أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الخالق الفلاح - العبث في المفاهيم وتغيب المواطنة














المزيد.....

العبث في المفاهيم وتغيب المواطنة


عبد الخالق الفلاح

الحوار المتمدن-العدد: 5696 - 2017 / 11 / 12 - 12:32
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لقد تغيبت الديمقراطية، كمفهوم وكممارسة واسلوب حكم، منذ ان دخلت للعراق من البوابة الطائفية والمذهبية والاثنية واصبح شعار فارغ وملهاة عبثية و حكم القوة والابتزاز السياسي، والعبث بالمبادئ وفق تقسيمات بول برايمر المشؤومة ، وتحولت الى وسيلة للمناورة السياسية واداة لخدمة الاغراض الآنية وخيمة العواقب ، بدل ان تجمع الافراد في بوتقة المواطنة وروحها والرغبة الطوعية في التعايش في اطر الوطن وقوانينه.

الساسة في العراق مع الاسف كلٌ يقرأ الأزمة التي غلبت عليها التشرذم من رؤيته الخاصة لانهم لا يقرأُون التَّاريخ وإِذا قرأُوه إِستثنى كلُّ واحد منهم نَفْسهُ من دروسهِ وعِبَره. عندما يبتعد أصحاب القرار من الساسة عن المجاملة والتغطية عن الفاسدين والفاشلين المطالبة بتطبيق القانون تطبيقاً سليماً نستطيع حينها أن نستبشر بخير. للوفاء للدماء التي سالت والذين سقوا الارض بدمائهم الزكية وعوائلهم الكريمة التي أنجبت أروع الأبطال الذين يحملون الغيرة بقدر عال ولجميع المقاتلين الشرفاء بمختلف صنوفهم وفصائلهم ورتبهم ولهم حق في رقبة كل متصدي لخدمة العراق ولا يوجد أثمن من ما يقدم من الدم و ليس من المعقول أن يبقى البلد بين صراعات سياسية ومشاكل تنموية وتأخر عمليات الإصلاح وبقاء التهديدات الأمنية . لا يمكن للحوكمة والسياسة العقلانية أن تتحققا دون دولة العقد الاجتماعي و العقد الوطني المعبرين عن كل المجتمع بعيداً عن أية سياسة عبثية إقصائية فاسدة . العراق بلد يمتلك كل مقومات النهوض ليصبح في قمة المهام ويمتلك الكفاءات والكوادر والخيرات من نفط ومياه والموقع الجغرافي المهم ، لكن يعيش في حالة من الفقر بسبب فقدان المشتركات وخروج الطاقات العلمية الى خارجه لتغليب الاقوى سياسياً وليس الاجدرعلمياً .
عليهم فهم من ان السياسي الناجح هو الذي يبذل كل طاقاته من أجل شعبه والذي يحافظ على هوية بلده ويتعامل مع المشكلات بروح المسؤولية الوطنية ونبذ الخصومة والاستفزاز فيما بينهم والتحلي بالتسامح والمرونة وترسيخ الحوار البناء وأن يوحدوا الخطاب والرؤية لتجاوز الخلافات وتعزيز الثقة المتبادلة ، ومن الضرورة العمل على حماية المُنجَز رغم الهوامش والعلل بسبب قصر النظر وبين المصالح الفردية والحزبيَّة والعشائرية والعائليَّة وفي ظلِّ كلِّ هذه الأَزمات والمخاطر والتحدِّيات العظيمة التي يمرُّ بها الوطن الذي يحتاج الى قيادة يسجل لهم التاريخ انهم اول من صنع الحرية والاستقلال في المنطقة .
ولكن مع الاسف لاحد من القادة على استعداد لتغيير تلك الرؤية وظلت تغلب عليهم المصالح والحفاظ عليها والتفكير العقيم بها لانهم فهموا الديمقراطية بشكل خاطئ واعتبروا ان مفهومها هو التمسك بالمنصب. و اذا لم يلتزم الساسة بالروح الوطنية فانها سوف تجر البلد الى المزيد من الفوضى و عدم الاستقرار و تعطيل عجلة التنمية. وسوف تتعمق المشكلات والتناقضات و تراجعاتها ولا يصل المواطن الى طموحاته وتزيد إخفاقاته . وايجاد الحلول الجذرية للمشكلات التي تعقد المشهد الأمني و السياسي والاقتصادي والخدمي .
ولابد من الاشارة الى ان أفكار القادة باتجاه المنفعة الفردية والعمل بعقلية منفصلة عن الواقع والتاريخ، وتحت تأثيرات المشاريع الفئوية والخطوات المستعجلة، والانعطاف مع ردات الفعل لن تؤدي إلاّ للمزيد من التشنج والأزمات وتصلب المواقف على فئويتها، ومن يعتقد أنه كسب جولة فذلك على وهم على حساب مشروع الدولة ومواطنيها وخسران مبين ، أو من يُريد إضعاف الجبهة الداخلية فمن المؤكد سيكون لجانب الجبهة الخارجية ومراهنات سياسيوا الدواعش داخل العملية السياسية في خسران ، ويجب العودة الى الأغلبية الوطنية الشاملة والدستور المصداق الأكبر على تجاوز الشعب لمحنته وانطلاقه نحو المستقبل. أن استثمار الطاقات وتوفير الحياة الكريمة والمودة وحل المشكلات يأتي عبر الحوار البناء والسعي الى وحدته وعدم الانشغال بالمسائل الجانبية اذا اردوا حفظ الامانة المسروقة وعليهم محاصرة أذرع وأدوات الفساد في البلاد التي تعبث بالاقتصاد والتعليم ونشر الجهل .
من هذا المنطلق يتطلب اتخاذ خطوات فعالة للتعامل مع هذه التغييرات بشكل دائم وتحديد الاولويات المجتمعية من دون غلو وكشف التحديات وتصميم الاستراتجيات المناسبة لنجاح العملية وتجنب الفشل أو ايجاد الحلول المناسبة لأي اضطراب في التنفيذ إذا ما كان هدفها البناء وكشف عناصر نوعية ذات خبرات تراكمية عميقة وذوات كسب سياسي قوي ومهني وذوي اختصاص بالمجالات و لا يمكن أن تكون إلا بالوسائل الصحيحة وتديرها مجموعات صالحة بعيدة عن المصالح الضيقة والفوقية والمتعالية واحتضان الكفاءات الكفيلة بتأمين الاجماع وتكون الاعتراض حول خطوات التغيير اولاً باول، وتحيطها بحزام الأمان من أي اختراق للمتصيدين في الماء العكر وبدعم خارجي ، وإلا كانت العمليات فاشل ، ولا تتجاوز التصريحات والصخب الاعلامي المستهجن نحتاج الى خطوات حثيثة قابلة للتطبيق باتجاه ترسيخ التطبيع بين ابناء المجتمع بكل مكونته ضد ثقافة كراهية الاخر ونبذ التطرف والتي لم تنشا من فراغ بل كانت نتاجاً الافكار المتطرفة التي دفعت وتدفع لترسيخ الكراهية والتي تعمل نفس الوجوه القديمة عليها . نطالب من السياسيين العراقيين بكافة انتماءاتهم الى تفضيل المصلحة العراقية العامية على المصلحة الحزبية أو الشخصية الضيقة واللجوء الى الدفع بأتجاه توحيد الكلمة ولم الشمل للخروج من عنق الزجاجة . وايقاف التصعيد والتشنج والخطاب الاعلامي المشحون والجلوس على طاولة الحوار الاخوي . لأيجاد معالجات صحيحة للمشاكل وتذويبها من خلال العودة الى الدستور ورفض أي اسلوب للتفرد والتهميش،



#عبد_الخالق_الفلاح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحقوق والواجبات والادارة العقلانية
- بؤرة الفساد والافساد
- استقالة الحريري تقوي تماسك لبنان
- لصوص تحت الحماية الامريكية
- خطر التقارب من السعودي على مستقبل العراق
- كوردستان... الحوار المتوازن قبل فوات الاوان
- الخطاب الشوفيني...وبث سموم الفرقة
- العلاقات العراقية – السعودية التحديات والتناقضات
- الواقع والسلوك الخاطئ الرئيس ترامب
- كوردستان والخيارات الخاطئة للنخب
- تحرير العقل من القيود
- مرض النفاق السياسي وصراعات السلطة
- ما هكذا تورد الابل انها ازمة وطن
- الحذر من التحركات المشبوهة الجديدة
- الوعي السياسي ينتج علاقات دولية سليمة
- فن السياسة النوع والمضمون
- تاريخ الكورد والمحروفون
- التحديات والصراعات والتعامل بواقعية
- الامم المتحدة وسيلة لهيمنة الدول العظمى
- الارهاب وتغيير رقعت اعماله الاجرامية


المزيد.....




- شاهد ما كشفه فيديو جديد التقط قبل كارثة جسر بالتيمور بلحظات ...
- هل يلزم مجلس الأمن الدولي إسرائيل وفق الفصل السابع؟
- إعلام إسرائيلي: منفذ إطلاق النار في غور الأردن هو ضابط أمن ف ...
- مصرع 45 شخصا جراء سقوط حافلة من فوق جسر في جنوب إفريقيا
- الرئيس الفلسطيني يصادق على الحكومة الجديدة برئاسة محمد مصطفى ...
- فيديو: إصابة ثلاثة إسرائيليين إثر فتح فلسطيني النار على سيار ...
- شاهد: لحظة تحطم مقاتلة روسية في البحر قبالة شبه جزيرة القرم ...
- نساء عربيات دوّت أصواتهن سعياً لتحرير بلادهن
- مسلسل -الحشاشين-: ثالوث السياسة والدين والفن!
- حريق بالقرب من نصب لنكولن التذكاري وسط واشنطن


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الخالق الفلاح - العبث في المفاهيم وتغيب المواطنة