أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - دلور ميقري - سيرة أخرى 61














المزيد.....

سيرة أخرى 61


دلور ميقري

الحوار المتمدن-العدد: 5731 - 2017 / 12 / 18 - 01:55
المحور: الادب والفن
    


1
امتلاكُ سلاحٍ شخصيّ، كان في الزمن الماضي دليلاً على الرجولة. على ذلك نفهم معنى هذا المثل، المتداول جيلاً بعد آخر في حارتنا: " كردي بلا سلاح، هوَ كردي بلا شرف! ". وكنا في طفولتنا نقلد الرجال، أو على الأقل، من هم أكبر منا سناً. كأن نتدبر مدية ( كندرجية )، للتباهي بها أثناء جولاتنا في البساتين. ثمة كنا نستعمل المدية في صنع سلاح آخر، " النقيفة "؛ بأن نجرّد غصناً ذا شعبتين من أوراقه. في المقابل، كان من النادر أن يعمد أحدنا لاستعمال تلك الآلة الحادة في المشادات المعتادة، شبه اليومية.
أخي الكبير، كونه على رأس عصبة من الفتيَة، فإنه لم يكن يخرج من المنزل دون سلاح. وغالباً ما كان يحمل طيّ ملابسه السيفَ القصير، " الكَامَة "، التي كانت من ميراث خدمة الوالد بالجيش الفرنسيّ. هذا السلاح، تسبب بمأساةٍ ذات يوم من مستهل السبعينات، عندما استعاره أحدُ أفراد عصبة أخي. إذ تورط الفتى بمشادة مع شاب فلسطنييّ، انتهت بمقتل هذا الأخير. تلك الحادثة الدموية، جعلتني أحجم عن مشاركة أندادي في بدعة حمل موسى " الكبّاس ". أقرب أولئك الأصدقاء إليّ، أعتاد أن يدع موسه معي حينَ نكون في المدينة: " ذلك أضمن، كي لا أتهور باستعماله! "، على حد قوله. في أحد الأيام الشتوية، كنتُ عائداً مع صديقي مشياً من باب توما عن طريق ساحة العباسيين. هناك توقفنا أمام حافلة سفريات، قابعة في العتمة. رحنا نبول باتجاه عجلات الحافلة، وإذا بسائقها يمد رأسه من التافذة ليبدأ بشتمنا. لما قمنا برد التحية، نزل السائق وبيده أداة حديدية. وإذا صديقي ينتزع مني الموسى، فيلوّح به بوجه الرجل الأرعن. فما كان من الرجل إلا الصراخ، طالباً النجدة من أحدهم. عند ذلك، أركنا إلى الفرار بلا تردد!

2
الربوة؛ أسسها كمنتزه الملكُ الأيوبي المعظم، عيسى بن الملك العادل، لتكون متنفساً لأهل الشام. كما عبّر عن ذلك شعراً، تاج الدين الكندي، مربي أولاد الملوك الأيوبيين: " عمَّرَ الربوة قصراً شاهقاً ، نزهةً مطلقة للفقراء ". الربوة، كانت لها قدسيتها من قبل. ويقول الرحالة الأندلسي، ابن جبير: " الربوة المباركة، مأوى المسيح وأمه، عليهما السلام، وهي من أبدع مناظر الدنيا ". فكأنما أرتبطت الربوة باسمَيْ عيسى بن مريم وعيسى بن أيوب. يؤكد المهندس المعماري الفرنسي، ايكوشار، أن طريق الربوة هو أجمل مدخل مدينة في العالم رآه، لما يحفل به من مناظر طبيعية خلابة، وخصوصاً أنه يشق وادي نهر بردى.
كلمة الربوة، يبدو أنها محرفة من العربية " الرابية "، كونها تقع على مرتفع من الأرض. تاريخياً، ضمت الربوة آثاراً من العهد الأيوبي والمملوكي؛ منها أربعة مساجد ومدرسة وقصراً على رأس الجبل يدعى التخوت، حيث توجد زاوية خضر العدوي التي بناها الظاهر بيبرس. كما بنى فيها نور الدين الشهيد داراً للفقراء ووقف له قرية داريا جنوب دمشق. في الربوة، توجد أشهر مقاهي دمشق الصيفية؛ مقهى " أبو شفيق "، الذي كان مقصدًا للكتاب و الشعراء وكان منهم الشاعر العراقي، الصافي النجفي. في طفولتنا، كنا نمر بالربوة ونحن مستقلين القطار في طريقنا إلى الزبداني أو بسيمة. كنا نرى النساء وعلى رؤوسهن سلال الفواكه، لاغواء المسافرين بالشراء منها. أما نحن الصغار، فكانت الفواكه هيَ التي تغوينا لا النساء!



#دلور_ميقري (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سيرة أخرى 60
- سيرة أخرى 59
- سيرة أخرى 58
- سيرة أخرى 57
- شادية وأدب نجيب محفوظ
- الكردي كمال جنبلاط
- القاعة رقم 1000
- سيرة أخرى 56
- المقهى
- سيرَة أُخرى 55
- العربة
- سيرة أخرى 54
- المبنى المهجور
- سيرة أخرى 53
- سيرة أخرى 52
- سيرة أخرى 51
- الأغراب
- الإشارة الحمراء
- أردوغان ولعنة الكرد
- سيرة أخرى 50


المزيد.....




- محمد حلمي الريشة وتشكيل الجغرافيا الشعرية في عمل جديد متناغم ...
- شاهد رد فعل هيلاري كلينتون على إقالة الكوميدي جيمي كيميل
- موسم أصيلة الثقافي 46 . برنامج حافل بالسياسة والأدب والفنون ...
- إندبندنت: غزة تلاحق إسرائيل في ساحات الرياضة والثقافة العالم ...
- إندبندنت: غزة تلاحق إسرائيل في ساحات الرياضة والثقافة العالم ...
- مسرح الحرية.. حين يتجسد النزوح في أعمال فنية
- مسرح الحرية.. حين يتجسد النزوح في أعمال فنية
- أبحث عن الشعر: مروان ياسين الدليمي وصوت الشعر في ذروته
- ما قصة السوار الفرعوني الذي اختفى إلى الأبد من المتحف المصري ...
- الوزير الفلسطيني أحمد عساف: حريصون على نقل الرواية الفلسطيني ...


المزيد.....

- الرملة 4000 / رانية مرجية
- هبنّقة / كمال التاغوتي
- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - دلور ميقري - سيرة أخرى 61