيد.....

قراءة في الأحداث الإيرانية


محمود فنون

الحوار المتمدن-العدد: 5748 - 2018 / 1 / 5 - 18:03
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


ما الذي سيحدث في إيران لو تفسخ الحكم والدولة ؟
إن طرح هذا السؤال ضروري ، بل من أسس تحليل الوضع القائم وتحديد الموقف من الحراك الدائر.
عندما تهدم الحكم في العراق وتفككت الدولة والجيش وحزب البعث العربي الإشتراكي عام 2003م، سادت الفوضى ولا تزال. فهناك الطائفية والجهوية والفساد الهائل الذي استشرى والنهب والدمار الذي مارسته امريكا وبالإضافة إلى نهب الثروات هناك نهب الكنوز الأثرية وتفكيك بنى المجتمع وتدمير المنشأات والمؤسسات وتدمير مقدرات الدولة العسكرية والعلمية ، واستمرار القتل والتهجير وانعدام المن والمان للسكان كما انعدام الحريات الإنسانية كلها . وساد في المجتمع العملاء والمرتزقة ...أي ان العراق لم ينعم بالحرية والديموقراطية كما لم يحصل على مستوى معيشة أفضل ونجحت أمريكا وحلفها في نهب الخيرات بدلا من ان تبقى في العراق ليستفيد منها الشعب . هذا مع العلم ان الدبابات الأمريكية كانت تحمل ما قالت عنه السلطة البديلة للحكم العراقي حينها . ‘ن هذه السلطة كانت ألعوبة بيد المريكان فأبقت الأوضاع مهلهلة والبلد تتقاسمها الطوائف والقوميات ولا تسيطر على خيراتها وتكونت طبقة واسعة من الفاسدين واللصوص وتتباهى بفسادها ولصوصيتها .
ولسنا بحاجة لشرح طويل عن وضع ليبيا التي يتشرد شعبها وقد تحطمت بنيتها التحتية وتتقاسمها العصابات والجهويات وتذهب ثروتها إلى الدول الأجنبية وهي بدون دولة وبدون استقرار ويسود فيها الصراعات الدموية .
أما سوريا ومع انها تميزت ببقاء الدولة وتماسكها إلا انها تعرضت لتدمير واسع ولجوء نسبة كبيرة من السكان وهروب رؤوس اموال وصناعات لا زال الخراب مستمرا رغم ان الدولة تبسط سلطتها بشكل متوسع على معظم أنحاء سوريا .
وهذه حال اليمن التي تتعرض للدمار والمجاعة وقصف وتقتيل لا ينتهيان ..
لقد رفع المحتجون في هذه البلدان شعارات الحرية والديموقراطية وتحسين ظروف المعيشة وضد البطالة ...الخ
وتدخلت الدول المجرمة تحت شعار دعم الديموقراطية ودعم شعارات الحراك الشعبي ، وحينما خربت الدول حصل فيها ما نعرفه وخسر الشعب ما كان بيده لصالح الأعداء الخارجيين .
لهذا فإن السؤال أعلاه يكون ضروريا عن إيران .
إيران بلد الثروات المتعددة والمواقع الجغرافية المتنوعة وتعداد السكان الذي يوفر طاقات العمل واستهلاك البضائع . إن إيران تتمتع بميزات عديدة أولها البترول وليس آخرها العديد من الثروات .
وهي بهذا مطمع مغري لدول الغرب الإستعماري كما أنها توصف بأنها تهديد خطير لوجود إسرائيل وداعم للمقاومة اللبنانية والفلسطينية .وهي كذلك تسير في طريق تطور العلوم وانتاج السلاح الخطير والنشاط النووي .
إن لعاب الغرب . لعاب الإستعمار المتجدد يسيل لابتلاع ثروات إيران وتفكيك طاقاتها البشرية والإنتاجية والقضاء على مخاطرها ورغبتها في الإستقلال .
لهذا فهو لن يتركها وحدها .
لن يتركها وحدها وخاصة ان قوى المعارضة الإيرانية ضعبفة ومتواطئة مع الغرب الإستعماري وتتعيش على فتاته وهو يسمنها من أجل استخدامها في تدمير إيران . وهي ضعيفة بحيث أنها لن تكون أكثر من أداة طيعة . وهي من الآن ضد تطوير التعليم والسلاح ، وضد تطور الدور الإقليمي لإيران ودعمها لسوريا في وقوفها في وجه الهجمة الإستعمارية وضد موقفها من إسرائيل وضد دعم حزب الله والمقاومة الفلسطينية كما انها ضد التحرر الإقتصادي بما يزعج الغرب ومتواطئة مع الوصفات المريكية من خلال البنك الدولي وصندوق النقد الدولي ومنظمة التجارة الدولية .
أي :ان إيران ستكون ضعيفة ومطواعة في يد الغرب والغرب ينهب ثرواتها بطرائق لا حصر لها والشعب لا يحصل على حقوق المعيشة التي يستحقها ويزداد فقرا ز
هذا فيما إذا تمكنت قوى المعارضة المنظمة في الخارج من الوصول إلى السلطة . وهي وإن تمكنت من السلطة شكليا فإن التدخل الأجنبي لن يمكنها من السيطرة الحقيقية على البلد والأمن والثروات . فقد لاحظ المراقبون أن الحراك متوسع ولكن : لا يوجد أي مركز أو تجمع سياسي يوجّه المتظاهرين، فليس لدى المتظاهرين من "سلاح" سوى الإمكانيات التي توفرها تكنولوجيا المعلومات وأدوات الاتصال الحديثة التي بادرت السلطة الحاكمة في الساعات الأخيرة إلى تعطيل عملها...."




ووصف المراقبون مواقف القوى السياسية المعارضة في الخارج ما ملخصه:

أما على نطاق مواقف القوى السياسية المعارضة في الخارج ذات التأثير الضعيف في سير الأحداث، فقد اتخذت بعض القوى مواقف إلى جانب الشعار الأكثر شدة وهو اسقاط النظام برمته. ويصطف في هذا الموقف قوى متناقضة مثل مجاهدي خلق وأنصار الأمير علي رضا بهلوي، الذي يرفع أنصاره شعار "ايران بدون شاه، ليس فيه لا حساب ولا كتاب، رحمك الله يا رضا شاه". كما يشاركهما في الموقف اليسار المتطرف وبعض المنظمات القومية في حلف غير معلن، وأبدوا دعمهم الكامل للحراك وشعاراته. إن بعض أطراف هذا التيار يسعى في هذا التصعيد إلى دفع الأحداث خارج إطارها السلمي لتتحول إلى مواجهات عنفية يمكن للعامل الخارجي أن يلعب دوره كما يأملون على غرار ما حدث في بعض البلدان العربية. أما التيار الآخر فهو مطلبي سلمي يسعى إلى تجنب العنف من قبل الحكم ومعارضيه، ويضم تيار نهضة الحرية ( التي اسسها المرحوم مهدي بازركان) والجبهة الوطنية واتحاد انصار الجمهورية وبعض التيارات الدينية القومية.
".... هذه الأطراف تنظر بقلق على سير الأحداث التي قد تتطور بسرعة وينفلت الزمام وتؤدي إلى مواجهات مسلحة لا تحمد عقباها. فأية مواجهة مسلحة ستلغي أية فرصة في احتمال انتقال أطراف في الحكم إلى القوى التي تسعى إلى الاصلاح والتخلي عن نمط الاستبداد الديني وتعميق التناقضات داخل التيار الحاكم من ناحية، ومن ناحية أخرى ستشل الدور الفعال للفئات الوسطى في إحداث أي شكل سلمي من أشكال التغيير والإصلاح في الحكم، هذا إضافة إلى أن المواجهات المسلحة تمهد للتدخل الخارجي ....."
أما عن الشعارات :
" بطبيعة الحال، ما تزال الشعارات، في هذه المرحلة، مشوشة جدا، تجمع بين المطالب الاقتصادية وبين "الموت للديكتاتور" وبين الثناء على رضا خان."
أي ان هناك من يطالب بعودة الشاة علي رضا خان ابن شاه إيران المخلوع المقيم في امريكا .
وقد بادرت القوى المتطوعة لخدمة الغرب الإستعماري ممثلة بإسرائيل والسعودية لإعلان دعمها وتأييدها للحراك وكذلك ترامب سارع لتأييد الحراك والإستعداد لدعمه.
"وقد عبر دونالد ترامب، على حسابه في تويتر، عن دعمه "للشعب الإيراني".
من الواضح أن ترامب والسعودية وإسرائيل يتبعون سياسة تغيير النظام فيما يتعلق بإيران،.." علما أن هذه الأطراف ليست صديقة للشعب الإيراني .
إذن فإن ما يسمى بالمجلس الوطني الإيراني برئاسة مريم رجوي والقوى الأخرى معها او إلى جانبه ومعهم علي رضا بهلوي لا يشكلون أداة حكم مستقلة ومتماسكة وقوية وقد يتمكنوا وقد لا يتمكنوا من الإمساك بالسلطة فيما لو تهلهل الحكم في إيران وستكون إيران نهبا للعدو الأجنبي .
لهذا كله : فإنني أرى الحكم في إيران في موقف الدفاع عن الوطن بحق .
ولكن هذا ليس كل شيء : إنني ادعو الحكم في إيران إلى بذل كل الجهد لتحسين معيشة الناس ودعم المساواة بين الرجل والمرأة ورفع الظلم عن المراة وعن الطبقات الشعبية .
هذا وإنني أرى الحصار العدائي المشدد على إيران والذي يفعل فعله في حجز العديد من إمكانيات تطوير الإقتصاد وتحسين سبل المعيشة ، مما يقضي بتوسيع وتعميق التوجه للداخل وتوسيع وتعميق العلاقة مع روسيا والصين والدول الصديقة .



#محمود_فنون (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل هناك انتفاضة حقا
- الثوريون مع إيران
- أحمر أصفر أخضر
- قرار الليكود وموقف القيادة الفلسطينية
- إسرائيل تتحضر لقفزة جديدة على الأرض
- لا لتهويد الوعي وصهينة الموقف
- أحلام في النزم
- جهاد النكاح للمسلمين ونساء المتعة لليابانيين
- هل نحن في أجواء إنتفاضة
- رد على سعد الدين زيادة بخصوص قرار الجمعية العمومية حول القدس
- على ابواب قانون ضم الضفة الغربية
- كلمتين ونص في تصويت الأمم المتحدة
- الجعجعة لا تحرر فلسطين
- لماذا معسكر الأعداء ومعسكر الأصدقاء
- الأخ حسن أبو سخيل يقدم حلا للقضية
- من مفكرتي ---1
- إسرائيل تفتح على نفسها ابواب جهنم
- اين تكمن مشكلة القدس
- كلمتين في القمة الإسلامية
- رد على تعليقات بشان مواقف اردوغان


المزيد.....




- الشرطة الإسرائيلية تفرق متظاهرين عند معبر -إيرز- شمال غزة يط ...
- وزير الخارجية البولندي: كالينينغراد هي -طراد صواريخ روسي غير ...
- “الفراخ والبيض بكام النهاردة؟” .. أسعار بورصة الدواجن اليوم ...
- مصدر التهديد بحرب شاملة: سياسة إسرائيل الإجرامية وإفلاتها من ...
- م.م.ن.ص// تصريح بنشوة الفرح
- م.م.ن.ص// طبول الحرب العالمية تتصاعد، امريكا تزيد الزيت في ...
- ضد تصعيد القمع، وتضامناً مع فلسطين، دعونا نقف معاً الآن!
- التضامن مع الشعب الفلسطيني، وضد التطبيع بالمغرب
- شاهد.. مبادرة طبية لمعالجة الفقراء في جنوب غرب إيران
- بالفيديو.. اتساع نطاق التظاهرات المطالبة بوقف العدوان على غز ...


المزيد.....

- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين
- الأنماط الخمسة من الثوريين - دراسة سيكولوجية ا. شتينبرج / سعيد العليمى
- جريدة طريق الثورة، العدد 46، أفريل-ماي 2018 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - محمود فنون - قراءة في الأحداث الإيرانية