أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الخالق الفلاح - السياسة الامريكية وفقدان الحكمة














المزيد.....

السياسة الامريكية وفقدان الحكمة


عبد الخالق الفلاح

الحوار المتمدن-العدد: 5747 - 2018 / 1 / 4 - 17:47
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


السياسة الامريكية وفقدان الحكمة
كثيراً ما سمعنا الأمريكان يتحدّثون عن مبادئهم "السّامية "وما يُسمّى بقيم الولايات المتّحدة العليا، ويسعون لكسب انتصار بمنطق التهديد للمنظمات العالمية على حساب القرارات الدولية فلا يعترفون بالخطأ فحين نقف على جرائمهم الّتي يرتكبونها في الأرض و فضائح سياسييهم للعالم تهز مشاعر الاحرار. أمريكا تحمل معها منذ عقود مشروع السيطرة على العالم ، وقد كشفها بشكل عيان دون رتوش الرئيس الامريكي دونالد ترامب ومبادراته وسلوكه الاجرامي الغير متزن بحق الشعوب الحرة جعلت صورة أمريكا اكثر من ذي قبل في الحضيض . وما أثارت عليها مسألة اعتراف الرئيس الأمريكى (ترامب) بالقدس عاصمة للدولة اليهودية الصهيونية بعيداً عن مشاعر اكثر من مليار وثلاثمائة مليون مسلماً فكانت القشة التي قصمت ظهر البعيروسببت في مناقشات واسعة وحوارات مستفيضة حول غياب العدالة فى العلاقات الدولية وتطبيق سياسة ازدواج المعايير والكيل بمكيالين فى التعامل على المستويين الإقليمى والدولى والحقيقة بدت دون منال وواضحة دون شك ان القضية الفلسطينية لأصحابها قضية عادلة باعتراف معظم دول العالم، وتكفى تلك الاحتجاجات الضخمة في مدن وعواصم عالمية استنكاراً لهذا العمل والخطوة الصحيحة التي تم التصويت عليها في الجمعية العامة للأمم المتحدة ضد قرار نقل السفارة الأمريكية إلى القدس واعتبارها عاصمة للكيان الصهيوني وقد جاء ذلك التصويت بأغلبية كبيرة 128 صوتاً لصالح القرار ووضع الولايات المتحدة الأمريكية فى موقف محرج ومخجل والشعوربالانهزام وتثبت أن الرئيس الأمريكى يفتقر إلى الحكمة ويفتقد القدرة على فهم ما يجرى حوله فى عالمنا المعاصر. ان على أمريكا التي تدعي الدفاع عن الحرية والديمقراطية سماع صوت مناداة الشعوب وألا تصادر المشاعر الحقيقية للشعوب الاسلامية ، فهذه الأمة التي هي أكثر أمم الأرض عبادة لله وإيماناً بالعدل لم تفعل ذلك عن عداوة عنصرية أو نـزعة شريرة، بل شاركها العالم كله في الدفاع عن مطالبها الحقة في القدس كعاصمة لفلسطين، واشنطن وحلفاؤها يضربون بسيف تطبيق ومصالحهم ، ولو كانوا يريدون الديمقراطية حقاً ويسعون لتحقيقها لما تدخلوا في الشأن الداخلي للشعوب التي تبحث الحياة الكريمة . ويثيرون الفتن عن طريق اذنابهم. الديمقراطية الذي تبنيه الولايات المتحدة الأمريكية عرجاء وعمياء بدون رأس حتى وهي تسعى من خلال وجودها في افغانستان لتحقق نتائج استراتيجية كتقليص نفوذ روسيا وزرع قواعد عسكرية لها وتوسيع نفوذها في المنطقة وإحكام سيطرتها على أسيا الوسطى، وجلبوا قواتهم العسكرية إلى حدود العمالقة الثلاثة: الصين والهند وروسيا . واليوم تحاول تطويق الجمهورية الاسلامية الايرانية بكل اشكال الطرق الرخيص وهي لاتخجل من فشلها الدائم منذ قرابة اربعون عاماً في انتظار معجزة ويقابل بوعي لشعب مضحي وحريص على قيمه والدفاع عن مبادئه وتطالب مندوبة أمريكا في الأمم المتحدة نيكي هيلي بتدخل سافر ، عقد اجتماع طارئ لمجلس الأمن الدولي لبحث الوضع في إيران والذي جوبه بالرفض من قبل رئيس الدورة الحالية للمجلس باعتبار الامر داخلي وليس من صلاحيات المجلس نتيجة احداث طبيعية جزئية واستخدمت واشنطن في الأيام الأخيرة، أدوات مختلفة بما فيها الأموال والأسلحة والسياسة والاعلام المفبرك والاستخبارات لخلق مشاكل في البلد والتأمر عليه من خلال ابواق داخلية قليلة شاذة وبعيداً عن الممارسات الصحيحة والاساليب الحضارية للمطالبة بالحقوق وفي حفظ الاموال العامة .مجمل العملية هي جزء من السياق العالمي في مواجهت مسار محور المقاومة وتدفع ايران ثمن دعمها لهذا المحور بكرامة وتقف معه وتفتخر بذلك وشعبه تحلى بالوعي والدفاع عن القيم الاسلامية والانسانية النبيلة ولايمكن التخلي عنها بسهولة ومهما كان الثمن.
مشاكل الشرق الأوسط لابل العالم كله من صناعة الولايات المتحدة الامريكية دون ايجاد حلول سلمية عبر الحوارات كما حصل في أوروبا من خلال الاتحاد الأوروبي وكما حصل مع جنوب شرق آسيا .كما المشكلة الاهم ان المنطقة العربية ليس بها أنظمة ديمقراطية حقيقية على الاكثر وبالتالي هذه الدول لا تعرف الحوار ولا تصفي حساباتها إلا عبر "الخراب و الدماروالقتل" ومن هنا كانت احداث سوريا والعراق والبحرين واليمن وليبيا الدامية و أن حالة عدم الاستقرار في المنطقة وغياب الديمقراطية يسبب إجهاضاً لعمليات التحول الديمقراطي في اي بلد من بلدان المنطقة عن طريق الدول الرجعية التابعة لسياساتها . أن أمريكا تدوس على الشعوب وعلى الديمقراطية كي توصل عملائها إلى حكم بلدانها، فلا معنى عندها لإرادة الشعوب ما لم تكن متطابقة مع ارادتها .وما المسار الذي سلكته لتطور المشروع الصهيوني على أرض الواقع إلى نمط من العلاقة القائم حالياً بين الولايات المتحدة، بصفتها القوة المهيمنة والممثلة لمصالح الإمبريالية الغربية، و الكيان إلاسرائيلي الحالية، وهو الكيان الأكثر انتهاكاً للقانون الدولي والأكثر خرقاً للسلم والأمن الدوليين بصفته الثمرة لهذا المشروع وهو جزء من السياسة العرجاء والعمياء للولايات المتحدة الامريكية .امريكا لا تجد نفسها اخيرا سوى انها دخلت فى دوامة المزيد من المعاناة والاضطرابات السياسية التى تؤدي بالتالى إلى مزيد من التدهور السياسة والاقتصادى وعدم الاستقرار والكثير من تلك القلاقل التى لم تكن تتوقعها اذا ما بقيت تسير في هذا الاتجاه الغير صائب.. أمريكا نفسها هي التي قامت فيها حرب أهلية بسبب التفرقة العنصرية، وهي التي مارست أشد أنواع التفرقة ضد السود، وما موقفها من جنوب افريقيا ونلسن مانديلا إلا صورة سيئة من المواقف العنصرية سجلتها في التاريخ البشري.
عبد الخالق الفلاح – باحث واعلامي



#عبد_الخالق_الفلاح (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لقوى السياسية والمجتمعية وغياب التسامح
- عام حوارومحطة وطريق
- الكذب ضعف الايمان و المغريات المزيفة
- فشل الخيارات الامريكية... ورقة القدس نموذج
- لتوحيد الجهود من اجل محاربة الفساد بالعمل
- كوردستان تعود الى الدماء
- الفيليون والفرصة القادمة لانتخاب ممثليهم الحقيقيين
- في العراق الفساد مرتبط بالفساد السياسي اولا
- هوامش الهوان في قمة التعاون الاسلامي
- امريكا خلط الاوراق...الغايات والاهداف
- انجاز الانتصار والمهام المستقبلية
- الفيليون والذاكرة التوثيقية
- حان من جديد تفعيل المقاومة بشكل اوسع
- الفيليون ...محنة التمثيل السياسي في المرحلة القادمة
- شعب اليمن سيعود سعيداً
- الانتخابت القادمة والطبل الاجوف
- الارهاب صنعته دول وتتهم اخرين به
- لبنان ايقونة الشرق وعرين المقاومة
- العبث في المفاهيم وتغيب المواطنة
- الحقوق والواجبات والادارة العقلانية


المزيد.....




- إطلالتان أنيقتان لسكارليت جوهانسون خلال الترويج لفيلمها الجد ...
- 3 خيارات عسكرية محتملة قد يدرسها ترامب لضرب إيران.. ما هي وم ...
- فوقها جبل.. رسوم لفهم مدى تعقيد تحصينات منشأة فوردو بإيران و ...
- خامنئي يعيّن قائدا جديدا للقوات البرية بالحرس الثوري.. ماذا ...
- مصر.. السيسي يوافق على قرار البنك الأوروبي توسيع عملياته في ...
- بقائي لغروسي: خنت معاهدة حظر الانتشار النووي
- انطلاق أولى قوافل المساعدات العراقية إلى إيران (صور)
- مصر تحذر من تداعيات خطيرة للتصعيد بين إيران وإسرائيل
- أوباما يحذر من حكم استبدادي في الولايات المتحدة
- -روساتوم- تحذر من عواقب ضرب محطة -بوشهر- النووية الإيرانية


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الخالق الفلاح - السياسة الامريكية وفقدان الحكمة