أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد رياض حمزة - هل سيادة العراق - منقوصة-؟














المزيد.....

هل سيادة العراق - منقوصة-؟


محمد رياض حمزة

الحوار المتمدن-العدد: 5740 - 2017 / 12 / 28 - 15:31
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


قبل فوزه في انتخابات الرئاسة في الولايات المتحدة الأمريكية " دونالد ترامب" في حملاته الانتخابية وفي عدد من المقابلات التلفزيونية تحدث عن العراق بإزدراء وسخرية مؤكدا إنه عازم على إستيفاء (1.5) تريليون دولار من العراق (تريليون ونصف التريليون دولار، التريليون = ألف مليار والمليار = ألف مليون). وعندما سخرت الصحافة من توجهاته وذكرته بأن العراق بلد ذو سيادة رد بإزدراء وتهكم come on, give me a break)) تقولون العراق بلد ذو سيادة هذا بلد منهوب لا يوجد لبلد اسمه العراق. انه فصائل متناحرة وكل قادته فاسدون.
لست هنا بصدد مناقشة موقف "ترامب" من نفط العراق أو ما حاول ترويجه لنفسه خلال حملته الانتخابية. ولكن أقف عند سخريته وتهكمه على "سيادة العراق" ... وكان الرجل محقا في حدود معرفته للأدب السياسي. فمنذ تهكم "ترامب" على العراق وإلى الآن يكون قد مر عام والفساد لا يزال "يحتل" العراق. استخدمت مفردة " يحتل". نعم فإن تمكن جرابيع "داعش" من احتلال ثلت العراق. وببسالة القوات المسلحة العراقية قُبر جُل الدواعش. فإن جيش الفساد لا يزال يحتل العراق كله. والبلد المحتل منقوص السيادة.
أما سخرية " ترامب" من قادة العراق بقوله ان " قادته فاسدون" فهو محق أيضا. فكل من أثرى من اقطاب العملية السياسية بعد 2003 فموصوم بالفساد. إذ أنهم ومن مواقعهم في القيادية وصنع القرار في الرئاسات الثلاث والبرمان والوزارات والأحزاب وكل من كانت له صلاحية مالية وأثرى شخصيا، وأغدق على أقربائه وحاشيته ومريديه من المال العام فهو وهم فاسدون. إذ أباح معظم (وليس كل) أقطاب العملية السياسية لأنفسهم رواتبا وامتيازات فاٌغتنوا وانحدر نصف العراقيين إلى العوز والفقر.
وأما مُنْقِصات السيادة الأخرى، والإنتخابات على الأبواب، فتتمثل بفساد من نوع آخر. إنه الشخصنة واللهاث على منصب لنيل منصب رئيس يمنحه "الحصانة" من المحاسبة مما كان قد إجترح من الفساد وما يمكن أن يغنم مالا وجاها من موقعه في سنوات مقبلة وما بعدها.
لست مادحا أو منحازا لرئيس الوزراء حيدر العبادي. فالرجل ما اختار المنصب ولم يسعَ له إثر انتخابات 2014. بل وُجِدَ أن صفحته بيضاء بين صفحات ملوثة فأوثر على غيره لتولي المنصب... وخلال رئاسته الحكومة أنجز ما لم ينجزه سابقوه ولعل هزيمة داعش إحدى أهم نجاحاته. ولا يُحسد عما هو عليه. فالرجل مكبل بحبال حزب الدعوة والإئتلاف الوطني وثلة من المعارضين في الرئاسات من حوله. ومن قادة أحزاب وفصائل مسلحة.
أعود لأتحدث عن أحقية من يتحدث عن سيادة العراق بإستخفاف. رغم أن منجزات السنوات الثلاث الماضية عززت سيادة العراق. فإن تابعنا مجريات عمل النظم السياسية في معظم دول العالم لوجدنا أن القيادي الأول فيها. رئيسا في النظام الرئاسي، أو رئيس وزراء في النظام البرلماني يفرض احترامه في سياسته وأسلوبه في القيادة على الأطر والمناصب السياسية الأخرى في هيكلة النظام. فالكل يتحدث ويعمل وفق نهج رئيس النظام.
اليوم في العراق فأن شخصيات سياسية وشخصيات في ذات الائتلاف أو المكون وهم أعضاء في الحكومة يصرحون بما يفهم منه انتقادا أو معارضة لنهج رئيس الوزراء. وبما أن الانتخابات على الأبواب فهذا يصرح ... وآخر يقترح ... وغيره يندد ... وثالث ورابع يدعو... وفلان يرى... وفي معظم تلك التصرفات دعاية شخصية ليقول أنا موجود. وإن لم ينل تغطية إعلامية لتصريحه أو لمقترحه أو دعوته أو إي نشاط قام به فيغضب ويطلب محاسبة من أهمله. وملاحظة أخرى: فإن سافر العبادي في مهمة رسمية، تحرك آخر ليختلق "مهمة رسمية" ليسافر ويصرح ويُستقبل وتغطى أنشطته، حيث سافر، إعلاميا. وأن قيّمنا أهمية ومردود سفره على العراق لخسر المال العام ما أنفق من على سفره. هذا هو الواقع الذي ينقص معنى السيادة تطبيقا.
في مثل واقع العراق اليوم يصلح تطبيق النهج الميكافيلي: " خير للحاكم أن يكون مهابا على أن يكون محترما".



#محمد_رياض_حمزة (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إيران والكرد.. مساعٍ أمريكية - للحفاظ على السلم ومواصلة الإع ...
- الحوار المرتقب بين الواقع والتطلعات المتناقضة
- الحوار ... بين مبادرة الإقليم وثوابت الحكومة الاتحادية
- لا منتصر في الحروب.. وفي السلم الحياة
- نتائج الإستفتاء تتلاشى والعراقيون أقرب إلى السلم
- الحوار والحوار.. ثم الحوار هو البديل لصالح مستقبل الكرد
- قبل استفتاء الإقليم وبعده؟
- الكرد وإسرائيل ... الاستفتاء والانفصال
- كل مصادر تمويل الإرهاب
- تطلعات الكرد ... واقع نقيض لطموحات مشروعة
- طلب من الرئيس -ماكرون- باسم القيم الفرنسية
- الفساد ... نظام اقتصادي موازي بحماية المفسدين
- استفتاءات الإقليم
- -كركوك- ... فذكر إن نفعت الذكرى
- تباعد تحقيق حلم دولة كُرد العراق
- البرزاني والمالكي
- حواضن الإرهاب .. بيوت في بغداد وحولها
- نظام نقدي عراقي معزز بعملة دينار جديد
- بعيدا عن الاقتصاد والسياسة .... -فوق النخل فوق - ... تصحيح ا ...
- هل ستستأنف أسعار النفط الخام الصعود وتتجاوز 100 دولار للبرمي ...


المزيد.....




- شي وبوتين يتفقان على أولوية وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائ ...
- وول ستريت جورنال: تكلفة خيالية تتكبدها إسرائيل لاعتراض صاروخ ...
- سحب عشرات الطائرات العسكرية من قاعدة أميركية في قطر
- صفارات الإنذار تدوي بشكل مستمر في منطقة البحر الميت بسبب هجو ...
- مستشار وزير الخارجية الإيراني يكشف عن فشل -مؤامرة إسرائيلية ...
- صحافية أمريكية: استخدام سلاح نووي تكتيكي لضرب موقع فوردو الإ ...
- -الخلايا النائمة- المرتبطة بـ-حزب الله- والمدعومة من إيران ت ...
- مخاطر الاعتماد على الذكاء الاصطناعي في علاج المشاكل النفسية ...
- سحب مكملات فيتامين شهيرة من الأسواق الأمريكية بسبب خطر يهدد ...
- اكتشاف آلية جينية تساعد على استعادة الأطراف المفقودة بالكامل ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد رياض حمزة - هل سيادة العراق - منقوصة-؟