أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد علاء الدين عبد المولى - مكاشفات في أفق السهروردي














المزيد.....

مكاشفات في أفق السهروردي


محمد علاء الدين عبد المولى

الحوار المتمدن-العدد: 1474 - 2006 / 2 / 27 - 09:52
المحور: الادب والفن
    


أعيدكَ أبعاداً
أحرقُ في جسدكَ ملاءته الأولى
أفصلُ أضلاعك لأقرأ ما يقوله الدمُ
سيدي أودعتُ أسراري في ذاكرتكَ
أنا عتبات الفضاء وشرودٌ في خضرة الحجارةِ
ضياعٌ من مباهج السّكْر
لغاتٌ تفرطها أصابع الفجر
للنباتِ كلامه
للنهر كلامه
وأنا بلا أسماء
علّق نجمةَ الكلامِ على عنقي وانتظر ما يقول الكلام
معكَ أصرخ في وجه الثعبان العالي
بحناجر يرقص فيها ثلجٌ
نحن قلوب الشجر المهزوز في العاصفة
والينابيع المقفلةُ
يصرخ الرعدُ فينا يذهبُ صداه في طحالبنا
ليس لنا صديقٌ إلاّ شواهد القبور
من يخبّىء فينا أو عنّا النبوءةَ؟
ما طاب من السموات الرمادية نحن
انتظار قمر العرس نحن
لسانٌ يشطره سلطانٌ يشتري البيعةَ بعضو زوجته
انتظر ما يقول الكلام
يا حجرَ النسيانِ متى تعشبُ؟
وحش الحزن يلتهم الدماء ويستولي على الكائنات
هي كائنات الليل أنا وأنتَ نفيضُ في نهرٍ من صراخ
ونقضم تفّاحةً سقطت سهواً من نافذة القصر

أودعتُ فيكَ أسراري
كان عاشقان يلبسان الزهر في الوضوء والثمارَ في الصلاةِ ناديتُ قفوا على بساطِ الإشراقِ واستعيذوا بالوجد من الجفافِ كأنما الروح يخرجُ من طينته ليدخل في ظل اللاهوت كأنما الجسد ألقى ثوبه وانقذف في سهم الرحلة الزرقاء
إنه المدى مئذنةٌ تصوغُ حلمها من ياقوت حزنها ترى مواكب رمادٍ تشرقُ نوافذَ جحيمٍ تنطقُ هو حزنُ الكائناتِ في البدء يختبىء الروحُ في جيب الآلهة في الختام يصعد الشيطانُ من الأكفّ يسجد الروح تحت ظله يقول له أنتَ لي فقد سقط الله من جيبك

أودعتُ فيكَ أسراري
أسراري أمعاء تتدلّى بطونُ أمهاتٍ يلدن تحت الأنقاضِ أطفالٌ يخرجون من رحاب المدينةِ ينشدون
أيها البعيدُ اقتربنا من الحرب
والحرب نور السموات والأرض
نمنا تحت شجرة مباركةٍ
أصلها في خيمةٍ
وفرعها عند إلهٍ أعمى

أسراري أشجارٌ ألبستني البرتقال وفي الصيف زينت قبري وكنتُ لا أملكُ ما يليقُ بهذا الوداع المفاجىء فتمدّدتُ في قبري ورأيتُ الكونَ نملةً تتسلل تحت الكفن
أسراري نشوةٌ ومواقفُ في عتبة الأشواق أيها الحبيب الكلّيّ لدني مرتين حتى ألج ملكوت السماء وأتروّحَ لهواء العسل بعد العلقم
أوقاتي أشعلها وأختبىء في خرقةٍ لأدخل عتبة المشاهدة أيها الملفّع بالنور حوله أرواحٌ تأتلف وتختلفُ هل تراني في البادية آكلُ من حشيش البرّ يظهرُ لي (الخضر) مردّداً { آه من قلّةِ الزادِ ووحشةِ السفرِ اتّخذني ظلاًّ لكَ }
أسراري نشوةٌ في ظلالٍ ترقص أسافرُ تلك أغانٍ وبخورٌ حلقاتٌ وجباهٌ تتلاشى إنما يستلذّ الروحُ النغماتِ إنما أتواجدُ حتى يسقط الرداء عن منكبيّ وقال لي الجنيد {القربُ بالوجدِ جمعٌ} جمعتُ الأشجارَ وأسكرتها مال الأفقُ وسقط تحت أرجلي خاشعاً متصدّعاً محوتُ آية الليل والنهارِ ألزمتُ الزمنَ طائرَه في عنقه ذبحت الطائرَ واتّحدتُ بدمه وما سمعتُ غير صوتٍ يتمايل ويقول{تلك قاصراتُ الطّرفِ, والياقوتُ, وحورٌ مقصوراتٌ في الخيامِ, اتّكىءْ على رفرفٍ خُضرٍ وقل أنا أنا, وما سواي أنا}

أودعتَ فيَّ أسراركَ
أرسلْ على روحي شوارقَ أنواركَ ونجّني من قيودِ الهيولى أذقني بردَ عفوكَ ـ إن ذاتي هبطت فاغتربت ـ تذكّرت فاضطربت ـ فسارعتْ فمُنِعتْ ـ فهل إلى وصلٍ من سبيل؟
أودعتَ فيَّ أسراركَ
وقلتَ لي
{روّح سرّكَ بتركِ ما ثقلتْ عليكَ تبعاته
إن أشدّ مبتهجٍ بذاته هو الحقّ الأولُ
فسلامٌ على ذاتٍ هبّت عليها روح الملكوت
واشوقاه إلى السرادق القدسيّ
واأسفاه على العالم}
ولكن يا سيدي المسافة عظيمة وأنا مقيّدٌ في المدينة

أودعتُ أسراركَ في نوافذ الريح
تستبيحها عوراتُ ملوكٍ ذُبحوا على ناصية الأبد
أسراركَ شجرٌ يتماوجُ على ظهر الزمن المنحني
هرِمَ الأخضرُ
وآباء الماء ألقوا غيومهم على أكتاف القرى


أودعتُ أسراركَ تاجَ ملكٍ قال
/ صفيرُ الرياحِ شعبي والطحالبُ والجماجمُ المكسورة بالقضبان
مملكتي سلاسلُ في أحذية القمر
ويدي ثعبانٌ يطولُ كلّ شيء
أقتاتُ بعظامِ الأطفالِ
أجمّع أثداءَ الأمهاتِ في قِدْرٍ أنفثُ تحته نار الولاء
ولا أحد يقول لي (لا)
هو قطيع النَّعامِ تطيلُ الـ (نعم) أجنحته ليرعى في رمالي/

وأوقفني تحت غمامة أهدابه وقال غيمتَهُ التاليةَ
قل لأصحابٍ رأوني ميّتاً
فبكوني إذ رأوني حَزَنا
لا تظنوني بأني ميّتٌ
ليس ذا الميّت واللهِ أنا
أنا عصفورٌ وهذا قفصي
طرتُ منه فتخلّى رهَنا
وأنا اليومَ أناجي ملأً
وأرى الله عِياناً بهَنا
بأيّ قدمٍ تدخل / أدخل قلعة الموتِ؟
قدماكَ فرعا شجرةٍ تلدُ في ظلها الحروب ملوكاً
هوذا السلطان صفيّكَ الحبيبُ
- أين يداكَ لأصلبكَ؟
- بعتُهما لإلهٍ بلا يدين
- بأيّ قدمٍ تخطو؟
- أرى قدمي أراقَ دمي
وهانَ دمي فها ندمي

أيها الحبيبُ الكليّ
ننامُ في عظامٍ
نعودُ إلى ملاءاتنا الطينيةِ
تتفسّخُ معارجُ الوصول
فلندخل قيودَ الهيولى
سلامٌ لأبعادكَ
لأبعادي
أيهذا الحبيب
نيسان / 1989 تموز / 1990



#محمد_علاء_الدين_عبد_المولى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- البيان الإباحي
- إعلامولوجيا سورية
- قصتان قصيرتان
- فئران
- لوركا نموذج منسي للمقاومة : قراءة في مفهوم الروح المبدع
- غموض غير متعمد
- من عظام القصيدة أختار قلبي
- مرثية الأم الأولى
- في هجاء نفسي
- أفق للذاكرة المعتقلة
- على بابها الغارق في الياسمين
- مرثية لذاكرة القرن
- قراءة في كتاب البدايات
- بورتريه مثقف عضوي
- القصيدة
- نشيد للفرح الأخير
- يبان مواطن عربي أوقع عليه وحدي
- احتمالات قيد الريح
- نايات في عرس الدم البابلي
- يوميات نسبية لكائن ليس مطلقاً


المزيد.....




- كبير مخرجي RT العربية يقدم دورة تدريبية لطلاب يدرسون اللغة ا ...
- -المواسم الروسية- إلى ريو دي جانيرو
- تامر حسني.. -سوبرمان- خلال حفله في عيد الأضحى
- أديل بفستان لمصمم الزي العسكري الروسي
- في المغرب.. فنان يوثق بقايا استعمارية -منسية- بين الأراضي ال ...
- تركي آل الشيخ يعلن عن مفاجأة بين عمرو دياب ونانسي عجرم
- أدب النهايات العبري.. إسرائيل وهاجس الزوال العنيد
- -مصافحة وأحضان-.. تركي آل الشيخ يستقبل عمرو دياب في الرياض و ...
- -بيكاسو السعودية-..فنان يلفت الأنظار برسومات ذات طابع ثقافي ...
- كتبت الشاعرة العراقية (مسار الياسري) . : - حكايتُنا كأحزان ا ...


المزيد.....

- الكتابة المسرحية للأطفال بين الواقع والتجريب أعمال السيد ... / الويزة جبابلية
- تمثلات التجريب في المسرح العربي : السيد حافظ أنموذجاً / عبدالستار عبد ثابت البيضاني
- الصراع الدرامى فى مسرح السيد حافظ التجريبى مسرحية بوابة الم ... / محمد السيد عبدالعاطي دحريجة
- سأُحاولُكِ مرَّة أُخرى/ ديوان / ريتا عودة
- أنا جنونُكَ--- مجموعة قصصيّة / ريتا عودة
- صحيفة -روسيا الأدبية- تنشر بحث: -بوشكين العربي- باللغة الروس ... / شاهر أحمد نصر
- حكايات أحفادي- قصص قصيرة جدا / السيد حافظ
- غرائبية العتبات النصية في مسرواية "حتى يطمئن قلبي": السيد حا ... / مروة محمد أبواليزيد
- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد علاء الدين عبد المولى - مكاشفات في أفق السهروردي