أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الخالق الفلاح - تحرير العقل من القيود















المزيد.....

تحرير العقل من القيود


عبد الخالق الفلاح

الحوار المتمدن-العدد: 5670 - 2017 / 10 / 15 - 13:38
المحور: الادب والفن
    



دراسة مستخلصة
==========
العقل البشري .. الجوهرة الحقيقية و الطاقة المبدعة الخلاقة التي لا تقدر بثمن و التي تصنع منها بانطلاقة كل الافكار السليمة وتدرك النفس به العلوم الضرورية والنظرية و بإعمال العقل وصل الانسان اليوم لما لم يبلغه فى أى عصر . قال رسولنا الكريم (ص): "العقل نور في القلب يفرّق به بين الحقِّ والباطل".
و اختلف تعريف العقل لغة ومصطلحاً عند الفلاسفة والمنطقيين والأُصولّيين، وفي الأحاديث الشريفة وغير ذلك، وقد ورد في الأخبار المئات من الكلمات التي تشير إلى حقيقة العقل ومن هم العقلاء؟ وما هي صفاتهم وآثارهم العقلانيّة في سلوكهم الفردي والاجتماعي تزين و تنور بهم المجتمعات ومن هنا قال احد الشعراء ابياتاً جميلة :
إذا لم يكن للمرء عقل يزيّنه *** ولم يك ذا رأي سديد ولا أدب
فما هو إلّا ذو قوائم أربعٍ *** وإن كان ذا مال كثير وذا حسب
قال الباري عز وجل:في كتابه الكريم – (وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَىٰ كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا) الاسراء 70
وقد اختلف الباحثين في ماهيّة العقل ومقامه الشامخ، وتعريفه وبيان حدوده وقد عرف العقل كلّ من منطلق علمه وفنّه ،يستخدم مصطلح العقل عند البعض لوصف "نظام حركة الخلايا, والخلايا العصبية, ونقط الاشتباك العصبي, والعمليات الكيميائية التي تحدث للمخ و هي عمليات لمعالجة المعلومات ونشاطها في المخ. فالعقل هو ذلك الاسم الذي نطلقه على عملية التفاعل التي تحدث بين النفس والروح وهى عملية التفكير" ويتم بناء ذلك العالم عن طريق التعليم والتعلم المستمر حتى يصبح لديه حصيلة من المعاني التي توصله إلى القدر الذي نستطيع اعتباره فيه عاقلاً. فاختلفت التعاريف وتقسيمات ."ما يهمّنا هنا ونلاحظه من التّعاريف اللغوية أن كلمة العقل وهي اسم وصفة قيمية أو فعل متحقق في التعريف من أن العقل هو بنية معان. فبنية المعاني المتكونة تؤدّي دور الاسم والصفة والقيمية عندما تؤهل صاحبها أن يعتبر عاقلاً وراشداً أو حكيماً. فمن وجدت فيه بنية وقدر معين من المعاني سمّي عاقلاً ووصف بالعقل وهي صفة حميدة قيمة ،فبنية المعاني المتكوّنة هي العقل، ولكن كونها بنية يدل على أنها لم تتكون عشوائياً أو بالجمع غير المنتظم بل عن طريق الجمع المنتظم والربط المنسق والإمساك والحجر للمعاني بتقدير واتقان،".
اما في الحقيقة ان العقل هو نور روحاني أودعه الله عَزَّ و جَلَّ في الإنسان ، و هو آلة التفكير و القوةٌ المدركةٌ و المُميِّزة التي أنعم الله بها على الإنسان .
قال الله جَلَّ جَلالُه : ﴿ وَالَّذِينَ اجْتَنَبُوا الطَّاغُوتَ أَن يَعْبُدُوهَا وَأَنَابُوا إِلَى اللَّهِ لَهُمُ الْبُشْرَى فَبَشِّرْ عِبَادِ * الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُوْلَئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ وَأُوْلَئِكَ هُمْ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ ﴾زمر، الآية : 17 و 18
ورد فِعلُ العقل في القرآن الكريم في تسعةٍ وأربعين موضعًا، ولم يَرِدْ بشكلِ مصدر مطلقًا، وكل أفعال العقل تدلُّ على عملية الإدراك والتفكير والفهم لدى الإنسان .
نذكر البعض من هذه الايات الكريمة:
﴿ ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ مِنْ بَعْدِ مَا عَقَلُوهُ وَهُمْ يَعْلَمُونَ ﴾ [البقرة: 75].
﴿ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَنْ كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ ﴾ [ق: 37].
﴿ إِنَّهُ فَكَّرَ وَقَدَّرَ * فَقُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ ﴾ [المدثر: 18 - 19].
﴿ وَقَالُوا لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِي أَصْحَابِ السَّعِيرِ ﴾ [الملك: 10].
اذاً ان الله عز وجل بلطفه وحكمته وهب للإنسان العقل، وما قسّم الله بين العباد بأفضل منه، فتشرف به في خلقه، وكان العقل دعامته في حياته، وحاز الفضائل ونال المكارم، وحلّق في سماء السجايا الطيبة والصفات الحميدة بتهذيب نفسه، وصيقلة قلبه، وتزكية روحه بالعلم والتربية، فكان مظهراً لأسماء الله الحسنى، ومرآةً لصفاته العليا، ببركة مبادئه السليمة وعقله النيّر، فهو دليله ومبصره، ومفتاح أمره، وبضميره الواعي وفطرته السليمة، ونفسه اللوّامة، وبأخلاقه الحسنة، وسلوكه الطيب، وقلبه الطاهر المفعّم بالإيمان الراسخ، والمتشبّع بالعلم النافع والعمل الصالح،
وَ رُوِيَ عن الرسول المصطفى ( صلى الله عليه و آله ) أنه قال : " مَا قَسَمَ اللَّهُ لِلْعِبَادِ شَيْئاً أَفْضَلَ مِنَ الْعَقْلِ ، فَنَوْمُ الْعَاقِلِ أَفْضَلُ مِنْ سَهَرِ الْجَاهِلِ ، وَ إِقَامَةُ الْعَاقِلِ أَفْضَلُ مِنْ شُخُوصِ الْجَاهِلِ ، وَ لَا بَعَثَ اللَّهُ نَبِيّاً وَ لَا رَسُولًا حَتَّى يَسْتَكْمِلَ الْعَقْلَ ، وَ يَكُونَ عَقْلُهُ أَفْضَلَ مِنْ جَمِيعِ عُقُولِ أُمَّتِهِ ، وَ مَا يُضْمِرُ النَّبِيُّ ( صلى الله عليه وآله ) فِي نَفْسِهِ أَفْضَلُ مِنِ اجْتِهَادِ الْمُجْتَهِدِينَ ، وَ مَا أَدَّى الْعَبْدُ فَرَائِضَ اللَّهِ حَتَّى عَقَلَ عَنْهُ ، وَ لَا بَلَغَ جَمِيعُ الْعَابِدِينَ فِي فَضْلِ عِبَادَتِهِمْ مَا بَلَغَ الْعَاقِلُ ، وَ الْعُقَلَاءُ هُمْ أُولُو الْأَلْبَابِ الَّذِينَ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى وَ مَا يَتَذَكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ و نعمة العقل هي من أعظم النعم التي أنعمها الله عَزَّ و جَلَّ على الإنسان ، فيما نقل عن الإمام أمير المؤمنين علي ( عليه السَّلام ) أنه قال : " لَا غِنَى كَالْعَقْلِ وَ لَا فَقْرَ كَالْجَهْ لِ ...اما العقل السوي فهوا."هو الفطرة المدركة التي فطر الله الناس عليها التي نميز بها الأفكار و التصورات الحسنة من القبيحة و نقنن بها الغرائز و بما ان الفطرة تتشوه فإن الله أرسل الرسل ليعيدوا بناء الفطرة السليمة في النفس البشرية على الأرض فمسلمات الفطرة من خوف ورجاء وخشية من الله وايمان بوجوده وجنته وعذابه كلها أشياء لا يستطيع الذهن تصورها والوصول اليها بمعزل عن الوحي لأنها ترتبط بالله تبارك وتعالى وهو خارج نطاق الإدراك والحس لهذا فالدين إتباع وليس اقتناع لأنه لا أحد يستطيع تصور المصلحة والمفسدة الأخروية بشكل واضح قبل أن يؤمن بها فبلا إيمان واستسلام لا يخالطه شك في صحة ما جاءنا من الله تبارك وتعالى لا نستطيع التمييز بين ما هو خير وشر ...".
من خلال العقل جعل الله سبحانه الانسان خليفة في الأرض ليعمرها بإذن الله الواحد، قوله تعالى: {وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً} [البقرة: 30]: او قوله تعالى {يَا دَاوُدُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ فَاحْكُم بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ} [ص: 26]؛

ولذلك ادرك العالم غربه وشرقه مكانة هذه الميزة فاحترموها لاحترام خالقها ومودعها في من يجب احترامه لاحترام من كرمه، وخلاف ذلك يعمل كثير من ساسة العالم الاسلامي، عربيهم وأعجميهم، مع علمهم بنصوص القرآن التي تنطق بالتحرر والتكريم لخليفة الله في أرضه، على احتقار عقل الانسان، الطاقة الجبارة، وما ذلك إلا شططا منهم وعصياناً وجحوداً وتسفيهاً للعقل مهما كان تفاوت إبداعه، ولا يرون إلا ما تراه متطلبات حياتهم، وفي سبيل تحقيق الاهواء لهم يحتقرون التحرير أوالتحرر للعقل، فيقتلون ويعذبون ويطاردون كل حر ذي عقل، لانهم في صورة سوداء مزيفة، يهربون من مواجهة اصغر فرد من افراد المجتمع تحت ظل السلطة العمياء الخاضعة لأمرهم. وروي أنّ جبرئيل (ع) هبط إلى آدم فقال: يا أبا البشر أُمرت أن أُخيّرك بين ثلاثُ فاختر منهنّ واحدة ودع اثنتين، فقال له آدم: وما هنّ؟ فقال: العقل والحياء والإيمان، فقال آدم (ع): قد اخترت العقل، قال: جبرائيل للإيمان والحياء إرحلا، فقالا: أُمرنا أن لا نفارق العقل.و الانسان العاقل يحمل الصفات الثلاث اذا ماكان مكتملاً، العقل اولاً ،والحياء ، والايمان تاتي بالدرجات التالية .
نختم الحديث بقول سبحانه وتعالى ‏{‏‏فَبَشِّرْ عِبَادِ الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُوْلَئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ وَأُوْلَئِكَ هُمْ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ}‏‏‏[‏الزمر‏:‏ 17-18‏]‏،
صدق الله العلي العظيم



#عبد_الخالق_الفلاح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مرض النفاق السياسي وصراعات السلطة
- ما هكذا تورد الابل انها ازمة وطن
- الحذر من التحركات المشبوهة الجديدة
- الوعي السياسي ينتج علاقات دولية سليمة
- فن السياسة النوع والمضمون
- تاريخ الكورد والمحروفون
- التحديات والصراعات والتعامل بواقعية
- الامم المتحدة وسيلة لهيمنة الدول العظمى
- الارهاب وتغيير رقعت اعماله الاجرامية
- كلام على كلام
- المثقف الفيلي والدور الريادي لقيادة للمرحلة
- القيادة الفيلية ومفهوم قيادة العمل
- الفيليون و الروهينجا والعودة الى الذاكرة
- امريكا ، كوريا الشمالية حرب اعلامية لا غير
- صراعات مثل حمم البراكين
- الكلمة الطيبة... من احسن القول لله
- العراق ... نحو بلورة الحياة والعيش بكرامة
- المرونة المؤمنة والتعاون الايجابي للنجاح
- صدح البعض في مدحكم ظنا بكم أنكم أهله
- اليمن ... تراشقات لا تخدم المرحلة


المزيد.....




- فادي جودة شاعر فلسطيني أمريكي يفوز بجائزة جاكسون الشعرية لهذ ...
- انتهى قبل أن يبدأ.. كوينتن تارانتينو يتخلى عن فيلم -الناقد ا ...
- صورة فلسطينية تحتضن جثمان قريبتها في غزة تفوز بجائزة -مؤسسة ...
- الجزيرة للدراسات يخصص تقريره السنوي لرصد وتحليل تداعيات -طوف ...
- حصريا.. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 المبارك وجميع القنوات ال ...
- الجامعة الأمريكية بالقاهرة تطلق مهرجانها الثقافي الأول
- الأسبوع المقبل.. الجامعة العربية تستضيف الجلسة الافتتاحية لم ...
- الأربعاء الأحمر -عودة الروح وبث الحياة
- أرقامًا قياسية.. فيلم شباب البومب يحقق أقوى إفتتاحية لـ فيلم ...
- -جوابي متوقع-.. -المنتدى- يسأل جمال سليمان رأيه في اللهجة ال ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الخالق الفلاح - تحرير العقل من القيود