أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رشا أرنست - وحيدة ... فيلم الستينات الأفضل عن مفهوم الإعاقة














المزيد.....

وحيدة ... فيلم الستينات الأفضل عن مفهوم الإعاقة


رشا أرنست
(Rasha Ernest)


الحوار المتمدن-العدد: 5732 - 2017 / 12 / 19 - 23:47
المحور: الادب والفن
    


يعتبر فيلم "وحيدة" إنتاج عام 1961 أحد أهم الأفلام المصرية والعربية التي قدمت قصة فتاة تعاني من إعاقة سمعية من منظور فردي ومنظور اجتماعي على حد سواء، قدم المرأة ذات الإعاقة ككيان مستقل قادر على الاختيار واتخاذ القرار مؤكدا على حقها في الزواج والانجاب.
ربما لم يصادفك مشاهدة فيلم "وحيدة"، هذا الفيلم نادر العرض على شاشات التلفزيون المصري والفضائيات، ولكن بالبحث على قناة اليوتيوب، تستطيع مشاهدته بالوقت الذي يناسبك.
تدور أحداث الفيلم حول فتاة جميلة من الأسكندرية تدعى وحيدة، تجسدها الفنانة مريم فخرالدين، حياتها بها الكثير من اسمها بسبب الصمم الذي أصابها في طفولتها، قررت أن تترك والديها وتستقل للعمل كمُعلمة لغة عربية بالقاهرة، هربا من نظرات العطف والشفقة التي تراها في عيون زملائها بالعمل في الأسكندرية وكل مَن يعرف أنها صماء، وتبدأ حياة جديدة لا يعرفها فيها أحد.
يبدأ الفيلم بمشهد شاطيء الأسكندرية ووداع "وحيدة" لأبويها لتستقل القطار المتجه إلى القاهرة مع خادمتها، في القطار نكتشف مأساة البطلة حين تكون بمفردها بدون سماعة الأذن التي تساعدها على السمع والتواصل مع الآخرين، ويأتي محصل التذاكر للسؤال عن تذكرتها في اللحظة التي تذهب خادمتها لتجلب لهما القهوة.
في القاهرة تقيم وحيدة عند خالتها المُسنة، وتبدأ عملها دون أن تذكر أي شيء يخص حالتها، وتقابل مُعلمة الموسيقى "سعاد" التي تجسد دورها الفنانة ليلى طاهر، وتنشأ بينهما صداقة تعوقها تصرفات غريبة من "وحيدة"، تلك التصرفات الناتجة عن اخفاء استخدامها لسماعة الأذن، وهنا نرى تميز القصة والسيناريو في تجسيد وتنوع المواقف التي يواجهها الأشخاص الصم في حياتهم ومحاولاتهم لتفادي نظرات العطف والأحكام المُسبقة.
تتوالى الأحداث وتتعرف فتاة الأسكندرية الصماء على "مجدي" شقيق "سعاد" الذي يجسد دوره الفنان صلاح ذو الفقار، يقع مجدي في حب وحيدة من أول نظرة، وتقاوم "وحيدة" مشاعر الحب الذي زار قلبها ووجد في مجدي الرفيق الذي يؤنس وحدته خوفا أن يكشف أمرها، فهي لا تعترف بالحب الغير مشروط وتخشى دائما الارتباط وترى في ذلك مستحيلا، لكن "مجدي" الذي يثق في أنها تبادله الحب ولا يرى تفسيرا لتصرفاتها لا يمل من محاولاته إلى أن تصارحه صدفة بسرّها وتتفاجىء أنه يحبها لشخصها، وكونها صماء لا يغير في الحب شيئا فيطلب منها الزواج، ويواجهان معا رفض اسرته لهذا الزواج.
نسج كاتب ومخرج الفيلم محمد كامل حسن سيناريو لخص فيه العاطفة والإحتياجات الإنسانية في مواجهة المخاوف والتحديات في حياة الأشخاص الذين يُعانون من قصور جسدي بشكل عام وليس الأشخاص الصم فقط ، قدم معالجة لها بُعد إنساني وحقوقي متجاوزا كل الأفكار الموروثة والتقليدية في ذلك الوقت.
تميز فيلم "وحيدة" الذي أنتجه عباس حلمي في أول الستينات عن باقي الأفلام المصرية التي تناولت قصص أبطالها يٌعانون من إعاقات جسدية أنتجت قبل أو بعد هذا الفيلم بميزتين، الأولى أن الفيلم قدم لنا المشكلة من زاويتين مختلفتين، دون أن تغلب زاوية على الآخرى، الزاوية الفردية التي لمس فيها معاناة الفتاة الصماء وإحساسها بالنقص وبعدم قبول المجتمع لها كما هي، وهروبها المتتالي من اكتشاف عدم قدرتها على السمع المقترن داخلها بالشفقة والعطف، وزاوية المجتمع الذي يشفق عليها، ويرفضها في ذات الوقت حين يتعلق الأمر بالعمل أو الارتباط.
الميزة الثانية لفيلم "وحيدة" هي معالجته للقضية التي يتناولها الفيلم، قضية فتاة تعاني نفسيا ومجتمعيا من كونها صماء، فقدم لنا كاتب ومخرج الفيلم محمد كامل حسن معالجة درامية مترابطة، تجلت بوضوح في حوار بطل الفيلم المحب للمحبوبة الصماء في الثلث الأخير من الفيلم، لخص فيه معنى الحب الحقيقي، حب الروح للروح دون المعايير الجسدية، الحب الذي ساعد "وحيدة" أن تكتشف نفسها من جديد، جميلة ومحبوبة وناجحة بعملها وهي لا تسمع، ساعدها أن تقبل ذاتها ومنحها قوة مواجهة واقعها دون خوف أو خجل.
نحن أمام فيلم قديم بروح وفكر متجدد، فيلم متعدد الرسائل أهمها رسالته التشجيعية لقبول الذات والثقة في النفس مع عدم الاستسلام للواقع، ورسالته للمجتمع لتغيير نظرته المحدودة للجسد والنظر إلى ما هو أجمل وأوضح، إلى شخصية الإنسان ككيان وروح كاملة. الفيلم يحثنا على أن نتخلص من السطحية في أحكامنا على الآخرين وأن تكون نظرتنا أكثر عمقا وإحساسا، نظرة قبول دون شروط.



#رشا_أرنست (هاشتاغ)       Rasha_Ernest#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التمييز في الأمثال الشعبية أمس واليوم
- حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة في مصر
- ساكتة ليه
- حقوق المرأة
- الكوميكس أولا ثم الحرب
- مواويل الثورة المصرية
- كلنا خالد سعيد.. ولا أي اندهاش
- البلاك بلوك لغز المرحلة
- قبلة تحت المطر
- دليل جديد!!
- الميدان من تاني
- ضميني يا امّه
- اشهد يا وطن
- مشهد جنازة الصحة في مصر كوميديا سوداء
- معركة الدستور المصري المقبلة
- حاكموا الإعلام بتهمة الإساءة للإسلام
- فيلم -اجورا- يكشف عن الكنيسة وحرية الإبداع
- دون أن تعرف
- المرأة المسيحية وتحديات ما بعد الثورة
- أحبك.... ولكن!!


المزيد.....




- -الديفا تحلّق على المسرح-..أكثر من 80 ساعة عمل لإطلالة هيفاء ...
- الممثل الأمريكي -روفالو- يناشد ترامب وأوروبا التدخل لوقف إبا ...
- ما سر تضامن الفنانين الإيرلنديين مع فلسطين؟.. ومن سيخلف المل ...
- التوحيدي وأسئلة الاغتراب: قراءة في جماليات -الإشارات الإلهية ...
- الموسيقى الكونغولية.. من نبض الأرض إلى التراث الإنساني
- مصر.. وفاة الفنان بهاء الخطيب خلال مباراة والعثور على -تيك ت ...
- فيلم -درويش-.. سينما مصرية تغازل الماضي بصريا وتتعثّر دراميا ...
- شهدت سينما السيارات شعبية كبيرة خلال جائحة كورونا ولكن هل يز ...
- ثقافة الحوار واختلاف وجهات النظر
- جمعية البستان سلوان تنفذ مسابقة س/ج الثقافية الشبابية


المزيد.....

- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رشا أرنست - وحيدة ... فيلم الستينات الأفضل عن مفهوم الإعاقة