أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ناصر ثابت - رحمَ الله امرءً عرفَ قدرَ نفسِه














المزيد.....

رحمَ الله امرءً عرفَ قدرَ نفسِه


ناصر ثابت

الحوار المتمدن-العدد: 5740 - 2017 / 12 / 28 - 19:57
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


رحمَ الله امرءً عرفَ قدرَ نفسِه.
نستطيع أن نعممَها وان نقولَ: رحم الله شعباً عرفَ قدَر نفسه، أو أمةً عرفت قدر نفسِها.
كيف أضعُها لكم بطريقة لا تؤلمُكم؟
أسعفوني، أريد أن أقولَها بطريقة لا تزعجُ صديقاً، ولا تُنفِّرُ زميلاً، ولا تُحقِّر إنساناً؟
لستُم، وأنا منكم، خير أمة أُخرجت للناس.
ليس هناك أمة يحق لها أن توهم نفسَها أنها أفضل أمة أخرجت للناس.
ليس هناك لقب من هذا النوع أصلاً!
كما أنه لا يوجد شيءٌ اسمُه شعبٌ الله المختار، وليس هناك من ينطبق عليه هذا اللقب.
أنتم الآن غارقون في وحول الجهلِ والانحطاط، والغباء.
والخروج من مستنقعكم هذا لن يتحقق في المستقبل المنظور. أنا أضمنُها لكم، فإن تحققتُ في المئة عام المقبلة، واتضحَ أنني مخطيءٌ فبولوا على قبري!
بولوا عليَّ إن كنتُ حياً، وإن كنتُ ميتاً ووجدتم قبري فاجعلوه مرحاضاً عاماً لأرذل أراذلكم. وبولوا ولا تهتموا لأمري!
كم تزعجني نزعتي البشرية الإنسانية التي لا أستطيع أن أسيطرَ عليها، والتي تدعوني دائماً إلى الحوار معكم حول هذا الأمر.
نعم الحوار مهم، ولكنه مضيعة للوقت إن كان حول ما هو بديهي.
كيف ترزحون في وحول التخلف والجهل والفرقة والتطرف والغباء، وتجرؤون على مقارعة الأقوياء المبدعين الذين وصلوا إلى قمة الحضارة الإنسانية.
الأمر ليس سياسياً، لكن عليكم ان تحمدوا ربكم وأن تشكروه وأن تشكروا عدوَّكم، ودول العالم العظيمة على أنها وافقت على الجلوس معكم، وهم غير مضطرين لذلك، وكل أفعالكم تصب في مصالحهم. حتى قتلكم لهم وارهابكم لشعوبهم يصبُّ في مصلحتهم. هل هنالك انحدار أكثر من هذا؟
ترفضون "المفاوضات" كمبدأ، وترفضون مخرجاتها مهما كانت، من اتفاقات وتفاهمات وحتى لو كانت نتيجتُها الاستسلام إلى الأبد، وأنتم تعرفون أنه لا يمكنكم وليس بمقدروكم أن تحققوا الأفضلَ ولا أن تجدوا حلولاً مقبولةً لما أنتم فيه. ولدتُم وستموتون في هذه الورطة الهائلة، ومع ذلك تجدون في انفسكم الوقاحة لرفضِ ما يمكن أن يُعطى لكم وأنتم تتسولون أمام سفارات الدول والشعوب الأخرى؟
أنتم شعوب مريضة، جاهلة، جافة، بلادُها خربة، وأراضيها قاحلة، لا تصنع ولا تبدع، ولا تفعلُ شيئاً إلا الاستهلاك والاقتتال الداخلي، وممارسة الكراهية والعنف والإرهاب، ولا تمنح العالم شيئاً نافعاً، ولا علماً يتلقفه الباحثون عن العلم في هذه البشرية الحية النابضة. كيف تظنون انكم قادرون على مقارعة الشعوب القارئة والمبدعة والمنظمة والتي تحترم نفسها، وأنتم لا تقرأون ولا تبدعون ولا تلتزمون نظاماً ولا تحترمون انفسَكم؟
من أنتم حتى ترفضوا أوسلو أو تقبلونه أصلاً؟
من انتم حتى يقرأ العالم بياناتكم وهي مكتوبة باللغة العربية؟ من الذي سيجبره على النظر فيها؟ هل تظنون أن البشرية ستتعلم اللغة العربية التي لا تعرفونها أنتم أصلا فقط حتى تقرأ بياناتكم التي لا يعبأ بها أحدٌ غيركم ولم تؤتِ أكلَها يوماً؟
الشعوب الأخرى مشغولة بصناعة أمجادِها ولا وقت لديها لتفاهاتكم. تضعون البيانات وتقتتلون عليها وكأن ما فيها تحقق أو سيتحقق يوماً. يا لسخريتها منكم ويا لكم من أمةٍ لا تعرفُ قدرَ نفسِها.
أن تعرفَ قدر نفسك يعني ان تصمتَ عندما يتحدث صانعُ أجهزتك وادويتك وأحذيتك وثيابك وقمحَك وكل شيء في بيتك من الإبرة حتى المرحاض.
أن تعرفَ قدرَ نفسِك يعني ان تقرَّ بضعفك وأن تستسلم، نعم تستسلم، وتقبل بما قسمَه لك القوي الذي لا يهابك ولا يخشاك ولا يحترمُك ولا يسمعُك أصلاً.
أن تعرف قدر نفسك يعني أن تعترف بجفاف ذاتك ونضوب قريحتك الجمعية، وانحدار أفكارك العامة وانسياقك خلف الغوغاء الذين يعششون بين ظهرانيك وينخرون بنيانك كالحشرات الخبيثة.
ان تعرف قدرَ نفسك يعني أن تقبل بما شخصه طبيب الشعوب والأمم والذي قال إنك مريض بسرطان التطرف والدين والجهل والغباء والتشرذم والتقهقر والهوان.
لكن في المقابل أنت لن تصعد حتى تنبذ هذا التكبر الزائف، وتخضع لعلاج السرطان الطويل والمضني، وان تستأصله من جذوره وأن تسمح لجسدك أن يجدد خلاياه وأن يبعث فيها الروح والطاقة من جديد.
لن تقف على قدميك حتى تراجع نفسك وتقر بأمراضك وهزائمك، وتنوي أن تبدأ من جديد، وتحترم الآخر وتتعايش معه وتدفع ما عليك من المستحقات لهذه الحضارة الهائلة التي تستهلكُ أنت منتجاتها دون ان يكون عندك اية نوايا لكي تساهم فيها وتخدم عناصرها البشرية الأخرى.
لن تبدأ من جديد حتى تقول: نعم أنا يتوجب علي أن أتصالح مع الآخر وأن اكف شروري عنه وألا ألعب دائما دور الضحية. انا ضحية جهلي وعقمي وعقليتي المريضة أولا، قبل أن أكون ضحية أي عدو آخر.
لن تبدأ من جديد حتى تتوقف عن لعب دور الضحية. أو أن تقرَّ أنك ضحية نفسك أولا، فهل تفعل؟
لن تفعلَ، وإن فعلتَ فلك، كما قلتُ لك أعلاه، أن تبولَ على قبري، وان تنبشه، وأن تجلدَ هيكلي العظمي. لك ذلك، فافعلْها إن استطعت أن تنهض من شرَكِ ضعفك ومن مستنقع هوانك، ومن أوحال هزائمك وأفعالك التي تدعو إلى السخرية!



#ناصر_ثابت (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تاءٌ مربوطة
- نعم إرهابية، وليست -استشهادية-
- المشي ليلاً
- مهما فعلتَ ستهزمك عناصر العدم
- الهواء من حولي مالح
- قصيدة من وحي اللاشيء
- عن الموت والحياة والروح.
- مؤتمر آخر لفتح، المزيد من الضبابية والتشرذم
- -التطبيع- - ديكتاتورية اللغة ودورها في قمع الأفكار.
- تصحيح المسار، فلسطينيا. كيف يكون؟
- لستُ صوت أي شيء
- التعارض بين العقل والإيمان، إلى أين يقودنا؟
- حجر على جنب الطريق
- الخط الفاصل بين الموج الأزرق والرمل
- آلان كردي، ومأساة ضميرنا الجمعي
- تعذيب الساعدي القذافي، على طريقة الربيع العربي.
- المدينة هي الزمان، والصباح هو المكان
- قهوة خفيفة السُّكَّر
- أحبكِ، وهذا كلُّ شيءٍ
- عن تفجيرات الكويت، وجولة سريعة مع الانتحاري القاتل!


المزيد.....




- شاهد ما حدث على الهواء لحظة تفريق مظاهرة مؤيدة للفلسطينيين ف ...
- احتجاجات الجامعات المؤيدة للفلسطينيين تمتد لجميع أنحاء الولا ...
- تشافي هيرنانديز يتراجع عن استقالته وسيبقى مدربًا لبرشلونة لم ...
- الفلسطينيون يواصلون البحث في المقابر الجماعية في خان يونس وا ...
- حملة تطالب نادي الأهلي المصري لمقاطعة رعاية كوكا كولا
- 3.5 مليار دولار.. ما تفاصيل الاستثمارات القطرية بالحليب الجز ...
- جموح خيول ملكية وسط لندن يؤدي لإصابة 4 أشخاص وحالة هلع بين ا ...
- الكاف يعتبر اتحاد العاصمة الجزائري خاسرا أمام نهضة بركان الم ...
- الكويت توقف منح المصريين تأشيرات العمل إلى إشعار آخر.. ما ال ...
- مهمة بلينكن في الصين ليست سهلة


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ناصر ثابت - رحمَ الله امرءً عرفَ قدرَ نفسِه